الأربعاء 15 مايو 2024

عميد «آثار القاهرة» عن نجيب محفوظ: أثبت أن الأدب مرآة لحضارة بلاده

28-8-2017 | 11:27

حسام زيدان
 

أكد محمد حمزة الحداد عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، أن هناك العديد من المؤرخين والعلماء الذين تحدثوا عن خِطط القاهرة، قديمًا وحديثًا، موضحًا أن كتب الخطط هي التي يرصد فيها المؤرخ حركة العمران في أي مدينة من قصور وقلاع وحمامات ومساجد وأسبلة، ومن أشهر من كتب في الخطط المقريزي وعلي باشا مبارك صاحب الخطط التوفيقية، وتعدد فيها الحديث عن أحياء القاهرة وشوارعها ومعالمها وأهلها وعاداتهم وتقاليدهم.

 

وأضاف “الحداد” لـ “الهلال اليوم” أن الأمر اختلف تمامًا مع الأديب نجيب محفوظ ، فهو أول من أحيا القاهرة وخططها القديمة بالمعني الفعلي للكلمة، حيث جعل الأثار الإسلامية في ثلاثيته الشهيرة بين القصرين، قصر الشوق، السكرية، نابضة بالحياة، وتحولت من مجرد أحجار وزخارف مبهرة، إلي كيانات تضج بالصخب والحياة والأحداث، وأظهر كيف كانت المشاعر الإنسانية تولد بين هذه الجدران الصماء، وكيف عاش أهل هذه الأحياء بين هذه الأثار، وكيف كانت أحزانهم وأفراحهم، وعاداتهم، ومعاملاتهم اليومية، حتي تحول الحي نفسه إلى معلمًا أثريًا لا يمكن تجاهله.

 

وتابع “الحداد” أن نجيب محفوظ جعل أسماء أحياء القاهرة تستقر في الوجدان الجمعي للمصرين، وحفظ الجميع أسماء هذه الأحياء وأثارها، وجعل الكل يتساءلون عنها، وعن أماكنها، ويرغبون في زيارتها، فـ "بين القصرين" وهو شارع المعز لدين الله الفاطمي حاليًا، وكيف أنه كان به قصرين عظيمين أنشأهما الخليفة المعز لدين الله الفاطمي واحد عن يمين الداخل إلي الشارع وآخر عن يساره، وقد تم في العصر الأيوبي والمملوكي هدم القصرين وبناء أبنية أخري مكانهما إلا أن اسم الشارع بقي عالقًا بأسماء المصريين.
 

واختتم حديثه قائلًا أن "محفوظ" أثبت أن الأدب هو مرآة لأثار وحضارة بلاده، وكيف أن العالم كله أصبح يأتي لزيارة الأماكن التي خلدها نجيب محفوظ في رواياته، التي حولت أحياء القاهرة من مجرد أماكن تضم بعض المباني الأثرية، إلى مزارات سياحية مفتوحة يرغب كل من قرأ روايات الأديب أن يسير في طرقاتها، ويتخيل حياة أبطالها.