حوار: رضوى قطرى
يخطئ من يعتقد أن السلفيين تنظيم محلى، أو لا توجد له أهداف عالمية وأجندة ينفذها بخطة.
السلفيون مثل الإخوان، يخضعون لقيادة عالمية اسمها التنظيم الدولى للسلفيين، منتشرة فى كل أنحاء العالم، لهم محفظة مالية بالمليارات وخطط ينفذونها بالأوامر وقيادات تتحكم فى الأموال ويرسمون الخطط ويوجهون التنظيمات التابعة لهم سواء في مصر أو غيرها من الدول.
الشيخ نبيل نعيم عضو تنظيم الجهاد السابق يكشف فى هذا الحوار بالأسماء الدول وقيادات التنظيم السلفى على مستوى العالم، وتمويلاتهم والمسئولين عن محفظتهم المالية فى مصر ليفضح أدوار مشايخهم والتحولات البرجماتية في أفكارهم بتوجيهات من تنظيمهم الدولى.
ما حقيقة التنظيم الدولى للسلفيين؟
السلفيون نجحوا فى تأسيس كيان دولى مواز للتنظيم الدولى للإخوان، هذا الكيان يضم فى عضويته، أفرع الدعوة السلفية «الوهابية» فى الدول العربية والأجنبية، والهدف من إنشاء هذا التنظيم، أولًا: إدارة الموارد المالية للتنظيم الدولى للسلفيين، والتى يتولى إدارتها رأس التنظيم، وهو المرشد العالمى للسلفيين، ولابد أن يكون فى كل دولة هيكل تنظيمى يتلقى التمويلات، ويقوم بإنفاقها، سواء على إنشاء المراكز الإسلامية، والمساجد أو طبع الكتب، والمنشورات، وكذا الإنفاق على دعاتهم المتفرغين، مثل الشيخ محمد حسان، وياسر برهامى، وأبو إسحاق الحوينى فى مصر، ثم يقوم بإرسال النتائج لجهات التمويل لمراجعتها وإجازتها.
ثانيا: لنشر أفكار الدعوة السلفية على مستوى العالم، وهذه الدعوة لا تمت للسلف الصالح بأى صلة، فهى تختلف عن السلف الصالح فى المعتقد والمنهج، وفى أحكام فقهية متعددة، فالسلفيون يكفرون المجتمع كله، عن عقيدة، فكل ما عدا السلفى كافر، وهم لا يتزوجون من خارج جماعتهم، لأنهم يرون غيرهم كفاراً، وهذه هى الحقيقة التى لا يعلنونها، وقوله (صلى الله عليه وسلم) «من قال لا إله إلا الله فقد حرم ماله ودمه» فهم يقاتلون المجتمع كله لأنه غير السلفيين، وطالما لم يشهد بذلك فماله حلال أخذه بأى طريقة كانت، والتكفير أصلا لهذه الأغراض لاستباحة الدم فخر كبير فهم يكفرون ضباط الجيش، والشرطة، والقضاة.
وإذا رجعنا إلى الأصل فسنجد أن داعش فى الأساس سلفيون، وقد طرأت تغييرات على اللائحة الداخلية للتنظيم الدولى للسلفيين عقب ثورات الربيع العربى الآن قالوا لا حرج على المرأة أن تعمل فى العمل السياسى العام، ونجد «اتحاد الرشاد» اليمنى وهو أكثر السلفيين تشددا فى المنهج والمعتقد يقر ذلك، أيضا تنص اللائحة على أنه لا حرج على الدعوة السلفية فى قبول الآخر، أى قبول العلمانيين والليبراليين والديمقراطيين وذلك حتى ينخرطوا فى العمل السياسى.
والسبب فى هذا التغيير الذى طرأ على النهج أن لديهم أوامر باجتياح البرلمانات فى الدول التى حدث فيها الربيع العربى، فالتغيير فقط لتغيير الظرف، بمبدأ الضرورات تبيح المحظورات فسيد غباشي، الذى يعد شيخ كل من ياسر برهامى، ويونس مخيون ألف كتابًا كان بعنوان «القول السديد أن دخول مجلس الشعب مناف للتوحيد».
