تعاني عدد ليس بالقليل من النساء حالة اكتئاب لا يدركها من حولها، لأنها ببساطة تعيش المرح، تضحك دون سبب، تبالغ في ردود أفعالها، فينظر إليها البعض كامرأة لا تحمل للدنيا هم وأخر يعتبرها لا تشعر بما يحدث حولها.
وتظل تلك النظرة ملازمة لها حتى يفاجئ الجميع بمحاولة تخلصها من حياتها!، وهنا فقط تكتشف معاناتها من مرض الاكتئاب الهستيري.
وعن هذا النوع من الاكتئاب يقول الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي، يأتي الاكتئاب الهستيري أو ما يطلق عليه التحولي أو ألانفصامي، عندما تتعرض المرأة للضغط الشديد نتيجة الخلافات العاطفية والزوجية، أو المشاكل الأسرية وأزمات العمل، أو شعور المرأة بعدم أهميتها وربما كراهية ذاتها مع الإحساس بالذنب دون ارتكاب خطأ أو تقصير، وتشعر خلاله المرأة بالخرس المؤقت، وبعض التشنجات وتنميل الذراعيين، والانعزال أو بكاء شديد أو ضحك مخنوق، مع التفكير في الموت أو الانتحار، وعندما تقوم المراة بالكشف الطبي وعمل الأشعة والتحاليل اللازمة تكتشف بعدم إصابتها بأى مرض عضوي لتلجأ في النهاية للكشف النفسي، وسابقاً كان يطلق عليه الاكتئاب الهستيري ولكن تخفيفاً لوصمة المرض النفسي وتحسين ألقابه، والتخفيف من حدة لفظ هستيريا أصبح يسمى بالاكتئاب التحولي او الانفصامي.
ويشير استشاري الطب النفسي، إلى نوع آخر من الاكتئاب يكون مزدوج ما بين الاكتئاب والهوس، ويكون أعراضه ضحك عنيف وهستيري ومنفعل ياتي في غير محله، أو التفاعل مع الآخرين بطرق غير جذابة أو استفزازية وغير لائقة، ويعبرون عن انفعالاتهم بطريقة درامية ومسرحية، ومبالغ فيها، أو من الممكن أن نطلق عليه رد فعل غير مناسب للحدث، وهو اكتئاب غير تقليدي، وترجع الأسباب البيولوجية والعوامل الوراثية وراء الاصابة بهذا النوع من الاكتئاب، مثله مثل مرض السكر أو الضغط، وليس له أسباب نفسية.
ونوه بأن المرأة الأكثر تعرضاً للاكتئاب عن الرجل نظراً للتغيرات الهرمونية التي تصاحب طبيعتها، حيث تصل نسبة الرجال المصابون بالاكتئاب إلي 40%، مقارنة ب60% بالنسبة للسيدات، ولكن على الرغم من ذلك فإن الرجل عندما يصاب بالاكتئاب تكون أعراضه أشد قسوة وحده
ويؤكد الاستشاري النفسي إنه من الممكن علاج مريض الاكتئاب ولكن عن طريق خطوات منتظمة، لا يجب أن تسبق واحدة الأخرى، وهي:
- تناول العلاج الدوائي، والذي يتمثل في أدوية مثبطات ومضادات للأكتئاب، بشكل منتظم، حتى نؤهل حالة المريض ونفعل استجابته.
- مرحلة العلاج السلوكي والمعرفي، كي يستطيع مريض الاكتئاب التحدث عن أسباب عزلته وقوقعته في عالم منفصل عن الواقع.