لجأت الأسر المصرية إلى شراء اللحوم المستوردة كبديل للّحوم البلدي، وذلك بعد الارتفاع التي شهدته اللحوم خلال الفترة الأخيرة، فوصل كيلو اللحم الكندوز البلدي إلى 160 جنيهًا، والضاني إلى 140 جنيهًا، الأمر الذي خلق مزيدًا من الركود في سوق الجزارين، وإقبالًا على المجمعات الاستهلاكية والسيارات المتنقلة التابعة للقوات المسلحة، والداخلية، والتموين، والزراعة.
فيما أحجب المواطنون عن شراء أضحية وذبحها هذا العام، واكتفوا بشراء لحوم مستوردة وتوزيعها على الفقراء، أو الاشتراك في صكوك الأضحية التي أعلنت عنها الجمعيات الخيرية، فيما اتّجه الموطنون الذين اعتدوا على شراء اللحوم البلدي كل عام إلى شراء لحوم مستوردة، وعن حال الفقراء، فإنهم سيأكلون اللحوم المستوردة هذا العام.
الفقراء يأكّلونا مستورد
وقال محمد خالد، أعمال حرة، إنه لن يشتري هذا العام أضحية كما أعتاد، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أموال تجعله يستطيع شراء عجل مثل كل عام، ولكنه سيقوم بشراء لحوم مستوردة لانخفاض أسعارها.
وأضاف، خلال حديثه مع "الهلال اليوم"، أن معظم من كان يشتري عجل خفّض الأضحية إلى خروف، ومن يشتري خروف سيشتري معز، ومن لم يشتري فإنه سيلجأ إلى اللحوم المستوردة، متابعًا أن الفقراء هذا العام سيأكلونا مستورد ولأول مرة تحدث، وأشار إلى أن الأغلبية العظمى ستلجأ إلى اللحوم المستوردة، أو الاشتراك في صكوك الأضحية التي أعلنت عنها الجمعيات الخيرية.
فيما وقفت أماني محمد، ربة منزل، أمام محل جزارة تشاهد الأسعار، لتترك المحل قائلة: "مش هناكل لحمة بلدي السنة دي.. خلينا في المستورد".
وعن حال محلات الجزارة، فانطفأت لديهم بهجة عيد الأضحى، حيث يقفون على أبواب المحال لا يجدون الزبائن، مؤكّدين أن هذا العام من أسوأ الأعوام التي مرّت بها مصر.
الأمراض والوبائية
وكشف تقرير لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن انخفاض نصيب الفرد من اللحوم الحمراء في العام إلى 7 كيلوجرامات في العام، موضحًا أن إجمالي الإنتاج يصل إلى 650 ألف طن سنويًا، فيما بلغ إجمالي إنتاج الألبان 5,4 مليون طن، وذلك لانتشار الأمراض المعدية والوبائية، مع عدم كفاية اللقاحات البيطرية، والاعتماد على استيراد الأعلاف، الأمر الذي رفع تكاليف الإنتاج.
وبحسب بيانات جهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت أسعار اللحوم الطازجة والمجمدة بنسبة 60.4% خلال شهر يوليو الماضي، مقارنةً بالشهر نفسه العام الماضي.
القوات المسلحة
ضخّت القوات المسلحة أكثر من 250 طنًا يوميًا من اللحوم، وسعر الكيلو 60 جنيهًا، لتوزيعها على المواطنين بأسعار مخفضة من خلال 700 منفذ ثابت على مستوي الجمهورية، ويأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما تم تدبير وتشغيل (900-950) سيارة نقل مبرّدة مجهزة كمنافذ متحركة للعمل في المناطق ذات الكثافات السكانية العالية بنطاق القاهرة الكبرى والمحافظات، لطرح المواد الغذائية بشكلٍ نموذجي.
المجمعات الاستهلاكية
فيما ضخت وزارة التموين والتجارة الداخلية 4 آلاف طن لحوم سودانية طازجة بسعر 85 جنيهًا للكيلو، بما يساوى 12 ألف ذبيحة، وطرح 7500 ذبيحة من الخراف المبردة السوداني بسعر 75 جنيهًا للكيلو بتخفيض تصل إلى 40% عن الأسواق، حسبما أوضحت الوزارة في بيانٍ لها.
وأيضًا 5 آلاف رأس من الخراف الحية البلدية للمواطنين من خلال 60 شادرًا منتشرة في فروع المجمعات الاستهلاكية بالقاهرة والجيزة، ومنافذ شركتي الجملة العامة والمصرية بمحافظات الوجهين القبلي والبحري، حيث سيباع كيلو الخراف الحي بسعر 60 جنيهًا للكيلوجرام.
كما تم طرح 5 أطنان لحوم مجمدة بمنافذ الزراعات المحمية الكيلو بـ 75 جنيهًا، وطرح 5 أطنان دواجن، و7 أطنان من الأرز ذو جودة عالية بـ6.5 جنيهات، و5 أطنان من السكر بسعر 10 جنيهات، بالإضافة إلى 5 أطنان من الزبد البلدي، و5 أطنان من الخضروات والفاكهة، وكميات كبيرة من البقوليات بأسعار مخفضة.
وزارة الداخلية
وقرّرت وزارة الداخلية ضخّ أطنان من اللحوم والمواد الغذائية بأسعار مخفضة في فروع «أمان» التابعة للوزارة بمناسبة عيد الأضحى المبارك بكميات كبيرة من اللحوم الطازجة بسعر ٦٠ جنيهًا للكيلو، و٢٥ جنيهًا لكيلو الدواجن الطازجة، بالإضافة إلى تحديد سعر السكر بـ ٨ جنيهات والأرز بـ ٤ جنيهات.
وتوسعت منظومة «أمان» للمواد الغذائية ليبلغ عدد منافذها ٧٠٠ منفذ ثابت ومتحرك، حيث تنتشر في كل محافظات الجمهورية، بواقع ٥٦٦ منفذًا ثابتًا ومحلًا تجاريًا، و١٣٤ منفذًا متنقلًا يتم تطويرها بصفةٍ دورية.