ما الهيكل التنظيمى للسلفيين على مستوى العالم؟
بالنسبة لفرع التنظيم الدولى للسلفيين فى مصر، فيعتبر رأس التنظيم، وشيخه، رجل يدعى «عبدالرحمن عبدالخالق» وهو مقيم فى دولة الكويت منذ نحو ٤٠ سنة، ويندرج تحته كل السلفيين فى مصر، محمود لطفى عامر، ومحمود المصرى، وأبو إسحاق الحوينى، ومحمد حسان، وياسر برهامى، ويونس مخيون، ومحمد إسماعيل المقدم، فهو إمامهم وشيخهم، ودائما ما يحجون إليه، ويلتقون به، كل عام، ويتلقى هذا الفرع من التنظيم الدولى التمويل من «جمعية الفرقان» بالكويت، ويصلهم من خلال المؤسسات الخيرية التى ينشئونها، كجمعية الدعوة السلفية بالإسكندرية. والمساجد، والعيادات الخاصة، والإعانات التى تقدم للفقراء، ويصل التمويل للدعوة السلفية فى مصر، أحيانًا من خلال هيئة الإغاثة، ويعد الشيخ ياسر برهامى رجل التنظيم القوى فى مصر، وهو الذى يمتلك محفظة التنظيم الدولى بمصر، ويبلغ إجمالى التمويل الذى يصل إليه من التنظيم الدولى للسلفيين «مليار» دولار سنويا، بعد زيادة قيمة التمويل الخاصة، بفرع التنظيم بمصر، وذلك عقب اتجاههم للعمل بالسياسة، وتأسيس حزب النور، وشراء العديد من المقرات الحزبية، والاتفاق على الدعاية الانتخابية، فى الانتخابات البرلمانية، وفى عام ٢٠١٢ وتوزيع السكر والزيت على الناخبين مثل الإخوان، وأيضا الانفاق على الكوادر الحزبية، واللجان المتفرغة، للعمل الحزبى، والتى تتولى الإنفاق على الفقراء فى الأحياء والقرى على مستوى الجمهورية.
وما المانع طالما أنها تنفق فى العلن؟
مخاطر التنظيمات السلفية على مصر، هى أن هذه التنظيمات تتحول بين عشية وضحاها إلى جماعات مسلحة تحمل السلاح، لأن أصل فكرها هو الفكر التكفيرى، فهى تكفر المخالفين، وهذا الأمر يحدث فى حالتين: الحالة الأولى، انهيار الدولة أو ضعف الحكومة، وبالتالى تظهر الجماعات المسلحة، مثلما ما حدث فى الصومال، وليبيا، والجزائر، فالسلفيون فى مصر ينتظرون ضعف الدولة، وسيتحول ياسر برهامى إلى عبدالحكيم بلحاج ويونس مخيون إلى على الصلابى فى ليبيا وإن لم يكن أخطر وذلك لأن أعدادهم فى مصر أكبر، فالسلفيون لو تم تسليحهم سيكونون أخطر على مصر، من التنظيم الدولى للإخوان، وسيعتبرون أن الدولة عندما تحاربهم، تحارب الإسلام، وهم يحاربون عن الإسلام، فالجميع كافر فى رأى السلفيين. أما الإخوان فجزء منهم وهم القطبيون يكفرون المجتمع، أما الجزء الآخر فيقاتل المجتمع المصرى لأنه مؤيد لما يدعون أنه انقلاب أما داعش السلفيين فهم فى الأساس سلفيون.
فمعظم الشباب الذين سافروا إلى سوريا من مصر، قام بتجنيدهم بعض الشيوخ السلفيين أثناء بعض الدروس فى العلوم الشرعية على المذهب الوهابى، وذلك إما عن مسجد اسمه، عائشة أم المؤمنين فى الظاهر، فكل الطلبة الذين تم إلقاء القبض عليهم من الصين والشيشان وكزاخستان تربية هذا المسجد منذ ١٠ سنوات، ويتم وضع برامج محددة لهم، ولهم أماكن إقامة داخل المسجد، وهناك “٦” مساجد سلفية أخرى على مستوى القاهرة، يتم استقطاب الشباب بها وإرسالهم للقتال فى سوريا مع داعش.
أما الحالة الثانية: أن يكون الاستعمار الذى يحرك هذه الجماعات السلفية، والممول لها، أصبح له أغراض أخرى فى إسقاط النظام، فيبدأ فى دعمها، بهدف إسقاط النظام فى هذه الدول، كما حدث فى سوريا على مدار الـ٦ سنوات الماضية، فهذه الجماعات السلفية هى أصل الجماعات التكفيرية على مستوى العالم، وهى مدعومة بقوة مالية مهولة وضخمة، فعلاقة السلفية الوهابية بالصهيونية العالمية علاقة «التوأم».
