حوار / سماح شحاتة
قال اللواء محمود منصور مؤسس المخابرات القطرية ورئيس الجمعية المصرية للدراسات الإستراتيجية إن الأيام القادمة فى قطر ربما تشهد انقلابًا وتغييرًا لنظام الحكم بعد التخبطات السياسية التي واجهت النظام القطري ورفض الأمير تميم التخلي عن تمويل الارهاب الذي يضرب أرجاء الدول العربية، مؤكدًا أن اقتراب ايران من قطر ليس لأهميتها وإنما استمرارًا لمحاولات إيران تحقيق أطماعها فى الدول العربية.. وإلى نص الحوار..
هل تشير عودة السفير القطري إلى ايران إلى تحالف جديد؟
التحالفات بين الدول تبنى على مبررات إستراتيجية وقطر لا تمثل أي قيمة إستراتيجية بالفعل لأي من أطراف الأحداث التي تتم حول قطر، وقطر بالنسبة لإيران مجرد مشكلة داخل الجسد العربي وكان لابد للإيرانيين أن يوجدوا بداخلها، حتى يقتربوا من أعدائهم العرب والأمريكان بعدما أعلن في مؤتمر الرياض أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحالف مع العالم العربي فى مواجة الأطماع الإيرانية، وبوجود إيران داخل قطر وبجوار القاعدة الأمريكية فى قطر كفيل بفتح أبواب للحوار المباشر بين ايران وأمريكا مما يجعلها فى مأمن من التنسيق العربي الأمريكي المضاد لها.
هل تستحوذ الأزمة القطرية على اهتمام روسيا وخاصة أن وزير الخارجية الروسي سيقوم بجولة خليجية الأسبوع المقبل؟
بالطبع، الأزمة بين قطر والدول العربية من أهم الملفات المطروحة للمناقشة في زيارة وزير الخارجية الروسي، وأرى أن إقدام روسيا على التدخل في الأزمة القطرية لا يعدو أن يكون محاولة اقتراب إلى داخل الأمن العربي بشكل حذر، مما يجعل لها دائما أدوارًا في الأمور التي تعنى الدول العربية إقليميًا ودوليًا، ولكنه سيضع فى اعتباره دائمًا أن يرفع أسهمه في قوة العلاقات مع مصر والسعودية والجزائر وباقى الدول العربية.
هل تتوقع انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي؟
منذ بداية المقاطعة العربية الناتجة عن مطالبة الدول العربية لحاكم قطر بأن يلتزم بالتوقف عن التحريض والدعم المالي للإرهاب وإيواء الإرهابيين، تابعنا سلسلة من التخبطات التى مارسها أمير قطر ومعه منظومة "الحمدين" التي صنعت الإرهاب فى العالم بالنيابة عن قوى دولية حرضتها فى البداية ثم قاموا بنشر الخراب في الدول العربية
وأتوقع أن تشهد الأيام القادمة انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي لأن من يدير دفة الحكم في تلك الإمارة يفتقد الوعي والإدراك لأصول ممارسة السياسة.
هل تتوقع أن تساهم الوثيقة التى أعدتها الدول الأربع، السعودية والإمارات ومصر والبحرين في كشف دورها المخرب؟
هذه الوثيقة هي مرحلة متقدمة بشكل مباشر لمطالبة حاكم قطر بأن يتراجع عن دعم وتمويل الإرهابيين بشكل جاد، وإلا سيتعرض لمساءلة قانونية دولية تضعه في موقف ضعيف للغاية، كما أن مجموعة الوثائق والأدلة التى تم إعدادها كافية بشكل كامل لإدانة تميم حاكم قطر ومن يعاونه في إرهابه، ومن سبقوه فى زرع الإرهاب في العديد من الدول وما ترتب عليه من قتل وتخريب وانهيار دول بالكامل، كما أن التسجيلات اليومية لقناة الجزيرة وقنوات أخرى تصدر من لندن وتركيا كفيلة بأن تؤكد الاتهام العربي لـ"تميم" بأنه يحرض ليلًا ونهارًا وعلى مساحة واسعة على إحداث الفتن داخل الدول الأخرى وهو ما يمثل تدخلًا كاملًا فى شؤون هذه الدول ويهدد استقرارها مما يعتبر جرائم ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي بشكل واضح ومؤثر.
هل أقيمت ضد قطر دعاوى في المحاكم الجنائية الدولية؟
جارٍ التنسيق مع الجهات المختصة لقبول أوراق ووثائق تلك الاتهامات لمحاكمات دولية خاصة بعد انتشار الإرهاب فى أوروبا حاليًا.
هل تتوقع حدوث انقلاب في دولة قطر وانتهاء آل ثانٍ وتميم؟
بالفعل، توجد فى قطر حالة من الغليان والرفض الشعبي لوجود أسرة أبناء وأحفاد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الممثلة فى "الحمدين" وتميم، بالاضافة إلى موقف عربي أوسع انتشارًا ودولي يرفض استمرار تلك الحكومة الموجودة فى الدوحة الغير قادرة على تفهم وإدراك كيف تتم ممارسة العلاقات الدولية حتى يتفرغ العالم لشؤون أكثر أهمية وذات قيمة تعود على الإنسانية بنتائج أفضل مما يفعله حكام قطر، ويترتب على هذا الغضب الشعبي سقوط تميم من كرسي الإمارة ليتولى أمير جديد يستطيع أن يتحمل المسئولية داخل دولة قطر.
وهل تتوقع أن يكون من نفس العائلة؟
لا أعتقد، ومن أكثر المرشحين في المرحلة الحالية الشيخ عبد الله ابن علي آل ثاني، لأنه شخص معروف عنه الاتزان وإدراكه لحقائق العلاقات العربية والدولية، وهذا لا يمنع أن يكون هناك أشخاص آخرون ربما تشير إليهم الأيام القادمة.