رأت صحيفة (الخليج) الإماراتية أن الصين بثقلها العالمي السياسي والاقتصادي تستطيع أن تؤدي دورا إيجابيا للوصول إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية الروسية، الأمر الذي طالب به عدد من قادة العالم من قبل نظرا لعلاقاتها الإيجابية مع روسيا، كما أن موقفها المحايد في الأزمة يؤهلها للعب دور الوسيط المقبول.
وأشارت الصحيفة - في افتتاحيتها الصادرة اليوم /السبت/ تحت عنوان "الصين تجرّب حظها" - إلى أنه في ظل تصاعد الأزمة واقتراب المواجهة المباشرة بين روسيا والدول الغربية وفشل الجهود السياسية التي بذلت طوال عام من الأزمة في تحقيق اختراق ملموس نحو تسوية ممكنة، ها هي الصين تقتحم حلبة الحل بمبادرة من 12 بندا تشكل بالنسبة لها أساسا لمفاوضات تنتهي بحل سياسي، منوهة بأن الصين تحاول وتمشي بين حقول من الألغام القابلة للانفجار، مؤكدة أن مهمة بكين ليست سهلة، فهناك شكوك غربية وخصوصا أمريكية حول دورها وعلاقاتها مع موسكو.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تشكك في مبادرة الصين، التي تزاحمها على النظام العالمي، وبالتالي ليس من مصلحتها إعطاء بكين ورقة رابحة جديدة توفر لها المزيد من القوة والنفوذ، إضافة إلى أن بنود المبادرة لا تتوافق مع النهج الأمريكي، القائم على التفرد والهيمنة خصوصا فيما يخص "الأمن المتبادل"، و"المساواة بين الدول"، والدعوة إلى الحوار والمفاوضات وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد والتخلي عن المعايير المزدوجة، وتوفير منصة لاستئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، والتخلي عن فرض العقوبات أُحادية الجانب، وعلى العكس رحبت روسيا بمبادرة الصين للعب دور إيجابي في تسوية الأزمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوروبا تحاول المواءمة بين مصالحها وتحالفها مع الولايات المتحدة إذ إن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قالت "إن أوروبا بحاجة لمزيد من الأدلة على أن الصين لا تعمل مع روسيا"، فيما رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالمسعى الصيني ووصفته بالإيجابي، أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشار إلى أنه لا يرى أي مؤشر على خطة سلام من جانب بكين بل أكد أن كييف ستفعل كل شيء لتحقيق النصر خلال العام الجاري.