تعتقد بعض النساء أن شكل الجسم وجمالهن الخارجي هو أساس وجودهن، ما يؤدي لمعاناة البعض طوال الوقت جراء عدم الرضا عن أجزاء معينة من أجسامهن، خاصة المناطق البارزة كالأنف مثلا، أو ترهل البطن وغيرها من الملامح الخارجية لمظهرهن، وتظل تلك الأزمة عالقة في أذهانهن مما يوقعهن في  دوامة عمليات التجميل، دون الوصول للرضا عن الشكل، فكيف ترضي المرأة عن ملامحها وجسدها؟...

يؤكد الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، من خلال تصريح خاص لبوابة " دار الهلال" أن اضطراب تشوه الجسم أو ما نطلق عليه عدم الرضا عن الجسم، هو حالة نفسية تصيب البعض وتجعلهم لا يتوقفون عن التفكير في عيوب أو نواقص في الجسد والمظهر الخارجي، ليصبحوا فى دوامة من التفكير لإصلاح شكل الجسد إلي أن يصل بهن الأمر للكثير من الجراحات التجميلية، على الرغم من أن تلك العيوب قد تكون بسيطة أو لا يراها الآخرون.

ويضيف أستاذ الطب النفسي أن السبب وراء عدم الرضا عن الجسد والسعي وراء تغييره يرجع إلي:

• التعرض للتنمر من الصغر، بسبب بعض الملامح الغير تقليدية في الوجه، مما يحول الأمر لقلة ثقة بالنفس والشعور بالمهانة طوال العمر.
• تكرار وقوف المرأة أمام المرآة، والتدقيق في نقاط محددة في الجسم مثل شكل الأنف أو ترهل البطن، وغير ذلك من أجزاء الجسم والانشغال بها، مما يسبب القلق والعزلة واحتقار الذات، ومشاعر الإحباط.
• السعي وراء إرضاء الطرف الأخر، بسبب مقارنة الرجل شريكة حياته بالأخريات، مما يضعها في حالة من السعي لتغيير شكلها من أجل إرضاءه.

ويؤكد بحري أن هناك إشكالية كبيرة لابد من وضعها في الاعتبار عند إجراء عمليات التجميل، وهي من الأمور القانونية، حيث أنه لابد من وجود استشاري نفسي يجلس مع الحالة قبل إجراء عملية التجميل، فهناك حالات تتوهم أن شكل أحد الأجزاء الجسدية غير متناسق، على الرغم من أنه من الممكن التعايش معها، وهناك أخريات تجري أكثر من عملية من أجل تقليد المشاهير والفنانات مما يخلق في النهاية مسخ مكرر من الملامح والجسد، كما أن اضطراب تشوه الجسم لم يعد يقتصر فقط على النساء بل أصبح بعض الرجال يلجئون للكثير من عمليات التجميل بسبب تعديل مظهرهم الخارجي من خلال عمليات زرع الشعر وشفط البطن وتنحيف القوام وتحويل مسار للأمعاء، ولذلك لابد من إتباع تلك الخطوات العلاجية للرضا عن الجسد والشكل الخارجي ومنها:

• في حالة أن المشكلة حقيقية مثل ولادة طفل لديه عين أكبر من الأخرى أو ما شابه ذلك، فلابد من إجراء عملية لتصحيح ذلك.
• في حالة إجراء تجميل من أجل إرضاء الغير أو تقليد المشاهير، فلابد من عمل جلسات نفسية لزيادة الثقة بالنفس.
• التصالح مع النفس والتركيز على المزايا ونقاط القوة.