أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن حقوق الإنسان ليست رفاهية بل هي حل للكثير من المشاكل التي تواجه العالم، ودعا إلى جعلها حقيقة لجميع الناس في كل مكان، مشيراً إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتعرض للاعتداء من جميع الجهات.
وشدد جوتيريش- في افتتاح الدورة الثانية والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف- على ضرورة إحياء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وضمان تطبيقه الكامل لمواجهة التحديات الجديدة اليوم وغدا، وجعله حقيقة في حياة جميع الناس في كل مكان.
ودعا إلى استمداد الإلهام من حركات التحرير والاحتجاجات التي حققت تقدما هائلا خلال القرن الماضي، من إلغاء العبودية وإنهاء الاحتلال والفصل العنصري وإنجازات الحركات النسائية وضمان الحق في الاقتراع.
كما أكد تضامنه مع المجتمع المدني، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والأشخاص ذوي الإعاقة، والنساء والفتيات والشباب، حول العالم الذين يتظاهرون في الشوارع من أجل ضمان حقوق الإنسان للجميع.
وقال إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص على الحق في الحياة والحرية والأمن، وعلى المساواة أمام القانون وحرية التعبير وطلب اللجوء، وينص على الحق في العمل، والرعاية الصحية، والتعليم.
وأضاف أن هذا العام يصادف مرور 75 عاما على اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس في 10 ديسمبر 1948.. وحدد الإعلان، للمرة الأولى، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا، وقد تُرجم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى 500 لغة ليصبح أكثر وثيقة تُترجم في العالم.
وأشار الأمين العام إلى أن "الغزو الروسي لأوكرانيا تسبب في حدوث أكبر الانتهاكات لحقوق الإنسان التي نعيشها اليوم، إذ أطلق العنان للموت والدمار والنزوح"، قائلا "إن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية أدت إلى وقوع الكثير من الضحايا والمعاناة الرهيبة".
وتطرق جوتيريش إلى التحديات الأخرى التي يشهدها العالم، ومنها تزايد معدلات الفقر المدقع والجوع للمرة الأولى منذ عقود، والمناطق المتأثرة بشدة بتغير المناخ، والتي يعيش فيها 3.5 مليار شخص يعانون من الفيضانات والجفاف والعواصف، واستمرار معاداة السامية والتعصب ضد المسلمين واضطهاد المسيحيين والعنصرية وأيدلوجية تفوق العنصر الأبيض، وتسجيل رقم قياسي يقدر بمئة مليون شخص أجبروا على الفرار من العنف والصراع وانتهاكات حقوق الإنسان.
وأضاف: أن تقرير "خطتنا المشتركة" يحدد رؤية للمستقبل مع وضع الناس وحقوقهم في صميم العمل، واصفا الخطة بأنها تمثل عقدا اجتماعيا جديدا لإعادة بناء الثقة والتماسك الاجتماعي.
وتابع: "نغير في الأمم المتحدة طريقة عملنا، إقرارا بأن حقوق الإنسان محورية لكل ما نفعله، إننا نعطي الأولوية للعلاقة بين حقوق الإنسان ومنع الصراعات والأزمات بكل أنواعها".
بدوره.. قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي- في كلمته أمام المجلس- "إننا نواجه أزمات غير مسبوقة ومتتالية ومتشابكة.. بينما نجتمع اليوم، نحن بعيدون كل البعد عن التعافي من جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19).. يعاني أكثر من 70 دولة من ضائقة ديون.. لا تزال النساء والفتيات مهمشات بشكل منهجي في العديد من البلدان.. نحن ببساطة لسنا على المسار الصحيح لتحقيق خطة عام 2030".
ودعا رئيس الجمعية العامة إلى إحداث تحول جذري في الطريقة التي نؤدي بها عملنا، وفي كيفية إدارتنا للأزمات المتشابكة، مشددا على أن هذا التحول سيتطلب الإقرار بأن الإعمال الفعال لحقوق الإنسان لن يتحقق إلا من خلال تحمل مسؤولياتنا كحكومات وكأفراد.
بدوره.. حث مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الدول على إحياء الروح والزخم والحيوية، التي أدت إلى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل 75 سنة خلت"، ووصف حقوق الإنسان بأنها اللغة المشتركة لإنسانيتنا المشتركة.