تتميز العلاقات المصرية التونسية بمتانتها وقوتها فهي تضرب بجذورها عمق التاريخ بين الشعبين الصديقين وذلك في ظل القيادة الحكيمة للبلدين والتي ظهرت جليا في لقاءات عديدة بين كبار مسئولي الدولتين.. وأكد خبراء وسياسيون ورؤساء تحرير كبري المؤسسات الصحفية في تونس، لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس، عمق وقوة ومتانة العلاقات المصرية التونسية والترابط بين الشعبين منذ أقدم عصور التاريخ.
وقال أمجد الحمداني المدير العام المساعد للتحرير بوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) أن العلاقات المصرية التونسية وطيدة جدا وتضرب بجذورها في عمق التاريخ وتجمع بين الشعبين الصديقين الأخوة والترابط الحضاري.
وأضاف: أن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تشهد إنجازات كبري وطفرات نوعية تشمل كافة الميادين ، معربا عن شعوره بالفخر كمواطن عربي بما يتحقق في مصر وما تشهده من إنجازات كبري وشاملة ، مستدلا علي ذلك بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تجسد حجم التطور الهائل الذي تشهده مصر ".
وأكد أهمية دعم مصر لجهود التنمية والإصلاح بتونس، تحت قيادة الرئيس" قيس سعيد" خاصة في هذا التوقيت الهام الذي تشهده بلاده ، مؤكداً أن مصر تمثل سندا وداعما سياسيا هاما جدا في المنطقة ونرغب في مزيد من تعزيز العلاقات وتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين لدعم التعاون الذي يشمل مختلف المجالات .
من جانبه ، أكد رئيس تحرير جريدة الشروق التونسية نجم الدين العكاري ، أن العلاقات المصرية التونسية تشهد أحسن حالاتها وخاصة على المستوى السياسي بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وقيس سعيد ، مضيفا أن هناك تنسيقا وتقاربا في أغلب الأحداث والمستجدات على المستوى الإقليمي و الدولي وخاصة في مستوى مكافحة الإرهاب .
وأضاف أن العلاقات المصرية التونسية متميزة سياسيا وتقوم على الاحترام المتبادل وتواصل التنسيق في عديد القضايا ، مشيرا إلي أهمية اللقاءات الأخيرة بين مسئولي البلدين وخاصة لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره التونسي نبيل عمّار بما يؤكد الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات والتنسيق في القضايا الهامة بما يشمل المستوى الثنائي و الإقليمي و الدولي.
بدوره ، أكد رئيس تحرير جريدة الصباح التونسية سفيان رجب ، أن العلاقات المصرية التونسية ضاربة في التاريخ وذات خصوصية بفضل ما يجمع بينهما من علاقات وثيقة على مختلف المستويات وعلى مر السنين .
وأوضح أن المواقف المصرية التونسية ترجمت في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة منها العربية والإقليمية والتي شكلت توافقا وتطابقا وغالبا ما مثلت الخط الذي اتبعته بقية المواقف الدولية حيث تحرص الدولتان على التشاور والتنسيق في المواقف بمختلف المحافل الدولية والإقليمية .
وقال إن اليوم الفرصة متاحة للبلدين لتنسيق الرؤى المشتركة المرتبط بالقارة الأفريقية، خاصة في إطار المنظمات والتجمعات الاقتصادية الأفريقية.
وأكدت المحللة السياسية التونسية آسيا العتروسي أن العلاقات المصرية التونسية علاقات عابرة للحدود و للحكومات ، لافتة إلي أنه يجب الانتباه إلى أهمية التوجه نحو إعادة رسم الأولويات و الاستفادة من الأزمات السابقة التي هزت منطقتنا مع تعدد الاختبارات و الكوارث والاحتياجات نحو تفعيل و تكريس العمل العربي المشترك و إصلاح ما يستوجب لإعادة القاطرة العربية إلى مسارها و الاستفادة من قدرات و ثروات و إمكانات هذه الدول العربية.
وقالت إننا جيل شرب من النيل وتعلم السباحة في المتوسط و راهن على مصير مشترك ، فإن تلك العلاقات لا يتسع لها النيل و لا البحر المتوسط.
تابعت: أنا انتمي إلى جيل نشأ مع فلسفة طه حسين وإبداع العقاد و سحر يوسف إدريس و نجيب محفوظ وقاسم أمين وغيرهم من المبدعين و نهل من كتابات حسنين هيكل و تذوق فن أم كلثوم و عبد الوهاب و عبد الحليم ، فلاشك أن بين هؤلاء جميعا و بين المبدعين التونسيين من ابن خلدون إلى المسعدي و الطاهر الحداد و الشابي ما يجعل قدرنا في مصر و تونس مترابطا بين الماضي و الحاضر و المستقبل .
