الأربعاء 22 يناير 2025

فن

نسمة يوسف إدريس: خالد يوسف اختار «سره الباتع» من عشرين سنة

  • 8-3-2023 | 15:25

نسمة يوسف إدريس والمخرج مجدي أحمد علي

طباعة
  • حسن أحمد

مخرجون وكتاب في مهرجان أسوان..  المرأة  كانت البطلة دائما في أعمال يوسف إدريس والسينما ظلمتها

عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول المرأة في سينما يوسف إدريس، أدارتها المخرجة ماجي مرجان المستشار الفني للمهرجان، وشارك فيها المخرج الكبير مجدي أحمد علي والكاتبة نسمة يوسف إدريس، أستاذ المسرح في الجامعة الأمريكية ، والكاتب والقاص أحمد أبو خنيجر ،

وقالت ماجي مرجان، إن الأفلام التي نقلت أدب يوسف إدريس بعضها علامات مهمة في السينما ولكن كيف كانت صورة المرأة في أعماله وكيف عكستها السينما ، ومنها أفلام (الحرام) من إخراج هنري بركات ، وبطولة الراحلة فاتن حمامة، و(لا وقت للحب) إخراج صلاح أبو سيف، والنداهة من إخراج حسين كمال ، و (قاع المدينة) إخراج حسام الدين مصطفى،

جانب من الندوة

في البداية قالت نسمة يوسف إدريس، إنه كان يحب أن تصل أعماله للسينما لكنه كان يتدخل في السيناريو، يرى أن المخرجين يجدون صعوبة في توصيل إحساسه عبر السينما، وأوضحت أن علاقته بالمرأة كانت ملتبسة حتى أنجبها، فكان لديه ولدان قبلها لكنه كان مُصراً على إنجاب بنت، وبدأ ينظر للمرأة نظرة مختلفة تماماً، وأصبحت أكثر عمقاً وهي ظاهرة كثيرا في أعماله، وإحساسه بالمرأة كان عالياً جداً، وفيلم (الحرام) عُرض في أمريكا في السبعينيات، والسيدات خرجن من السينما يبكين، و(النداهة) أيضا الذي وصف المرأة القادمة من الريف وتسعى للتطور والتحرر، وتحرر الأمر في فيلم على (ورق سوليفان) وناقش علاقة الرجل بالمرأة، وكيف تحترم المرأة زوجها وتغيرت وجهة نظرها فيه بعدما شاهدته في مجال عمله وشددت علي أنه أقرب  الأفلام لقلبها ، فالفيلم ناقش مدى القرب والألفة بين الزوج والزوجة وما يؤدي إليه من غياب الشغف .

وقالت نسمة.. ربما كانت علاقته بوالدتي هي الأكثر تأثيرا في حياته وليس فقط في أدبه، فقد كانت أمي تعامله كطفل ، وكانت ترعاه  وكان يقول دائما لولاها لما عشت أصلا وليس فقط لما كتبت.

وقال المخرج مجدي أحمد علي..  إن يوسف إدريس، ممن بنوا شخصيتي، ففي شبابنا كان مهماً جداً أن نقرأ نجيب محفوظ و يوسف إدريس، وكنت قد بدأت بـ يوسف إدريس، حتى أنني أصبحت أقرأ محفوظ، بعين يوسف إدريس،  لم تكن القصة القصيرة مشهورة في وقتها، إصرار نجيب محفوظ، على كتابة الحوار بالفصحى كان أمراً معقداً جداً، المعلم في المقهى ورئيس مجلس الإدارة يتحدثان بلغة واحدة، لكن يوسف إدريس، خرج من هذا المأزق، أتذكر أن إبراهيم أصلان، قال إن الحوار لا يعبر عن الشخصية بل إنه هو الشخصية.

وأضاف مجدي أحمد علي، أنهم حتى اليوم يعتبرون أن القصة القصيرة رواية مختصرة التعبير عن لمحة زمنية أو نفسية فهذا ما رسخه يوسف إدريس، في صفحة واحدة ، فيها براعة الاستهلال وفيها الدراما وفيها الحوار وفيها كل شيء بنسب متفاوتة، القصة القصيرة اذا حاولت أن تعمل بها فيلم طويل تفقد معناها.

