أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يالين أعلنت خلال زيارة لها لأوكرانيا أمس الإثنين عن مساعدات أمريكية غير مسبوقة لكييف في إطار دعم الدول الغربية ولا سيما الولايات المتحدة لأوكرانيا لتعزيز قدراتها على مواجهة القوات الروسية في الحرب المشتعلة حاليا بين الطرفين.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيتين كاميلا هاربشوك و ميسي رايان، أن المساعدات الأمريكية سوف تشمل قطاعات عديدة غير عسكرية لدعم العاملين في قطاعات مثل التعليم والصحة والحماية المدنية.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات وزيرة الخزانة الأمريكية خلال الزيارة والتي تقول فيها أنه يجب مساعدة أوكرانيا لإحراز النصر على القوات الروسية، مؤكدة أن مساعدة تلك القطاعات المدنية في أوكرانيا لا تقل أهمية عن تزويد أوكرانيا بالصواريخ والمعدات العسكرية الأخرى.
ويشير المقال أن زيارة المسؤلة الأمريكية تأتي بعد ما يقرب من أسبوع من الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا بما يوضح مستوى الدعم والمساندة التي تقدمها واشنطن لكييف من أجل الصمود خلال المواجهات الحالية مع القوات الروسية خاصة في الوقت الذي لا تبدي فيه موسكو أي نية من أجل إنهاء هذه الحرب التي بدأت منذ ما يزيد على عام.
ويضيف المقال أن يالين أكدت خلال لقائها مع الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي على التزام واشنطن بتقديم مساعدات اقتصادية غير مسبوقة لأوكرانيا، موضحة أثناء زيارة لإحدى المدارس في كييف أن المساعدات الاقتصادية التي تقدمها بلادها لكييف تمثل أهمية قصوي من أجل تمكين أوكرانيا من الاستمرار في مقاومة القوات الروسية.
وأعلنت وزيرة الخزانة، كما يشير المقال، اعتزام أمريكا تقديم مساعدات لأوكرانيا تصل قيمتها 2.1 مليار دولار بما يمثل الدفعة الأولي من إجمالي مساعدات تصل قيمتها إلى 10 مليارات دولار سوف يتم توجيهها لدفع مرتبات العاملين بالقطاعات المدنية بالحكومة الأوكرانية، ليصل بذلك حجم المساعدات الاقتصادية الأمريكية لأوكرانيا إلى 13 مليار دولار خلال العام الحالي.
ويشير المقال في هذا السياق إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قامت بتقديم مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية لأوكرانيا خلال العام الماضي وصلت قيمتها 50 مليار دولار، موضحا أن ذلك الدعم من جانب الإدارة الأمريكية على قدر كبير من الأهمية بالنسبة لحكومة كييف التي تواجه في الوقت الحالي ليس فقط ويلات وعواقب الحرب مع القوات الروسية وإنما تواجه كذلك خسائر اقتصادية فادحة جراء تلك الحرب.
ويوضح المقال في هذا الخصوص حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا جراء تلك الحرب حيث أدى الصراع المسلح هناك إلى تشريد ملايين من الأوكرانيين إلى جانب تدمير الجانب الأكبر من البنية الأساسية وتسبب في انكماش الاقتصاد الأوكراني بنسبة 30 بالمائة، مشيرا في نفس الوقت إلى أن مايقرب من 20 بالمائة من الأراضي الأوكرانية أصبح الآن تحت سيطرة القوات الروسية بما في ذلك مناطق صناعية حيوية وأكبر مفاعل نووي في أوكرانيا.
ويضيف المقال أن زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية تأتي أيضا في أعقاب زيارة قامت بها مديرة صندوق النقد الدولي كرسيتينا جيورجيفا التي عقدت خلالها محادثات مع مسؤلين أوكرانيين وتعهدت بتقديم حزمة مساعدات تصل إلى 15 مليار دولار.
ويشير المقال في الختام إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي لكييف في العشرين من الشهر الجاري تعتبر مؤشرا قويا لمدى الدعم الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا ودليلا على التزام واشنطن بتقديم كافة أشكال المساندة لأوكرانيا في الوقت الذي تتأهب فيه القوات الأوكرانية والروسية لعمليات واسعة النطاق بحلول فصل الربيع القادم.