وماذا عن باقى الهيكل التنظيمى للسلفيين على مستوى الدول العربية أولًا؟
التنظيم الدولى للسلفيين فرع السودان، وهذا هو الخطر الأعظم الذى يحيق بمصر، حيث إن الجماعات السلفية تنتشر انتشار النار فى الهشيم، وكانت السودان قبل ذلك معقلًا للجماعات الصوفية وعلى رأس التنظيمات فى السودان رجل يدعى «محيى الدين طه» و«مزمل الفقيرى» و«المغامسى» والدعوة السلفية أصبحت شبه مسيطرة على المدارس الثانوية فى الخرطوم، ومخترقة أيضا للجامعة وكذا الجيش والشرطة وطابور الصباح يبدأ بكلمة للسلفية الوهابية هناك، والحكومة السودانية تدعم هذا الاتجاه، وهناك صراع بين الصوفية، وهى الأصل فى السودان، وبين السلفيين، ومعقلهم العاصمة الخرطوم، وبور سودان ويتلقون التمويل من جمعية «الكرامة» القطرية، والتى يشرف عليها «عبدالرحمن النعيمى» وهم ينفقون على الجماعات السلفية فى السودان بحجة أنهم يحاربون الفكر الشيعى الذى ينتشر هناك ولكن الحقيقة أنهم يحاربون الفكر الصوفى والأزهرى فى السودان.
أما اليمن وهى تشكل أيضا خطورة على الأمن القومى المصرى فهناك “٤” جماعات سلفية قوية جدًا، أسسوا ما يسمى «باتحاد الرشاد» وهذا تنظيم قوى، ولن يتم رسم سياسة اليمن فى المستقبل إلا بالتعاون مع هذا الاتحاد وغير ذلك معناه عدم إنهاء مشاكل اليمن الحالية، وهذا الاتحاد يضم كافة التنظيمات السلفية هناك، بما فيها تنظيم القاعدة، ويقوده «عبدالوهاب الحمقانى» وهذا الرجل علاقته قوية جدًا بقطر، ويتلقى التمويل من بعض الجمعيات الداعمة فى الخلية مثل جماعة الفرقان، وهيئة الإغاثة، ورابطة العالم الإسلامى وهذا التجمع السلفى فى اليمن، يعتبر أقوى التجمعات الشعبية هناك، وهم مخترقون، كافة الأجهزة فى اليمن، وهم أقوى من الحوثيين إن وجدوا التسليح، وأنا متأكد أنه إذا لم تنته أزمة اليمن خلال عام سيتم تسليحهم وسيكون ذلك من أجل القضاء على الحوثيين فى اليمن، وقد يتم الاتحاد بين كافة التنظيمات السلفية فى اليمن، بتعليمات من التنظيم الدولى للسلفيين، ولكى يتم توحيدهم فى بوتقة واحدة، استغرق وقتًا طويلًا.
أما التنظيم الدولى للسلفيين فرع ليبيا، فيرأسه «عبد الحكيم بلحاج» وعلى الصلابى، وأبو يحيى الليبى، ومحمد الدروبيكى، وعبد الرؤوف كاره، وشعبان هدية، والشهير بأبو عبيدة الليبى، وكان مقبوضًا عليه فى مصر بواسطة السلطات المصرية، وقد ساهمت فى الإفراج عنه، وسامى الساعدى، وهؤلاء أبرز القيادات فى ليبيا، والجماعات السلفية فى ليبيا منتشرة، كان معقلهم فى مدينة بنى غازى ودرنة، قبل تحريرهما، وعلى الحدود المصرية جماعة أنصار الشريعة، وجماعة أبو مسلم، ودرع ليبيا، وجماعة ١٧ فبراير، وهذه الدول التى بها أخطار التنظيمات السلفية المسلحة، ستؤثر على مصر مستقبلًا، وإن كانت الجماعات السلفية فى ليبيا يسهل هزيمتها لأنها فى معظمها من خارج ليبيا، فهم من الجزائر والمغرب، وموريتانيا، وتشاد ومالى، ومصر، وسلفيو ليبيا حملوا السلاح منذ عهد القذافى والدعوة السلفية فى الجزائر عندما حملوا السلاح أطلقوا على أنفسهم السلفية الجهادية، وفى ليبيا كانوا أيام القذافى اسمهم الجماعة المجاهدة، وأنصار الشريعة ثم أصبحوا الآن داعش ليبيا، وعندما كانوا تحت اسم أنصار الشريعة كانوا تابعين لتنظيم القاعدة، ثم عندما انفصلوا بايعوا داعش، ويتم تمويل السلفيين فى ليبيا من خلال قطر وتركيا، قولًا واحدًا.
