الخميس 27 يونيو 2024

«الهلال اليوم» تروي تفاصيل علاج «أضخم رجل في مصر»

29-8-2017 | 21:44

يعود أضخم رجل في مصر للحياة من جديد، بعد نجاح الفريق الطبي "المصري" بمستشفى الجمهورية في إجراء عملية تكميم معدة لها والتي كان من المستحيل إجراؤها نظرًا لصعوبة حالته الصحية.

وسرد الدكتور مصطفى القاضي مدير المستشفى رحلة علاج حسين الششتاوى "أضخم رجل فى مصر" والذي تداولت الصحف أخباره على مدار العام الماضي، في تصريحات خاصة لبوابة “الهلال اليوم” التي قامت بزياة الششتاوى في المستشفى اليوم الثلاثاء.

وقال القاضي في أولى تصريحاته عقب إجراء العملية واستقرار حالة الششتاوي، إن المريض تواصل مع المكتب الإعلامي لوزارة الصحة بعدما أغلقت الأبواب أمامه ورفضت غالبية المستشفيات التعامل مع الحالة واعتبروها ميؤوسًا منها، حيث أمر الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة بنقل الششتاوي إلى مستشفى الجمهورية لوجود وحدة جراحة مناظير بالمستشفى، أنشئت منذ عام ونصف برئاسة الدكتور أحمد شكري حافظ استشاري جراحات المناظير وتحت إشراف مدير المستشفى وقتها الدكتور أحمد قوت والذي يشغل حاليًا منصب مساعد الشئون الفنية لهيئة المستشفيات التعليمية، وبالفعل، تم التواصل مع الدكتور هاني نصر الأمين العام لهيئة المستشفيات التعليمية، وتم استقبال الحالة بعدما تولت وزارة الصحة نقلها بسيارة إسعاف خاصة من المحلة حيث يقيم المريض إلى المستشفى.

وفور وصول الحالة منذ ثلاثة أسابيع، تم عمل فحص شامل لها واكتشاف أنه يعاني من سمنة مفرطة حيث كان وزنه 260 كيلوجرامًا، ومؤشر كتلة الجسم كان 92 بينما الطبيعي بين 18 إلى 25.

هذا بخلاف مضاعفات السمنة، من دهون على الكبد وارتفاع ضغط الدم، وتورم في منطقة الإخراج لديه، وفي القدمين، وقصور حاد في شرايين القلب، مع وجود رئة شبه منغلقة ومشاكل بالتنفس.

بعد الفحص، تقرر بدء مرحلة العلاج، من خلال نظام غذائي ونظام دوائي، أدى إلى إنقاص وزنه 26 كيلوجرامًا على مدار أسبوعين وذلك تجنبًا لمضاعفات العملية، وأثناء إجراء الفحوصات، قال القاضي، إنهم كانوا في حاجة إلى فحص الجهاز التنفسي ولكن الجهاز الخاص بتلك الفحوصات لم يكن متوفرًا، وعندها، يقول القاضي: “خاطبنا الوزارة التي قامت بتوفيره ونقله بالطبيب الخاص به من مستشفى الصدر إلى مستشفى الجمهورية، بعد انتهاء الفحوصات، قررنا إجراء العملية بسبب حماس الششتاوي ورغبته في الحياة وكون لا يوجد حل آخر لإنقاذ حياته، وبالرغم من صعوبة العملية قررنا اعتبارها معركة واستطعنا الفوز بها، وحصلنا على موافقة الششتاوي على إجراء العملية مع شرح خطورة العملية قبل إجرائها”.

يستطرد القاضي قائلًا: "الخميس الماضي كان موعد إجراء العملية حيث احتشد العديد ممن تعاطفوا مع حالة الششتاوي أمام المستشفى وداخلها، وكانت هيئة التمريض بكامل طاقتها حيث رفض الجميع الانصراف حتى الاطمئنان عليه وبدأت الاتصالات تتوالى من مكتب الوزير، وبدأت العملية في تمام الساعة الثانية ظهرًا واستمرت لمدة أربع ساعات”.

