الثلاثاء 28 مايو 2024

استشارية نفسية تحذر: عطاء المرأة غير المتبادل يدمر علاقتها بشريك حياتها

د نورا رؤوف استشارية الصحة النفسية

سيدتي25-2-2023 | 13:28

فاطمة الحسيني

تعيش بعض النساء في حالة من العطاء ألا نهائي والذي يصل حد تقديم الغالي قبل الرخيص في علاقاتها الزوجية، وكلها أمل ورجاء أن يقدر الطرف الآخر مشاعرها.. لكن مع مرور الوقت يتحول ما تقدمه من تنازلات لحق مكتسب من وجهة نظر الطرف الأخر... فإلى أي مدى يؤثر ذلك على نفسية المرأة وعلاقتها بشريك حياتها؟!

من جهتها تؤكد الدكتورة نورا رؤوف أخصائية الصحة النفسية والإرشاد النفسي، على ضرورة التفريق بين التنازل في مرحلة قبل الزواج وبعده، ففي مرحلة الخطبة والتي تعتبر بمثابة التعارف وبناء الثقة وإظهار رصيد مشاعر كلا الطرفين، وبناء أسس للتفاهم والتوافق والمرونة النفسية، فمن الضروري عدم تقديم عطاء يصعب الاستمرارية عليه، لأن أي تنازل سيتم في تلك المرحلة سيؤخذ على محمل الجد وكأمر واقع، لذلك لا ينبغي التنازل والتغاضي بل يستلزم الوضوح والصراحة في الاحتياج العاطفي حتى نستطيع تكملة العلاقة العاطفية، والتنازل في تلك المرحلة يعد ضعف لشخصية المرأة ودليل قاطع على انعدام ثقتها بنفسها، مما يدفع الرجل لابتزازها عاطفياً ونفسياً ولا ينتهي الأمر بالزواج في معظم الحالات لأن الرجل بطبيعته لا يهوى المرأة الضعيفة.

أما بالنسبة للتنازل بعد الزواج، فيعد قوة وشراكة مبنية على أسس من المشاعر والمواقف من أجل الحفاظ على الزوج والبيت والأولاد، بشرط أن تكون التنازلات متساوية بين طرفي الزواج وليس من المرأة فقط، فمؤسسة الزواج عبارة عن علاقة قائمة بين طرفين تعاهدا علي إنجاح حياتهما وبناء شراكه تسعدهما، وعادة ما تتخللها بعض المشكلات والصعوبات التي عليهم حلها وإدارتها واجتيازها، فالتنازلات تضاف هنا لرصيد بنك المشاعر ويقدرها الزوج للزوجة لو كانت في محلها الصحيح.، أما إن جاءت المرأة على نفسها وتنازلت بشكل مبالغ فسوف يدل ذلك على فراغها الداخلي وعدم ثقتها بنفسها، لأنها لابد أن تكون مستقلة بذاتها ولديها ثقة بالنفس.

وتضيف أخصائية الصحة النفسية، أن المرأة التي تتبع التنازل منهج لها، شخصية نابعة من تعلق شديد في الماضي، ولديها عدم تقدير للذات وخوف من الوحدة أو الانفصال، وهي تعد نمط من أنماط الشخصية الحساسة الغير قادرة على رفض أي طلب للغير، أو إنها امرأة اعتمادية على الآخر في إثبات ذاتها ورؤية نفسها من خلال الطرف الأخر، لذلك عليها أن تكتشف ذاتها وتطور من مهارتها وتلعب على نقاط القوة والضعف لديها، والتقبل والحديث الذاتي وزيادة دائرة المعارف الإيجابية، وأن لا تأتي على نفسها من أجل إرضاء الطرف الأخر، أو لضمان بقائه لأن النتيجة ستكون التخلي والبعد فهناك رجال لا تربطهم التنازلات على الإطلاق.