الجبلاية التي يقطنها مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، ذاك الاتحاد الذي يدير أكبر لعبة شعبية في مصر لكن ليس لدى هؤلاء الأشخاص أية صلة بالإدارة أيا كان نوعها أو أسلوبها أو مستواها.
انتهى الدرس المؤلم الذى واجهناه في كأس الأمم الأفريقية للشباب 2023، وخرج المنتخب من الدور الأول في المعترك الأسمر خالي الوفاض منكسر الهامة ومنخفض القامة ولم يقدم أي مردود إيجابي.
هزيمة برباعية نظيفة من المنتخب السنغالي القوي ومستوى أداء فني هزيل وضعيف وارتكاب أخطاء بالجملة أدت إلى توديع البطولة المقامة على أرضنا ووسط جماهيرنا بشكل محزن ومخجل في آن واحد.
رغم أن البطولة مازالت مستمرة على أرض الكنانة لكننا أصبحنا نشاهدها من الخارج كمتفرجين، لا يجب أن تمر الأحداث الفوضاوية والأخطاء الإدارية والمتاجرة بسمعة مصر الرياضية أمام المجتمع الكروي مرور الكرام دون مساءلة أو مكاشفة للذات بالتقصير الكبير بدءا من رأس الهرم الكروي السادة الأفاضل أعضاء مجلس إدارة الجبلاية الذين تسببوا في أزمات عديدة منها لم يتم إعداد هذا المنتخب بالشكل الأمثل من خلال معسكرات خارجية وداخلية وخوض عدد من المباريات الودية الكفيلة بإعطاء خبرات مقبولة تسمح للاعبي المنتخب اكتسابها، ويرتفع معها مستوى الأداء الفني والبدني والذهني إضافة إلى التشكيك في القدرات الفنية والتكتيكية للقيادة الفنية للفراعنة عن طريق المدير الفني محمود جابر بعد أن شاهدنا منتخب بلا أنياب يفتقد للأداء الجماعي والاستراتيجية الفنية المنظبطة داخل وخارج المستطيل الأخضر.
لم نرِ من المدرب وجهازه المعاون غير الأسلوب التكتيكي النمطي العقيم الذي عفا عليه الزمن ولم يستطع أحداث أي تطوير يواكب الأساليب الكروية الحديثة التي تنتهجها كل المنتخبات ليس العالمية بل الإفريقية.
وما هذا العبث ؟ وما تلك العشوائية الفجة؟! لقد تسبب هؤلاء الشرذمة في إحباط الشعب المصري بأكمله وأصابوهم بخيبة أمل كبيرة وأذاقوهم مرارة الانكسار.
الكرة المصرية تحتاج إلى تخطيط علمي، فهناك تخبط كبير في إعداد واختيار مدربي المنتخبات الوطنية، أتمنى أن نعي ونستوعب الدرس المؤلم جيدا وينتفض المسئولين لاتخاذ القرارات الفورية التصحيحية للمنظومة الكروية من خلال أساليب علمية متطورة ومدروسة وليست عشوائية، ووضع استراتيجية متكاملة لإنهاض الكرة المصرية من كبوتها التي طالت وخيبتها التي استفحلت.
الغضب العارم الذي يجتاح الشارع الرياضي المصري ويتصاعد مع حالة البرود والخمود الحسي التي تكتنف قيادات اتحاد الكرة الذين لم يبدوا أسفهم وندمهم على ما ارتكبوه من حماقات وفعلوه من جنايات في حق الشعب المصري وافتقدوا لأي قدر من حمرة الخجل والحس الوطني.. تلك القيادات التي لازالت تقبع في أماكنها وظلت في مواقعها وكأنها تماثيل من الخشب أو الحجر.