الثلاثاء 11 يونيو 2024

المرأة الناجحة .. لماذا يخشاها الرجل ؟!

28-8-2017 | 14:21

كتبت:أميرة إسماعيل

هل كتب علي الحرمان من حرفى الحاء والباء جراء نجاحى العملى؟!

فما أن يقترب منى هذا المسمى «بالحب » حتى يهرب صاحبه خوفا من أن يؤثر تفوقى العملي على حياتى معه، فرجال هذا الزمان يلهثون وراء المرأة القوية، لكنهم يهرولون للوراء بمجرد أن يقترب الزواج فلماذا يخشون من نجاحات النساء وهل من سبيل لطمأنتهم هذا ما حاولنا اكتشافه عبر التحقيق التالى.

يبدو أن هذه الفتاة ليست الوحيدة التى يخشى الرجال من نجاحاتها فغيرها كثيرات وهو ما تؤكده هند الشيخ 35 سنة، ربة منزل وتضيف: المرأة القوية مكسب لأى رجل ولكن بشروط، فعليها أن تتعلم متى تستخدم قوتها فى إنجاح علاقتها بشريك حياتها ومتى تتغاضى عن بعض الأمور، وعلى زوجها أن يتعلم كيفية التعامل معها وتطويع فكرها للوصول لنقاط اتفاق حتى تستمر الحياة بينهما. وتتفق أسماء على 25 سنة، مهندسة، مع الرأي السابق وتؤكد: المرأة التى تعودت على التوهج والنجاح لن يحتويها أو يرضيها أى رجل، بل ستبحث عن رجل متفهم وواع ومقدر لقيمتها، وعلى الناحية الأخرى هناك من يخشى هذا النوع من الفتيات، فقد لا يقوى على التعامل معها أو تكون مجرد محل إعجاب فقط ليس أكثر.

وتعترف إيمان محمد 30 سنة: أن قوة شخصيتها وأعتمادها على نفسها فى كثير من الأمور، تسبب فى تأخر زواجها إلى الآن، وأضافت لست نادمة، فالرجل الذى لا يقدر مسئولياتى ونجاحى لا يستحق أن يكون جزءا مني.

ثقافة مجتمع

وإذا كانت الآراء السابقة تعبر عن وجهة نظر بعض النساء فماذا عن رأي الرجال؟.. يرجع عبد السلام محمود 40 سنة، كيميائى، تخوف الرجال من نجاحات المرأة إلى الثقافات المتوارثة قائلا: عادة ما يرفض الرجل الشرقى أن تكون زوجته متفوقه عليه لأن ذلك - من وجهة نظره - يقلل من قيمته فى حياتها، فالتربية التى نشأنا عليها جميعا هى أن «وراء كل عظيم= امرأة » وليس العكس، وهذا هو الفكر السائد فى مجتمعنا.

دائرة التفوق

وتعلق هاجر مرعى، استشارى أسرى وتربوى وصحة نفسية على ما سبق قائلة: هناك أسباب عدة تجعل الرجل يخشى الارتباط بالمرأة القوية الناجحة، اهمها أنه يفسر قوتها كنوع من القدرة على الاستغناء عنه، حيث اعتاد أن تكون دائما تابعة له نتيجة للتربية السلبية التى قللت من شأن المرأة فى الاستقلال بذاتها، ما يدفعه لإضعاف عزيمتها وهدمها بأى طريقة، خشية أن تستغنى عنه. وتابعت: نأتى للموروثات الثقافية السلبية والتى تشكل جزءا كبيرا من حياتنا، فمن خلال بحث قمت بإجرائه مع مجموعتى البحثية اكتشفت أن حوالى 500 موروث ثقافى خاطئ تؤدى إلى انهيار الأسرة وكان من بينها أن ضمان كفالة الرجل للمرأة هى ألا تكون بلا رأى أو فكر وألا تخرج عن كفالته! والأمثلة عديدة، وتهدم الكثير من البيوت، خاصة بالنسبة للرجال معدومى الطموح الذين يسعون لإفشال المرأة والتقليل من نجاحها.

وتشير د.هاجر أيضا إلى أن الصحة النفسية مهمة للرجل فى هذه الحالات، فكلما توازن الرجل نفسيا كان داعما قويا لها.

وتنصح المرأة بضرورة إدخال زوجها فى دائرة نجاحها، وأن تعطيه الشعور بأنه وراء تفوقها، ومصدر قوتها، ولكن عليها أن تعتبر كلماته وردود أفعاله تحفيزيه وليست تقصيرية، وتحذر من الارتباط برجل يقارنها بالأخريات، وهذا أمر ليس محمودا، حيث يغرقها بمسئوليات وأمور تلهيها عن عملها، ويدخلها فى متاهة لا نهائية من المشاعر السلبية فينتابها احساس دائم بالتقصير وتأنيب الضمير ما يعرقلها عن استكمال نجاحاتها.

النظرة الذكورية

أما د. أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وعضو المجلس القومى للمرأة فيرى: أن موقف الرجل من نجاحات المرأة يختلف من شخص لآخر فالبعض يشعر بالفخر ما يزيد تقاربهما وآخر ينتابه الخوف فيحدث التنافر، ويرجع ذلك للثقافات الذكورية البالية والتى لا زالت سائدة رغم الانفتاح الذى نعيشه فالنظرة الهادمة للمرأة لم تتغير حتى الآن.

القوية سند

ويتفق د. جمال فرويز استشارى الطب النفسى مضيفا: أن المجتمع الشرقى ذكورى بطبعه، ودائما ما يغار الرجل من المرأة ويحاول باستمرار تقليص دورها، ولا يقتصر الأمر على العلاقة الزوجية فحسب، بل يحدث بين الأخ وأخته أيضا، وبين الزميل والزميلة، فهى فى المجمل ثقافة قد تربى عليها الرجل، وفى الأسرة الواحدة نجد الأم تميل لابنها والابنة «حبيبه أبوها !» كل هذا يجعلنا نؤكد أن البداية كانت منذ النشأة الاجتماعية على عكس المجتمعات المتفتحة التى يعتبر الرجل المرأة القوية سندا حقيقيا له.

وهناك أمثلة أخرى لرجل تعجبه المرأة القوية ويسعى للزواج منها، ولكن مع الوقت تنشأ المشاكل والغيرة نتيجة لنجاحها، وأجد هذه النماذج بكثرة فى عيادات الطب النفسى.

التكافؤ هو الأساس

ويوضح د. جمال فرويز أن التكافؤ بين طرفى العلاقة هو مفتاح النجاح للارتباط، ما يعنى أن المرأة الناجحة لا يمكنها أن تجد نفسها إلا مع من يشاركها تفوقها فهذا هو أساس الاختيار.

وجدير بالذكر أن الزيجات المفتقدة للتناغم المادى، الاجتماعى، التعليمى، والثقافى، يكثر فيها المشاكل المتتالية من عنف وغيرة غير مبررة، والتى تؤدى فى نهاية المطاف إلى الطلاق. وفى النهاية أؤكد أن لكل شخص منظوره الخاص ومفهومه فى الشخص الذى يفضل الارتباط به ولكن عليه أن يكون واثقا من اختياره وأن يراعى النقاط السابق ذكرها.