يزور السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي مصر، يوم الأحد المقبل، وهي الزيارة الأولى له إلى القاهرة، إذ شهد العراق منذ تولي محمد شياع السوداني قيادة الحكومة العراقية، جهوداً كبيرة لتوطيد العلاقات مع دول الجوار العربي وغير العربي، والسعي للتواصل مع دول العالم بما بخدم مصلحة الشعب العراقي ورفع أشكال التعاون المشترك في العديد من المجالات، في وقت واجهت حكومة السيد السوداني العديد من التحديات الاقتصادية والأزمات المتراكمة بسبب الفساد والمحسوبية والخلافات الحزبية التي أضرت بالمواطن العراقي وأضعفت الدولة العراقية. وفي ظل رغبة السوداني، لتوطيد العلاقات مع مصر،
يتوجه رئيس الوزراء العراقي، يوم الأحد إلى مصر، على راس وفد وزاري كبير محملاً بآمال كبيرة لفتح آفاق للتعاون مع مصر، التي يعتبرها السوداني أهم مفاتيح مساعدة العراقيين للنهوض بواقعهم الخدمي، الذي حرصت حكومته على النجاح في هذا الملف الذي يضم الكهرباء والماء والطرق والمدارس والمستشفيات، وفي ظل تحدٍ كبير بسبب أزمة تلاعب ضعاف النفوس بقوت العراقيين عبر المضاربة بأسعار الدولار، كما ستكون الزيارة بمثابة انطلاقة جديدة مختلفة في شكلها ومضمونها، وما تحمله من توقيع للعديد من الاتفاقيات بين البلدين ومن أجل تطوير التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وتكمن أهمية الزيارة في شكل اللقاءات التي سيجريها السيد السوداني، وربما اللقاء الأبرز هو لقاء شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، الذي يعد رمزاً دينياً وسطياً معتدلاً له مكانة لدى نحو مليار ونصف المليار مسلم، وهذا اللقاء سيكون له وقع كبير في نفوس المصريين، وهو ما يؤكد رؤية السيد السوداني لأهمية ودور مصر الإنساني والسياسي على حد سواء.
زيارة رئيس الوزراء العراقي لمصر
يسعى السوداني خلال زيارته للقاهرة، لبحث العديد من الملفات من بينها التبادل التجاري ومشروع الربط الكهربائي، والنفط والغاز، وزيادة نسب الاستثمارالمتبادل بين البلدين، والذي يرى السيد السوداني أنه أقل من الطموح الذي تعمل عليه حكومته، ليكون بمستوى عالٍ يليق بالبلدين اللذين يملكان مقومات كبيرة، ويملكان تاريخاً مشتركاً يؤسس لحقيقة أن مستوى التعاون المشترك بين البلدين خلال السنوات الماضية لم يكن ملبياً لطموحات الشعبين والقيادتين على حد سواء. وتعد مصر، من الدول ذات الأهمية البالغة في عقل رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني، إذ يؤكد باستمرار أن مصر من أكبر الدول الداعمة للعراق، بالإضافة إلى أنه منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية، شهدت تلك الفترة العديد من المباحثات بين السوداني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واتصالات على جميع المستويات وسعي كبير قامت به الدبلوماسية العراقية والمصرية على حد سواء، وربما يحسب لسفيري البلدين جهودهما الكبيرة التي قاما بها، فالسفير المصري في بغداد السيد وليد محمد إسماعيل بذل جهوداً واضحة لفتح كل آفاق التعاون بين البلدين، والسفير يملك مساحة محترمة لدى جميغ الفعاليات العراقية وهو يعمل بشكل دؤوب على تدعيم العلاقات بين البلدين وعلى كافة الصُّعد.
وفي المقابل سعى السفير العراقي في مصر الدكتور أحمد نايف الدليمي، وبشكل كبير خلال السنوات الماضية، لتذليل جميع العقبات أمام المستثمرين المصريين، وحل جميع المشكلات ورفع معدلات التعاون وتفعيل مذكرات التفاهم والتأكيد على إنجاز كل الاتفاقيات بين البلدين بما يخدم الشعبين الشقيقين.
السيسي أول المهنئين للسوداني
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول من أجرى اتصالاً هاتفياً بالسيد محمد شياع السوداني، رئيس وزراء جمهورية العراق، وتقدم بالتهنئة له على نجاحه في نيل ثقة البرلمان العراقي وتشكيل الحكومة، مؤكداً دعم مصر الثابت لأمن واستقرار العراق الشقيق، والاعتزاز بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين مصر والعراق، والحرص على دفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين إلى آفاق أرحب كما سعى الرئيس السيسي للعمل على حشد الدعم العربي والدولي لحكومة السيد السوداني التي واجهت تحديات كبيرة وكثيرة.
