ترتبط مصر وسوريا بتاريخ من العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، شهدت محطات متعددة من التعاون وصل إلى مرحلة الوحدة بينهما، ورغم الانفصال إلا أن العلاقات بين البلدين شهدت استمرارا في الترابط والدعم في المواقف والأزمات، كان آخرها الدعم المصري لسوريا في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر الذي أثر على سوريا وتركيا وأودى بحياة عشرات الآلاف من الضحايا.
وعلى مر السنوات، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي الموقف المصري الثابت بحل الأزمة السورية سياسيا وحماية وحدة وسيادة الدولة السورية ورفض أي تدخلات خارجية، مع العمل لإعادة الدولة الشقيقة إلى محيطها العربي مرة أخرى.
ويجري وزير الخارجية سامح شكري زيارة حاليا إلى الجمهورية السورية، بدأت اليوم الاثنين، تشمل كل من سوريا وتركيا، في زيارة تستهدف نقل رسالة تضامن من مصر مع الدولتين وشعبيهما الشقيقين عقب كارثة زلزال يوم 6 فبراير الجاري، والذي خلف خسائر فادحة بكلتا البلدين، حيث يؤكد وزير الخارجية في لقاءاته بكل من سوريا وتركيا على استعداد مصر الدائم لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في المناطق المنكوبة بالبلدين، وأن مصر حكومةً وشعباً، لا يمكن أن تتأخر يوماً عن مؤازرة أشقاءها.
العلاقات المصرية السورية
وتعتبر العلاقات المصرية السورية نموذجاً يحتذي به في العلاقات العربية – العربية، فهي علاقات قوية ووثيقة منذ القدم وارتبطت الدولتان بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين.
وعلى طول تاريخها ظلت العلاقات المصرية السورية متميزة ، حتى قامت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا فى عام 1958، والتي كانت للامتداد التاريخي والروابط المشتركة بينهما، فظهرت عملة مشتركة للبلدين واستمرت الوحدة أكثر من ثلاث سنوات، وكانت سوريا داعما كبيرا لمصر خلال العدوان الثلاثي، حيث عرضت مشاركة قواتها في الدفاع عن مصر، وتظل الجملة الشهيرة التي انطلقت من أثير الإذاعة السورية عقب العدوان على مصر وتدمير الإذاعة المصرية وهي "من دمشق هنا القاهرة" حاضرة حتى اليوم في الوجدان العربي.
ورغم قيام حركة الانفصال فى سوريا فى عام 1961 ثم قيام ثورة 8/3/1963 لم تتأثر العلاقات بين البلدين، حيث وقعت البلدان مع العراق اتفاقية أخرى للوحدة وهو ميثاق 17 أبريل 1963 وكذلك اتفاقيه اتحاد الجمهوريات العربية الموقعة في بنغازي في17 ابريل1971 بين مصر وسوريا وليبيا، ورغم أن هذه الاتفاقات لم تدم إلا أنها تؤكد العمق التاريخي للعلاقات العربية المشتركة.
العلاقات المصرية السورية في عهد السيسي
ومنذ تولي الرئيس السيسي الحكم في 2014، يؤكد موقف مصر الثابت تجاه الأزمة السورية، والذي يقوم على عدة مرتكزات وهي دعم تسوية الأزمة السورية المستمرة منذ العام 2011 على أساس مفاوضات تشمل جميع الأطراف، بما في ذلك حكومة البلاد ورفض الحلول العسكرية لأنها لا تؤدي إلى إعادة الاستقرار إلى سوريا.
وكذلك ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسسات الدولة من أجل إعادة أعمار البلاد وضمان عودة اللاجئين إلى وطنهم، حيث يؤكد الرئيس السيسي عداد من الثوابت الدائمة لحل الأزمة السورية وهي احترام إرادة الشعب السوري، وإيجاد حلّ سلمي للأزمة، والحفاظ على وحدة الأرض السورية، ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة، وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة.
واستضافت القاهرة عدة اجتماعات للأطراف السورية لبحث التسوية السياسية للأزمة، وفي سبتمبر 2017أعربت القبائل والقوي السياسية العربية السورية في البيان الختامي للملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى السياسية العربية السورية في المنطقة الشرقية (دير الزور – الرقة – الحسكة) الذي عقد في القاهرة عن شكرها لمصر والرئيس السيسي علي الجهود المبذولة التي تقوم بها مصر لحل الأزمة السورية وحقن دماء الشعب السوري والتأكيد علي وحدة الأراضي السورية.