وماذا عن سائر أفرع التنظيم فى الدول العربية؟
فرع التنظيم الدولى للسلفيين فى لبنان فالتنظيمات السلفية منتشرة فى لبنان، ولكنها ضعيفة بالمقارنة بكافة الطوائف الموجودة هناك، فكلها مسلحة ولذلك فالسلفيه أضعف الميليشيات الموجودة فى لبنان ويقود التنظيم رجل يدعى «أحمد الأمير» و«فضل شاكر» وقد دخلوا فى معارك مع الجيش اللبنانى، وتمولهم أيضًا هيئة الإغاثة، وجمعية «الكرامة» فى قطر، وهو أقل بكثير، ولا يقارن بالتمويل الذى تحصل عليه «حزب الله» من إيران، وكذا «الموارنة»، لأنهم يحصلون على تمويل دول أجنبية.
أما فرع التنظيم الدولى للسلفيين بفلسطين والأردن، فيرأسه رجل يدعى «أكرم زادة» وهو المرشد العام للتنظيمات السلفية، هناك وهو مقيم بالأردن، بالعاصمة عمان، وهو من تلاميذ الألبانى تتلمذ على يده مباشرة، وهو الذى يشرف على التنظيم فى فلسطين والأردن ويعلنون أنهم لا علاقة لهم بالعمل السياسى وكذا العمل المسلح، ومن أبرز قيادات التنظيم «أسامة النميبى» مقيم فى غزة، و«أكرم أبو ستة» مقيم فى الضفة.
أما التنظيم الدولى فرع الجزائر وأبرز قيادته على بن تتوانى و«حسان خطاب»، و«سعد البويك»، و«عز الدين يوسف» و«على بن حاج».
وماذا عن أفرع التنظيم فى الدول الأجنبية؟
أولًا: فرع التنظيم الدولى للسلفيين فرع باكستان، وهم من أخطر الجماعات السلفية المنتشرة فى العالم، وهى تسمى «جمعية أهل الحديث» بقيادة «على أبو تراب» و»الهادى الأمين»، وهذه الجماعة تقوم بنشر الفكر السلفى الوهابى، وتنتشر انتشارًا كبيرًا فى باكستان ولها أتباع كثر، ومعقلها، فى مدينة كراتشى، وإسلام أباد، وبشاور، والمناطق المزدحمة بالسكان.
ثانيًا: فرع التنظيم فى الهند يرأسه رجلان، «أبو بكر أحمد» و«أرشد مدنى»، وقد أسسا «الجامعة السلفية» فى الهند، وهى تدرس العلوم الشرعية الوهابية مثل جامعة أم القرى فى السعودية، وليس المذهب الأشعرى، وتمنح درجة الماجستير فى العلوم الشرعية، وتعمل على نشر الفكر السلفى الوهابى فى الهند والدول المحيطة بها.
ثالثًا: فرع التنظيم فى بلجيكا ويرأسه «خالد إبراهيم البكراوى» و«نعيم شعراوى» و«عبد الحميد عواد»، وحسن الحسكى.
رابعًا: فرع التنظيم الدولى للسلفيين بأفغانستان، ويقوده «هبة الله اجندة زاده» و«يعقوب الملا عمر» و«أختر منصور».
خامسًا: فرع التنظيم بفرنسا يرأسه «محمد بوبكر موسى» من نيجيريا و«محمد مول» من غانا وهما مسئولان عن مساجد فى فرنسا، يقومان من خلالها بنشر الفكر السلفى الوهابى.
سادسًا: فرع التنظيم بألمانيا: يقوده «أحمد طاهر مؤمن» من الصومال، «عزيز ايتام» من أذربيجان، وصلاح فارس» من مصر.
سابعًا: فرع التنظيم فى هولندا يقوده رجلان هما «على حسين» من العراق، و«عبدالرحمن قادر» من ليبيا.