كان الرئيس السيسي دائماً يشيد بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر والعراق، ويؤكد دائماً على الحرص المتبادل على تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك فى شتى المجالات، والتقدير للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقي على جميع الأصعدة، وهو منهاج وطريق اتخذه الرئيس السيسي منذ توليه السلطة في مصر، معتبراً العراق القوي يعني أن مصر قوية.
الرياض.. تجمع الزعيمين
على هامش القمة العربية - الصينية التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الرياض مع محمد شياع السوداني، رئيس وزراء جمهورية العراق، كان لقاءً مهماً بين الزعيمين، وأكد الرئيس السيسي على التقدير الكبير للعراق حكومة وشعباً، والاعتزاز بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين مصر والعراق، والحرص على دفع أطر التعاون الثنائي بين البلدين إلى آفاق أرحب، في المقابل حرص الرئيس السوداني تأكيده على جهود حكومته "الفتية" على تعزيز العمل العربي المشترك والعمل من بوابة مصر، على الاستفادة من خبرة وإمكانيات وقدرات المؤسسات والشركات المصرية لمواجهة التحديات، كما التقى الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني للمرة الثانية في الأردن، وذلك خلال قمة ثلاثية بين مصر والأردن والعراق، وتناولت القمة تطورات وسُبل تعزيز مسار التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، في إطار العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمعهم، بينما يرى السيد السوداني أن هذا التكتل الثلاثي يجب أن يرقى إلى مستويات أكبر مما هو عليه حالياً، وهذه هي أحد الملفات التي سيفتحها السوداني في زيارته الأحد إلى القاهرة.
تطور علاقات العراق الخارجيّة
منذ تولي السوداني واستمراراً لتطور علاقات العراق الخارجيّة، منذ تولي السوداني رئاسة الحكومة العراقية، فقد شهدت تلك الفترة زيارات مُتتابعة إلى الأردن والكويت وإيران وألمانيا وفرنسا لتعزيز التَّعاون مع هذه الدول. وخلال هذه المدة، شهد السوداني المُشاركة في مؤتمر قمّة بغداد الثاني للتعاون والشراكة الذي استضافته الأردن، وقمّة البحر الميت الثلاثية بين العراق والأردن ومصر.
ومنذ تولي السوداني، جرى استقبال رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في بغداد، وعقدها جولة مباحثات للتّعاون في ملفات الزراعة والصحة والطاقة والبنية التحتيّة. كما شهدت تأكيد الرئيس التركيّ لرئيس الوزراء خلال اتصالٍ هاتفيٍّا تأمين حصة العراق المائيّة ومشاركة الشركات التركيّة في مشاريع الإعمار والربط السِّككي، فضلاً عن استقبال مُنسّق البيت الأبيض بريت مكجورك في بغداد وتأكيده استمرار تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية.
كما شهدت تأكيد الرئيس الأمريكي جو بايدن لرئيس الوزراء في اتصال هاتفيٍّا دعم بلاده لعراق آمن ومُستقر وترحيبه بزيارة الوفد العراقيّ وبحث الفرص الاقتصادية وإبقاء التواصل في الأشهر المُقبلة بين البلدين.
إنجازات السوداني
منذ توليه الحكومة العراقية شهدت فترة تولي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تطوراً ملحوظاً على المستوى المحلي في العديد من المجالات. ملف مكافحة الفساد في ملف مكافحة الفساد واسترداد الأموال، شهدت حكومة السوداني تشكيل الهيئة العليا لمُكافحة الفساد لفتح ملفات الفساد دون أية خطوط حمراء، وبناء أدوات فعّالة لمُحاربة الفساد، وإنشاء حساب الخزينة المُوحّد لضبط أموال الدَّولة ومنع تسرُّبها، مع مُتابعة قضية سرقة الأمانات الضريبيّة واستعادة الأموال المسروقة فيها ومنها أكثر من (325) مليار دينار على وجبتين.
كما شهدت خلال الفترة ذاتها إصدار تعليمات خاصة بتسهيل تنفيذ قانون إلغاء الامتيازات الماليّة لمسؤولي الدَّولة، فضلاً عن مصادرة (1.782.000) لتر من الوقود، مع مصادرة (66) صهريجاً واعتقال (121) متّهماً ضمن تفكيك شبكات تهريب النفط.
