ظهر على شاشة السينما كثير من الأفلام التى تحمل الطابع الرومانسى، وجسدت الحب بأسمى معانيه، منها: "بين الأطلال ورد قلبى وإنى راحلة وحكاية حب والشموع السوداء وأغلى من حياتى ووفاء إلى الأبد وغيرها".
وفى عيد الحب يسعدنا أن نلقى الضوء على صور أخرى للحب.. صور حب خالية من الشجن والأنين والسهد واللوعة.. وإليكم بعضا منها..
استغل الكاتب المبدع جليل البندارى حادثة كانت الأولى من نوعها فى مصر، وهى تحول فتاة إلى رجل عام 1947، ونشرت مجلة المصور تحقيقا عن الحادث، وكيف تحولت فاطمة إلى على، وبعد سبع سنوات يتناول البندارى الفكرة ويكتب القصة والسيناريو والحوار، وينتج فيلم الآنسة حنفى، ويبدأ أحداث الفيلم بحنفى الرجل المتشدد الذى يخاف على أهل بيته ويغلق الشبابيك، ويبخس المرأة حقها فى أن تندمج مع المجتمع ويكون لها نفس حقوق الرجل، ويستشيط غضباً لو عرف أن أيا من نساء منزله عرفت الحب، ويتعرض حنفى لوعكة صحية ينقلب على أثرها من رجل إلى امراة، ويصبح فيفى بعد أن كان حنفى.
لن نغوص فى أحداث الفيلم الساخر ولكن نلقى الضوء على تحول مشاعر الرجال أصدقاء حنفى، بعد أن كانت صداقة بين الرجال أصبحت عواطف وحبا تجاه فيفى، خصوصاً من المعلم أبوسريع الذى بدأ يبادلها أجمل الكلمات من أجل ستة جنيهات يأخدها منها ليدفعها نفقة لزوجته الأولى، وتفتح فيفى الشباك لترى محبوبها أبو سريع، وتنتظره يومياً لكى تراه، ويزداد الحب بينهما فيلتقى بها ويمطرها بقصائد الغزل من أجل ستة جنيهات أخرى، ويشتعل الحب فى قلب حسونة بك (سليمان نجيب) ويتقدم للزواج من فيفى، التى ترفض لأنها تحب أبوسريع ويجبرها أهلها للزواج من حسونة، لكن فيفى تهرب لتتزوج من حبيبها أبوسريع.
كانت تلك صورة ساخرة رسمها البندارى للحب دون شجن أو لوعة أو دموع .
صورة أخرى من صور الحب، هى سكر هانم أو فتافيت السكر المليونيرة التى يتهافت عليها رجلان، ليس حباً فيها بل حباً فى ثروتها، رغم أن النسخة المقلدة من سكر هانم قام بها الفنان عبدالمنعم إبراهيم، وجسد الأنثى سليطة اللسان التى لا تفيض منها أى عواطف أو جاذبية الأنثى.
وبمجرد أن يعرف الأستاذ قدرى والد نبيل هو والمعلم شاهين جارهم مدى ثروة فتافيت السكر هانم يتهافت عليها الاثنان ويتسابقان للفوز بقلبها ويغمرها كل منهما بوابل من عبارات الحب كلما وجد فرصة ليختلى بها، ويزداد المحبان لوعة زائفة عند زيارتهم للأهرامات مع سكر هانم، ويتقدم المعلم شاهين للزواج من محبوبته، التى ينكشف أمرها أمام المأذون عندما تظهر فتافيت السكر الأصلية، ويتضح أن النسخة الأخرى كانت رجلاً، وتلك كانت صورة أخرى لحب المصالح أو حب المال وليس الحب من أجل صفات جميلة فى المحبوبة.
ومن حب المصالح والنقود إلى حب حسب الله السادس عشر، حيث تهيم السيدة سنية ترتر حباً فى الموسيقار حسب الله فى فيلم شارع الحب، ويرفض حسب أى دوافع تقربه من سنية ترتر سليطة اللسان حتى ولو كانت تمتلك عمارتين، ويقابلها بعبارات الرفض والصد وتغمره هى بالحب مع حلة ملوخية فوق رأسه كانت أعدتها له، تعبيراً عن حبها وإكراماً لأصدقائه، وتمر المواقف وتصرح له بحبها، قائلة: يخلصك كده يا حسب الله تسيب حرمة ضعيفة زيى فى بيت طويل عريض لوحدها، يجرى إيه لو ربنا يهديك ونتأهل؟.. تملى لى الوسادة الخالية.. إننى لا أنام.. ويظل رافضاً حبها إلى أن تظهر مكارمها، وترهن مصوغاتها لنجم فرقة حسب الله، وهنا ينتبه حسب الله، ويقرر الزواج من سنية ترتر، لأنه وجد بها الإنسانية والذوق والتضحية ويتزوجها، وهو مغمض العين والأنف والحنجرة، وتصرخ سنية ترتر من الفرحة قائلة: رد قلبى.. تلك أيضاً كانت مختلفة من صور الحب.
وتختلف بالطبع عن حب البطلة صباح الذى ارتكز على الرهان لتوقع حليم فى حبها، وسرعان ما انقلب هذا الرهان إلى حب حقيقى.
و فى فيلم "السادة الرجال" قدم المخرج الراحل رأفت الميهى صورة أخرى للحب بعد تحول معالى زايد إلى رجل وقصة الحب الملتهبة مع هالة فؤاد فى ظل كسر كل قيود المجتمع وأفكاره الرجعية.