هل ينتهى الحب بعد الزواج؟

كتبت : أماني ربيع

كنت أسير بهدوء ممسكة بيد خطيبي، نتبادل الكلمات المليئة بالحب، نرسم معا مستقبلنا ونتناقش فى تفاصيل المنزل الذي سيجمعنا، وفجأة وقعت عيناي على زوجين يطلان من إحدى الشرف يخيم الصمت عليهما ولا تبدو عليهما أي من علامات السعادة، تملكنى الخوف وسألت خطيبى: هو احنا ممكن نبقى زيهم؟

وبعد أن عدت إلى منزلى استرجعت معظم خلافاتى معه، وتوصلت إلى أننا شخصيتان مختلفتان في كل شيء، وبالتالي فكل منا يحب الآخر بطريقته، فهدوءه في التعامل مع الأمور يدفعنى لوصفه بالبرود وتبلد المشاعر، بينما يرانى "مخي صغير" بسبب عصبيتى الزائدة لكن هل يدوم الحب بعد الزواج؟

توجهت بسؤالى لصديقة لي تعمل بتصميم الديكور، متزوجة منذ 3 سنوات ولديها طفلان، فقالت: الحب الحقيقى قادر على مواجهة كافة المشكلات والتغلب عليها لكن المشكلة أن الفتيات يؤمن بأن الرجل يتغير بعد الزواج، وهو ما قد لا يحدث بالضرورة، وهو ما يتسبب فى الكثير من الخلافات.

بينما رأى زميلى أحمد - 26 عاما - أن الحب لا ينتهي بعد الزواج لكنه يتخذ شكلا آخر، وهو ما ترفض كثير من النساء تقبله، ويقول:هناك فرق بين مرحلة الخطوبة بما تتضمنه من مرح وخروجات والزواج وما يتبعه من التزاماته ومسئوليات، وهذا لا يعنى اختفاء الحب لكنه فقط يأخذ شكلا آخر وهو حرص الزوج على تلبية متطلبات أسرته.

تعهد

بعدها اكتشفت أن ما ينطبق على زوجين لا ينطبق بالضرورة على آخرين، فلكل تجربة ظروفها الخاصة، ولكل علاقة معاييرها، لذا كتبت وخطيبى ورقة أشبه بتعهد أن نتغلب على أى خلاف قد يفسد حياتنا، وأن نعتبر أي مشكلة امتحان يوطد علاقتنا، فمهما حدث من شجار لا يجب أن يعلم به أحد بل ينبغى مناقشته سويا دون اللجوء إلى أى طرف آخر، كما تعهدنا على أن تسود المودة والاحترام بيننا، بخلاف بعض الأزواج الذين يتعمدون جرح مشاعر الطرف الآخر فعلا أو قولا وكأنهما غريمان.

ووسط كل هذا تعالت ضحكاتنا عندما تذكرنا أن أجمل ما يربطنا علاقة الصداقة قبل الحب وهى ما خلقت نوعا من الإيجابية بيننا، وجعلت كل منا يتعرف على طباع الآخر دون تكلف أو تصنع، عندها هتف شريكي: "هي دي، خلينا صحاب"، وعندما سألته عن مراده، أخبرني أن الأصدقاء أكثر سماحة من الأحباب.

وبعد هذا النقاش حملت مخاوفي إلى د. سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع فقالت: لا شك أن الاختيار الجيد يحسم الكثير من هذه المشكلات فهو معيار مهم لنجاح العلاقة فيما بعد، لذا يجب مراعاة التوافق بين الشريكين، كذلك الجانب الأخلاقي والالتزام الذي سيفرض الاحترام بينهما، ولابد من وجود نشاط مشترك يجمع الطرفين بعيدا عن العلاقة، وهو ما يجعلها متجددة تتسم بالحيوية، مشددة على ضرورة الاحترام المتبادل مع العائلتين.

ونصحتنى قائلة: "لا تجعلا للكبر بينكما مكان، فلا يهم من يبدأ بالصلح، المهم أن تحل المشكلة".

***

نصائح ذهبية للسعادة الزوجية

يقول الدكتور جون جتمان - استشاري أمريكي شهير في أمور العلاقات الزوجية-: مهما تفاقمت المشكلات يجب ألا يتجنب أى من الشريكين الآخر لأن هذا يعد مؤشر خطر، فالنقاش والحوار مفتاح حل كافة المشكلات، كما أنهما يكشفان عن حرص الطرفين على استمرار العلاقة، بينما تعنى اللامبالاة رغبة أحد الطرفين فى التخلص من الآخر.