ملف الرِّعاية الاجتماعيّة ومكافحة الفقر
في ملف الرِّعاية الاجتماعيّة ومكافحة الفقر شهدت حكومة السوداني خلال الفترة هذه توجيه وزارة التّجارة بضرورة اتّخاذ إجراءات عملية بخصوص البطاقة التموينيّة وتحسين نوعيتها في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة في الأسواق العالميّة، وإضافة مواد إضافية إلى السلّة الغذائيّة التي يتلقاها المشمولون بقانون الحماية الإجتماعية وشريحة الفقراء وذوي الدخل المحدود، وهي سلة تختلف عمّا يتلقاه باقي المواطنين، تضمّنت زيادة في مواد السكر وزيت الطبخ والشاي والحليب والطحين الصفر.
القطّاع الصحّي
وفي القطّاع الصحّي بدأ الشروع بتنفيذ قانون الضمان الصحّي لتحسين واقع الخدمات الصحيّة، وتكفُّل الدَّولة بعلاج الفئات الفقيرة والمتوسطة، وافتتاح مركز الديلزة لمرضى العجز الكلويّ في مدينة الطب بسعة (81) سريراً، وافتتاح مركز الكوثر للطب النوويّ في البصرة، والذي يُعدُّ أول مركز متخصصٍ في إنتاج النظائر المشعّة للأغراض الطبيّة. كما جرى إعادة افتتاح مستشفى الكاظمية التعليميّ بعد إتمام أعمال التأهيل في 50 يوماً فقط وبكلفة لم تتجاوز 3 مليارات دينار وإعمام تجربة تأهيله على 10 مستشفيات أخرى.
قطاع الكهرباء
وفي قطاع الكهرباء فقد تم إصدار قرار بالتعاقد مع جهة استشارية عالمية مُتخصِّصة لغرض وضع خطة لتنفيذ مشروع الشبكة الذكيّة خلال 30 يوماً عمل كحدٍّ أقصى، والاتجاه إلى تنفيذ مشاريع الدورة المركّبة في إنتاج الكهرباء، والتي ستوفّر 3500 MW خلال سنتين، ولن تكلف الخزينة أي دولار إضافي من الوقود.
توقيع اتفاق مع شركة سيمنز الألمانية، تضمَّن تشكيل خارطة عمل لتطوير منظومة الكهرباء في العراق بشكل عام وإنشاء محطات توليد جديدة وصيانة وتأهيل الوحدات العاملة في العراق التي أنشأتها شركة سيمنز. ملف البطالة وخلق فرص العمل وشهد ملف البطالة وخلق فرص العمل، أن مجلس الوزراء قرر في أربع جلسات استحداث الدرجات والعناوين الوظيفيّة لغرض تعيين الخريجين الأوائل وحملة الشهادات العليا وإطلاق الاستمارة الالكترونيّة لـ(74728) منهم، وتثبيت جميع المحاضرين والإداريين في وزارة التربية وتثبيت العاملين بصفة عقود في وزارة الكهرباء ممن أمضوا سنتين خدمة وتثبيت (11031) من العقود العاملين في شركات وزارة النفط وتحويل الأجور اليومية إلى عقود في تشكيلات وزارة النفط وتحويل (1000) باحث اجتماعي إلى متعاقدين، كما شمل موافقة الحكومةُ على مشروع التعديل الأوّل لقانون المشاريع الصغيرة المُدرِّة للدخل رقم (10) لسنة 2012 والذي سيؤمن منح القروض للباحثين عن العمل.
ملفُ الموارد المائيّة والزراعة
شهد ملفُ الموارد المائيّة والزراعة، إصدار (25) قراراً وتوجيهاً في ملف الزراعة والمياه، منها إعداد الخُطَّة الشتويّة الزراعيّة بمساحة 5.5 مليون دونم وتأمين البذور والأسمدة والمُبيدات للفلاَّحين والعمل على مشروع تحلية مياه الشرب في البصرة والتفاهم والحوار مع الدول الجارة بخصوص حصة العراق المائيّة وتعويض الفلاَّحين المُتضرِّرين من عدم زراعة محصول الشلب بمبلغ 120 مليار دينار للمُحافظة والتشديد بصرف مُخصَّصات الفلاَّحين للموسم الشتوي ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣ في أسبوعين فقط.
لكن يبقى امام هذه الحكومة تحديات كثيرة لا يمكن انجازها دون ان يكون هناك توافق داخلي ، ودعم عربي ودولي يكون في العراق في مكانته الحقيقة والصحيحة، وضمن دوره الاقليمي والدولي بما يخدم مصالح الشعب العراقي الذي يستحق وضعاً أفضل مما هو عليه الآن.
* رئيس مركز الأمصار للدراسات والأبحاث