السبت 19 اكتوبر 2024

العذراء مريم ليست للدراما

27-8-2017 | 11:34

بقلم : ناصر جابر

لاشك ان تناول شخصيات الانبياء والرسل في الدراما سواء في السينما أو التليفزيون على حد سواء يعد مادة خصبة وجذابة لكل الكتاب والمخرجين وأيضا الممثلين لما يتوافر لهذه النوعية من الأعمال من جذب للمشاهدين طالما تمس عقائدهم وما يؤمنون به من قدسية الانبياء والرسل .. ومنذ ان بدأ الدخول في هذه المنطقة الشائكة جدا وقامت الدنيا ولم تقعد فهناك من يرفض تجسيد هذه الشخصيات على الشاشة وهذا ما كان معمول به في القرن الماضي فكان المخرج أو المؤلف يستعيض بشخصية الرسول أو النبي بطاقة نور وينقل متحدث ما جاء على لسان الرسول أو النبي مثل فيلمي الشيماء وهجرة الرسول ومسلسل لا اله الا الله وغيرها من الاعمال الدرامية .حتى الصحابة الاوائل امثال عمر بن الخطاب وأبوبكر الصديق وعلى بن ابي طالب رضى الله تعالى عنهم رفض الازهر ظهورهم وتجسيدهم على الشاشة.

ولكن مع بداية هذا القرن رأي صناع الدراما الإيرانية ذات المذهب الشيعي عكس ما رآه الازهر الشريف الذي رفض وحرم ظهور النبي محمد (صل الله عليه وسلم) وكافة الانبياء والرسل، فأنتجت إيران مسلسلي يوسف الصديق وعمر بن الخطاب وعندما قدم المسلسل الإيرانى «مريم المقدسة» الذى يعرض حياة السيدة العذراء مريم من وجهة نظر الإسلام أثار حفيظة الأزهر والكنيسة على حد السواء،ولم تتهاون الكنيسة ورفضت تناول حياة المسيح من أى وجهة نظر عدا ما ورد بالمسيحية وهو نفس موقفها فى تناول حياة أى نبى ورد بالمسيحية. إن الازهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية والكنيسة ومعظم رجال الدين رفضوا رفضا باتا تجسيد السيدة العذراء على الشاشة سواء سينما او تليفزيون، لذلك تم منع افلام مثل (الوصايا العشر، نوح، الخروج.. آلهة وملوك) من العرض في مصر وبعض الدول العربية خلال عام 2014 فقط..

ولكن المنع من العرض السينمائي لن يحول دون مشاهدة قطاع كبير من الجمهور للأفلام عبر شبكة الإنترنت أو القنوات التليفزيونية التى تبث من الخارج، مما يمنح هذه الأفلام دعاية مجانية، وزيادة شعبية لها بين الجمهور، حتى غير المهتم بالسينما.

وأمام الأمر الواقع الذي فرضته الدراما الايرانية (الشيعية) وقامت بتجسيد معظم أو كل الانبياء والرسل والعذراء مريم والخلفاء الراشدين وعلى عكس ما يراه الازهر الشريف (السني) من حرمانية هذه الدراما انقسمت الاراء حول مؤيد للتناول والظهور لهذه الشخصيات واصحاب هذا الرأى يتكئون على حرية الإبداع والفن والطرح ويرون ان المشاهد هو الحكم والفيصل إما يقبل على المشاهدة أو يعزف عنها .. والرأى الآخر المعارض يرفض تجسيد هذه الشخصيات المقدسة لما لها من جلال وإجلال عند كافة المسلمين والمسيحيين ويرى أنه ليس من باب حرية الإبداع ان نسيء الى المعتقدات الدينية المقدسة وان كنت أنا أميل إلى الرأى الثاني الذي يحرم الظهور بل أرى أنها جريمة في حق الانبياء والرسل فكيف لفنان مثلا ان يجسد شخصية رسول أو نبي ويعلق في ذهن المشاهد ثم نراه في عمل آخر عربيداً وسارقاً ...الخ وكيف لفنانة أن تجسد شخصية العذراء مريم ثم يراها المشاهد في دور ساقطة أو فتاة ليل .. فلسنا ضد حرية الفن والإبداع ولكن دون المساس بالمعتقدات الدينية الراسخة في ارواحنا وعقولنا ودون الاقتراب من الانبياء والرسل تحت أي مسمى.