أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة تاريخ المصريين، كتاب «جمعية الهلال الأحمر المصري 1911: 1973»، للدكتورة شيماء إسماعيل النكلاوي.
وترجع أهمية الكتاب، أنه الدراسة العلمية الأولى التي سلطت الضوء على دور جمعية الهلال الأحمر المصري وظروف نشأتها وتنظيمها ومكانتها الدولية، ومن ثم فموضوع الكتاب يسهم في سد ثغرة من ثغرات التاريخ الحديث والمعاصر، كما يسهم أيضًا في تغطية أحدث الأبحاث على المستوى الدولي، وهو تاريخ المساعدات الإنسانية في العالم العربي، وكيفية تكيف المنظمات العربية الإسلامية بجانب نظيرتها الغربية المسيحية في منظومة واحدة تهدف لإغاثة البشر.
ويشتمل الكتاب على مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، جاء الفصل الأول بعنوان: نشأة جمعية الهلال الأحمر المصري، وقد سلطت فيه الضوء على جذور فكرة العمل الخيري المرتبط بالحرب عالميا، وكيف تجسدت هذه الفكرة على أرض الواقع بجهود هنري دونان مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام ١٨٦٣، وكيف اتجه مؤسسو اللجنة لتقنين فكرهم عن طريق اتفاقية جنيف الأولى عام ۱۸٦٤، والتي دعيت جميع الدول للتصديق عليها، وكانت منهم الدولة العثمانية، ويناقش الفصل بعد ذلك قضية خلافية مهمة وهو محاولة الدولة العثمانية اختيار شارة الهلال الأحمر بدلا من الصليب الأحمر لحماية خدماتها الطبية، وتأسيس جمعية الهلال الأحمر العثماني، وانتقلت بعد ذلك ومن خلال تلك الأحداث لعرض مراحل ظهور الهلال الأحمر في مصر وفقا لظروف مختلفة ومؤسسين مختلفين.
ثم جاء الفصل الثاني ليرسي القواعد التنظيمية للمؤسسة الوليدة، وعنوانه التنظيم الإداري والمالي لجمعية الهلال الأحمر المصري، وقد أفردت هذا الفصل لتوضيح أغراض الجمعية في زمني السلم والحرب، ثم تعرضت لنظام العضوية بالجمعية والأهم من ذلك أني تطرقت فيما بعد إلى رصد التغيرات الإدارية التي طرأت على الجمعية نتيجة للقوانين المنظمة لها، والظروف السياسية والاقتصادية التي ألمت بها ومن بعد ذلك عرضت للجهاز الإداري للجمعية؛ كما سلطت الضوء على رؤساء الهلال الأحمر الذين تميزوا بأنهم من صفوة المجتمع من أمراء ووزراء للصحة، وأطباء مشهورين أو ممن شغلوا مناصب حكومية رفيعة، وتطرقت بعد ذلك إلى الحديث عن تنظيم شارة الهلال الأحمر، ثم انتقلت لعرض تنظيم الجوانب المالية، واختتمت الفصل بعرض تنظيم الجمعية على المستوى الدولي.
وجاء الفصل الثالث بعنوان: دور جمعية الهلال الأحمر المصري في زمن الحرب، وقد قمت بتقسيمه لأربعة محاور رئيسة وهي: أولا: حروب الدولة العثمانية، وثانيا: الحروب العالمية، والمحور الثالث جاء بعنوان: حروب البلاد العربية والإسلامية، أما المحور الأخير فقد أفردته لحروب مصر، وكان الغرض من الفصل توضيح نشاط الهلال الأحمر في زمن الحرب وتنوعه ما بين الخدمات الطبية والاجتماعية والترفيه عن الجنود والاهتمام بأسرى الحرب، وغير ذلك مما ستوضحه الدراسة.
أما الفصل الرابع والأخير من الكتاب فجاء بعنوان: دور جمعية الهلال الأحمر المصري في زمن السلم، وقد أفردت هذا الفصل لتوضيح دور الجمعية في الكوارث الأخرى غير الحرب، فضلا عن أنشطتها الأخرى في زمن السلم، فتناولت في البداية دور الجمعية في حشد المتطوعين، ثم النشاط الصحي للجمعية، يليه النشاط الصحي الاجتماعي وذلك على الصعيدين المحلي والدولي، وأيضًا النشاط الاجتماعي للجمعية في مصر؛ وكل هذا في إطار إبراز تأثر الجمعية بالأحداث المختلفة من حولها، وأخيرًا تحدثت عن دور الجمعية في تأسيس الفروع والشعب أنحاء في جميع مصر.
وأخيرا، جاءت الخاتمة والتي عرضت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال تلك الدراسة، أما عن مصادر الكتاب، فقد اعتمدت بصفة أساسية على الوثائق الأجنبية غير المنشورة، وأهمها وثائق أرشيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف، وثائق أرشيف الصليب الأحمر البريطاني بلندن، وثائق وزارة الخارجية البريطانية، الأرشيف البريطاني بلندن، وثائق وزارة الخارجية الأمريكية الخاصة بالشؤون الداخلية وثائق الخدمات الطبية والحرب.
كما اعتمدت على الوثائق العربية غير المنشورة والتي اطلعت عليها بدار الوثائق القومية بالقاهرة، والتي تميزت بانتقائها من وحدات أرشيفية مختلفة هذا إلى جانب الوثائق المنشورة، سواء كانت أجنبية أو عربية، ومنها التقارير السنوية للجنة الدولية للصليب الأحمر، ووثائق جلسات البرلمان البريطاني التي نشرها ها نسارد، وثائق وزارة الخارجية الأمريكية "العلاقات الخارجية".