وأشارت إلي أن المستقبل يتطلب نظرة استباقية لمواجهة تحديات المرحلة و التفكير في سياسة استباقية تستجيب للتحولات الإقليمية و الدولية و التحالفات الأمنية و الاقتصادية و التجارية و لكن أيضا المعرفية و الثقافية بين شعبين يتشاركان في وحدة المصير.
بدورها ، أكدت المتخصصة الدولية وأستاذ التاريخ والتراث بجامعة تونس" زكية لوم" أن مصر وتونس تربطهما علاقات وطيدة و قوية وثابتة وتضرب بجذورها في عمق التاريخ منذ أقدم العصور وحتي وقتنا الحالي .
وأوضحت أن ما تكشفه وتجسده الشواهد الأثرية المتعددة التي عثر عليها والتي ترجع إلي أقدم العصور تؤكد أن العلاقات بين الدولتين والشعبين الصديقين قوية وممتدة ومستمرة و تشمل مختلف المجالات وتتصف بالأخوة و الترابط الحضاري منذ قدم التاريخ ، معربة عن أملها أن تتوطد العلاقات وتتعزز أكثر في المستقبل .
وتابعت : أن مصير البلدين عادة ما ارتبط ببعضهما البعض وكان هناك تأثير وتأثر وترابط منذ أقدم العصور التاريخية، فهناك الكثير من مكتشفات أثرية عديدة تعود إلي مختلف العصور القديمة وتشمل الفترات الرومانية والإسلامية وغيرها وتعكس مدي التقارب بين البلدين .
وقالت إن التبادل والترابط التاريخي بين الجانبين شمل كافة المجالات الاجتماعية والحضارية والاقتصادية والتجارية ، فقد عثر علي مجموعات من العملات المعدنية الأثرية والتي ترجع إلي القرن الرابع الميلادي وتؤكد التبادل التجاري بين مصر وتونس في تلك الآونة بما يعكس أن التعاون والتشارك بين الشعبين والدولتين الصديقتين قائم ومستمر ووطيد .
وعن الترابط الاجتماعي والفني والثقافي يتحدث الفنان التونسي فؤاد بوعبيد ، أن العلاقات بين مصر وتونس متميزة و تاريخية وتضرب بجذورها في عمق التاريخ.
وتابع حديثه قائلا " مصر أم الدنيا " تلك المقولة التي يعرفها العالم أجمع جيدا ، فمصر تعني الأهرامات وأبو الهول ونهر النيل فهي تعني الحضارة والتاريخ والريادة في كافة المجالات وتربط بين مصر وتونس علاقات متينة منذ أقدم العصور وتشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية .
وأضاف أن مصر تعني الحضارة و التطور الدائم ، فدائما هناك جديد لديهم فهي دولة وشعب وتوجه يسعى دائما إلي التطوير ويستطيع أن يمزج ما يمتلكه من أجل النهوض والحداثة ومواصلة المسيرة نحو الجديد .
وأكمل حديثه حول التطورات الكبري التي تشهدها مصر فيضيف " لقد زرت وأتابع مشروعاتها الكبري ، فقمت بزيارة العاصمة الإدارية الجديدة ولمست التقدم الهائل في تلك الآونة .
وأشار إلي أن العاصمة الإدارية الجديدة تمثل رمزا وتعطي مثالا ولمحة عن ما تشهده مصر من تطور هائل في كافة المجالات ، داعيا الله أن يديم عليها التقدم والنهوض والازدهار" .
وتابع : مصر بلد عظيم ورائع ويقدم ما هو خالد عبر التاريخ وفي الفنون والموسيقى مثل كوكب الشرق أم كلثوم موسيقار الأجيال " عبد الوهاب" وفنان الشعب العالمي "سيد درويش" .
وأشار إلي الترابط الفني والثقافي الكبير بين مصر وتونس فهناك العديد من الفعاليات المشتركة التي تجمع الفنانين من البلدين الشقيقين حيث تقام التظاهرات والمهرجانات في تونس والتي يشارك فيها فنانون مصريون ،
كما تقدم عروض التنورة والفنون الشعبية المصرية في مهرجانات تونس الصيفية .
وفي سياق متصل أضاف أن هناك رموزا فنية تونسية تحتضنها مصر منها لطيفة ودرة وهند صبري ، مؤكدا التواصل و الترابط الفني والاجتماعي والثقافي القوي والتاريخي بين مصر وتونس عبر مختلف العصور.