تحل اليوم الثلاثاء 1 مارس من عام 1996م، ذكرى وفاة أحد أهم نقاد المسرح المصري في القرن الماضي، وهو الناقد والكاتب المسرحي الكبير فؤاد دوارة فارس النقد المسرحي كما أطلقوا عليه لأنه يعتبر من النقاد القلائل الذين اهتموا بأدق تفاصيل المسرح بشكل عام ودراسة المسرح المصري بشكل خاص، وأفنى عمره في تحليله وإعداد دراساته عنه، حيث قام بتأليف أكثر من 30 كتابًا فهو أبرز نقاد المسرح على الإطلاق.
ولد فؤاد محمود دوّارة في 15 نوفمبر من عام 1928 بحي كوم الدكة بالإسكندرية ونشأ هناك، وكان أخوه محمد يكثر من شراء الكتب والمجلات العربية والأجنبية، فكان يتأمل دوارة في صورها في البداية ثم يحاول أن يقرأ بعض الكلمات إلى أن تعلمّ القراءة.
والتحق في مرحلة دراسته الإبتدائية بمدرسة سعيد الأول بالاسكندرية في عام 1937م، ثم المدرسة العباسية الثانوية حتى عام 1946م، حتى التحق بعدها في كلية الآداب جامعة الاسكندرية عام 1954م، وحصل على الماجستير في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977م.
أقام فؤاد دوارة في الكويت في عام 1974 وحتى 1978، وزار العراق سنة 1978، وفرنسا وبريطانيا وبلغاريا سنة 1977.. وعاش قصة حب كبيرة انتهت بالزواج أيام دراسته في الكلية، فتزوج وله 4 أولاد، منهم المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة.
إبدعاته النقدية في المسرح
اهتم فؤاد دوارة بالنقد المسرحي حتى برز فيه، فكان من النقاد الجادين في عملهم، وشكلت دراساته المسرح بشكل عام والمصري بشكل خاص، «كان يستند دائما إلى معايير النقد الواضحة التي تواكب الحركة المسرحية، ويضع مصر وبنية المسرح فوق كل اعتبار.»، وقال عنه توفيق الحكيم «إن الصفة البارزة التي عرف بها دوارة هى صفة الناقد الجاد والجدية عنده قد بلغت حدا يمكن وصفه بالفدائية، ففى دنيا الأدب جماعة من الفدائيين يكرسون حياتهم وجهودهم في سبيل عمل وهدف مما يرونه ضروريا ونافعا بصرف النظر عما يأتى لهم بالفائدة التى يسعى إليها أكثر الناس.»
وعمل فؤاد دوارة أمينًا لمكتبة جامعة الإسكندرية، وقام بتدريس اللغة العربية في المدارس الثانوية، ومدير تحرير مجلة «المجلة» في وزارة الثقافة، ومدير المطبوعات في دار الكتب المصرية ومدير مركز إعداد الروّاد الثقافيين بالثقافة الجماهيرية، وأستاذ أدب المسرح والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، ومستشار الثقافة الجماهيرية في وزارة الثقافة، كما كان عضوًا في اتحاد الأدباء المصريين، وعيّن مستشارًا لوزير الثقافة من 1986 حتى 1988 حتى تقاعد.
من دراساته:
- «سقوط حلف بغداد»، سلسة كتب سياسية (77)، 1958م
- «هكذا كتبوا»، مقالات ودراسات عن أدباء أجانب، 1966م
- «في الرواية المصرية»، نقدية، 1968م
- «صلاح عبد الصبور والمسرح»، 1982م
- «تخريب المسرح المصري في السبعينات والثمانيات»، 1989م
- «أيام طه حسين: مدخل لفهم أدبه»، 1990م
من مؤلفاته المسرحية:
- «العبور»، 1976م
- «دليل المتطوّع لمحو الأمية»، 1974م
- «مهنج ميسّر لمحو الأمية»، 1977م
- «مسرح توفيق الحكيم»، مجلدين، 1985-1986م
- «حلم المتنبي»، 1986م
- «نجيب محفوظ، من القومية إلى العامية»، 1989م
كما قام بكتابة العديد من مجموعات المقالات النقدية ومنها: «في النقد المسرحي» عام 1965م، وجموعة أحاديث أدبية بعنوان «عشرة أدباء يتحدثون» كتاب الهلال العدد 72 في عام 1965م، «في القصة القصيرة»، «السينما والأدب»، «المسرح المصري».
ومن ترجماته:
«الحضيض»، مكسيم جوركي، 1953م
«ثورة الموتى»، أروين شو، 1962م
«الأدب والحياة»، مكسيم جوركي، 1965م
«الإنسان والسلاح»، جورج برناد شو، 1966م
«الحياة الشخصية»، نويل كووارد، 1971م
«الفنان في عصر العلم»، 1977م
«الحزب الوطني المصري»، آرثور إدوارد جولدسميث الإبن، 1983م.