وعن الصعوبات التي واجهت الفريق الطبي أثناء إجراء العملية، قال القاضي: “كان حجم البطن هو أصعب شيء لأنه أعاق الفريق الطبي أكثر من مرة كونه يجعل عمل المنظار داخل البطن صعبًا، هذا بخلاف عملية التخدير والتي كنا جميعًا نتخوف منها نظرًا لمشاكل الششتاوي بالجهاز التنفسي، الأمر الذي جعلنا نجهز سريرًا بجهاز تنفسي ليتم نقل الششتاوي عليه بعد العملية، مضيفًا أن الدكتور جندي جرجس استشاري التخدير بالمستشفى كان البطل في تلك المرحلة لأنه استطاع منحه الجرعة الملائمة تمامًا للعملية، وبالفعل نفذناها، ولم نتحرك من حجرة العملية قبل ساعة من إجرائها وهي المدة التي استغرقها الششتاوي في الإفاقة لأننا لم نتعجل إفاقته نظرًًا لمشاكله” مشيرًا إلى أن أسعد لحظات المستشفى بالكامل هي وقت إفاقة الششتاوي، حيث قرر طبيب التخدير أن يخرجه على قدمه من غرفة العمليات وهو الأمر الذي استقبله الجميع بفرحة كبيرة ظهرت على وجه من يعرف حالته وصعوبتها.

ويضيف: “تم وضع الششتاوي تحت الملاحظة 24 ساعة حتى استقرت حالته، حيث كانت هناك تخوفات من حدوث جلطات، الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدي لوفاته كونه يتنفس برئة واحدة، فيما تم السماح له بتناول السوائل والحركة بعد ساعتين من خروجه من غرفة العمليات”.

وعن خطة علاجه القادمة، قال القاضي، إنه من المتوقع أن يغادر الششتاوي عقب انتهاء عيد الاضحى، ولكن الأمر يتوقف على استقرار حالته، ورغم أن في الحالات العادية يخرج المريض فى اليوم الثاني، إلا أن صعوبة حالة الششتاوي تستدعي بقاءه تحت الملاحظة فترة أطول، منوهًا إلى أنه بعد خروج الششتاوي من المستشفى سوف يستمر تحت الملاحظة اللصيقة لمدة شهر، ثم ستكون كل أسبوعين، ثم كل شهر، وهذا لمدة ثلاثة أشهر، ثم سيتم عمل عملية تحويل مسار للمعدة، عقب وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 50.

وعن فريق العمل، قال القاضي: “فريق الجراحة كان برئاسة الدكتور أحمد شكري حافظ، ثم أنا، والدكتور أحمد عبد الهادي زميل مساعد بالجراحة العامة، والدكتور محمد بركات طبيب مقيم جراحة عامة، هذا بخلاف دكتور التخدير الدكتور جندي جرجس”.

أما فريق العمل متكاملًا، فيضاف إلي الأسماء السابقة، الدكتورة هبة ياقوت أخصائية العلاج الطبيعي والتغذية، والدكتورة فاتن غازي استشارية الصدر، والدكتور محمد الجندي استشاري القلب، والدكتور أشرف غازي استشاري الرعاية المركزة، مؤكدًا أن هذا الفريق ومعه هيئة التمريض خاضوا معركة يستحقون الشكر والتقدير عليها.

وحول خوف الأطباء عادة من التعامل مع حالات السمنة المفرطة، قال القاضي إن أي جراح يسعى لإنقاذ مريضه، ولكن معدل الفائدة قبل الخطورة هو من يتحكم، لذلك غالبًا تكون الحالات صعبة ولا أمل فيها فيكون القرار عدم إجراء الجراحة.

وفي حجرته بالدور الثاني بمستشفى الجمهورية، أكد الششتاوي الذي كان يجلس على مقعد، وبجانبه سريره الخاص وسرير آخر لمرافقيه وهم والدته ووالده، أنه يلقى عناية كاملة، وأنه بات يستطيع التنفس بعدما كان لا يمكنه التنفس أو حتى دخول الحمام، مؤكدًا أنه لم يدفع أي مقابل مادي، ومشيرًا إلى أن زوجته هجرته بعد زيادة وزنه وأخذت أبناءه الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين الحادية عشرة والثامنة، ومنوهًا إلى أنه كان يعمل على عربية كارو وبعد زيادة وزنه قام ببيعها حيث أخذت زوجته النقود، ثم عمل بمحطة مياه، حتى زاد وزنه بصورة كبيرة وتم تسريحه، وحصل على معاش اجتماعي قدره 250 جنيهًا، ارتفع حتى وصل إلى 450، ولكنه انقطع، مضيفًا أنه يعيش مع والده وتقوم والدته بخدمته، مؤكدًا أنه سيبذل كل مجهود حتى يعود لحياته ويستطيع العمل.

أما سلوى، رئيسة التمريض بالمستشفى، فأكدت أن حالة الششتاوي تتحسن وأنه مطيع ويرغب في العودة لحياته خاصة بعد ترك زوجته له وأخذ أولاده، الأمر الذي يجعله ينفذ تعليمات الأطباء بدقة، مضيفة أنها تتعمد أن تجعله يتحرك باستمرار للتوجه للأشعة أو دخول دورة المياه أو أثناء وجوده بالغرفة.