للوهلة الأولى حينما تطالع عنوان مقالتي، يخلد تفكيرك إلى المعنى القريب وهو "الكرامة"، ولكن في البداية دعني أطرح عليك عددا من الأسئلة؛ هل تعرضت لموقف ما أجبرتك الظروف على التنازل عن تحقيق حلم أردت أن تحققه؟، هل أنت ممن يرون التنازل والتراجع هزيمة أو فشلا أو انكسارًا؟ هل أجبرتك الظروف للتنازل في سبيل تحقيق حلمك؟ أم أنت ممن يحاولون مرارا وتكرارًا لتحقيق أحلامهم مهما كانت التحديات والصعوبات؟.
لست ممن يؤمنون بأن التنازل ضريبة للنجاح، ولست ممن يرون أن الرضوخ للأمر الواقع استسلام وقلة حيلة ويأس، ولكن في التأني السلامة، ولذلك حدد لنفسك هدفا، واصنع له سبيلًا للوصول إليه، ولا تلتفت لما يشغلك عن تحقيق ذلك الهدف.
وهنا يحضرني قصة قرأتها تتلخص في؛ أن هناك نسرا كان يعيش في أحد الجبال ويضع عشه فوق قمة إحدى الأشجار، وكان عش هذا النسر يحتوي على عدد من البيضات، فسقطت بيضة إثر زلزال عنيف، حتى استقرت في فن للدجاج، وظنت الدجاجات عليها أن تعتني بهذه البيضة حتى تفقس، فتطوعت إحدى الدجاجات واعتنت بالبيضة، وفي يوم من الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعتقد أنه دجاجة، وفي أحد الأيام كان يلعب في ساحة فن الدجاجات، شاهد مجموعة من النسور تحلق عالية في السماء، فتمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور، ولكن قبل بالضحكات والاستهزاء من الدجاجات قائلين له؛ ما أنت سوى دجاجة ولا تستطيع التحليق عاليا مثل النسور، وبعدها توقف حلم النسر عن التحليق وألمه اليأس ولم يلبس سوى أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج
إنك إن ارتكنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيرًا لما تؤمن به، فإذا كنت نسرا وتحلم أن تطير، فعليك أن تتقدم وتطير وتحاول الطيران ولا ترضى بدور الدجاج.
وهنا أختم؛ لا تتنازل عن حلم أنت صاحبه، فأنت نسر لا يليق بك إلا القمم العالية...