الأحد 12 مايو 2024

العلاقات الكندية الصينية.. تدهور دبلوماسي أثر سلبا على الارتباطات التجارية

الصين

عرب وعالم2-3-2023 | 20:53

دار الهلال

تشهد العلاقات الكندية الصينية تطورات متقلبة في الآونة الأخيرة، والرغم من أن أصول العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود إلى عام 1970، إلا أنها لم تكن دائمًا سلسة.

في السنوات الأخيرة، تعرضت العلاقات الكندية-الصينية لبعض المشاكل والتوترات، في عام 2018، احتجزت الصين اثنين من المواطنين الكنديين بتهمة التجسس، وهو ما رأى البعض بأنه رد فعل على اعتقال الولايات المتحدة لمسؤولة شركة "هاواوي" للتكنولوجيا الصينية، منج وانزو. 

واحتُجزت منغ وانزو، المديرة المالية لشركة هواوي في ديسمب 2018 بناءً على طلب الولايات المتحدة، لكن اتفاقًا جرى التوصل إليه مع وزارة العدل الأمريكية شهد إسقاط طلب تسليمها واطلاع سراحها في سبتمبر 2021. 

وأثارت القضية غضب الصين وأدت إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وكندا، وأدى هذا التوتر إلى تدهور العلاقات التجارية بين البلدين، حيث تم إعلان مقاطعة الصين للمنتجات الزراعية الكندية، مما أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين الكنديين.

كما اتُهمت الحكومة الصينية بالتورط في التجسس الإلكتروني وسرقة الملكية الفكرية التي تستهدف الشركات والمؤسسات الكندية. بالإضافة إلى ذلك، كانت قضايا حقوق الإنسان في الصين، مثل معاملة أقلية الأويجور المسلمة، مصدر توتر بين البلدين.

وأثرت العلاقات الكندية الصينية أيضًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد أغلقت الصين قنصليتها في فانكوفر، فيما أُغلقت القنصلية الكندية في شنجهاي.

ومؤخرًا تزايدات الإدعاءات حول تدخل الصين في الإنتخابات العامة التي جرت في عامي 2019 و2021، رغم نفي بكين والسفارة الصينية في أوتاوا لذلك رسميًا وفي عدة مناسبات، كما وصل الأمر إلى أن غالبية الكنديين يعتقدون أن الصين حاولت التدخل في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة، حسبما أظهر استطلاع جديد، مما يزيد الدعوات المتزايدة لأوتاوا لاتخاذ إجراءات.

وأظهر الاستطلاع الجديد من معهد "أنجوس ريد"، الذي صدر يوم الأربعاء، أن 53 في المائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الحكومة الليبرالية لم تكن قوية بما يكفي في الاستجابة لمحاولات التدخل الصينية المزعومة ، وحتى أكثر (64 في المائة) يريدون المزيد من التركيز على المستوى الوطني. (الأمن والدفاع).

وفي نوفمبر الماضي، ظهر الرئيس الصيني، شي جينبينج، في مقطع فيديو، وهو يتهم رئيس الوزراء الكندي، جستن ترودو، بتسريب تفاصيل المحادثات، التي جرت بين الطرفين، في قمة مجموعة 20 في بالي. وقال الرئيس الصيني لرئيس الوزراء الكندي، بواسطة مترجم، إن هذا الأمر "غير لائق"، متهمًا إياه بأنه "غير مؤتمن". ورد ترودو أنه تحدث مع الرئيس الصيني في قضية تدخل بكين في الشؤون الداخلية لكندا.

وتعكس هذه المقابلة القصيرة تصاعد التوتر بين الصين وكندا، منذ اعتقال المديرة التنفيذية في شركة هواوي للتكنولوجيا، مانغ وانزهو، في 2018، ثم اعتقال الصين لاثنين من الكنديين بتهمة التجسس قبل الإفراج عن الثلاثة أشخاص في 2021.
ومع ذلك، فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ما زالت قوية. ويعتبر الصين الشريك التجاري الثاني لكندا بعد الولايات المتحدة، حيث تصدر كندا إلى الصين مواد خام ومنتجات زراعية ومنتجات صناعية.

Dr.Radwa
Egypt Air