أتذكر في إحدى المسرحيات كنت حاضراً وانزعج جدا من العرض، وأوقفه وتعارك مع المخرج رغم أنه كان مخرجا كبيرا.

وأضاف مجدي: القصة عند يوسف إدريس عبقرية ويستحق في رأيي جائزة أكبر حتى من نوبل ، فقد علمنا عبقرية الاختصار، وتجسيد مشاعر الشخصية بأقل الكلمات وتجسيدها بالانفعال، نادرا عندما يعبر بالحوار ففي فيلم النداهة أري أن المشهد الافتتاحي مذهل -مات حامد ، بالضبط مات - بعد ذلك تعرف أنه اكتشف خيانة زوجته، وأري أن ما قدم من أفلام يوسف إدريس أقل بكثير من أعمال يوسف إدريس، وأتذكر في إحدى المسرحيات كنت حاضرا وانزعج جدا من العرض، وأوقفه وتعارك مع المخرج رغم أنه كان مخرجا كبيرا.

واستكمل مجدي الحديث قائلًا.. إن إدريس، في النداهة عبر عن قدرة المدينة على سحب أرواح الناس فحين عملت خادمة أصبحت تذهب إلى الجامعة وأصبحت أفضل، هذا عكس ما أراد أن يقوله، أنت تكتب ولكن من الذي ينقل أفكارك إلى الشاشة ، معظم الناس لم تقرأ نجيب محفوظ، ولكن تتذكر الأفلام المأخوذة عن رواياته فمثلا قصة (لي لى) في غاية الجمال لكن اللقطة الأخيرة هي المركزية ، حين يترك الشيخ الناس سجودا ويستسلم للغواية، وللأسف في السينما أحيانا المخرج والسيناريست يكونون ليسوا على قدر الكتابة ، هيكل، محفوظ، يحيى حقي، ويوسف إدريس هم من المظلومين في عالم الدراما.

وقال الكاتب الروائي والقاص أحمد أبو خنيجر،  إن القضية تكمن في من يتصدى للعمل وخاصة كاتب السيناريو أو من يحولها لمسرح، وأري أن يوسف إدريس، كاتب مركب يعمل على القصة القصيرة والتفاصيل فيها محدودة ومركزة، فهو يعمل على المفاهيم ، مفهوم الحرام ما هو.. هل الحرام أن البطلة ذهبت لتأخذ بطاطا من حقل شخص آخر دون إذن، أم أن الحرام هو مرض زوجها أم أنها وقعت في الخطيئة أم أنها قتلت ابنها أم الظروف الصعبة التي نشأت بها وعاشتها.

وأضاف أبوخنيجر.. النداهة وحادثة شرف قصص قصيرة، كيف ناقشها حسام الدين مصطفى، حول القصة إلى أكشن، كيف تحول قصة قصيرة إلى فيلم روائي طويل، و أشار أبو خنيجر  إلى أن التعامل مع الأفكار نفسها يتطلب مسافة بين الكاتب وكتاباته.

وقالت د/عزة كامل، نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان..  النقطة المهمة في أعمال يوسف إدريس، أنه كان الأكثر قـُدرة على رسم الأجواء الاجتماعية، فكان يقدم لنا العوالم المصرية بطريقة تجعلنا نتخيلها سينمائيا، كيف للضعيف أن يجلد الضعيف، كيف تكون ناس ضحية للجهل والمرض، هو كان كاريزما كبيرة جداً وكان حريصا على التأكد من أن رؤيته ستقدم بشكل ملائم فمن حق المخرج أن تكون له رؤية، ولكن  بما  لا يجور على النص الأصلي أو محتوى القصة.

وقالت الفنانة/ سلوى محمد علي.. القصة الجيدة لا تصنع فيلما جيداً، القصة الرديئة قد تصنع فيلما جيداً. لفت نظرنا إلى جوانب كثيرة فيما رأيناه في (على ورق سوليفان) العلاقة الزوجية حين تفقد الشغف، وأشارت إلى الأعمال المهمة التي قدمت عن أدب يوسف إدريس، وقدرة المخرجين على تقديمها بالشكل الملائم .

كما أشارت سلوى، إلى انه كان من أوائل الكتاب الذين نقلوا التجربة البريشتية في المسرح في الفرافير، الاطار التسجيلي ، وحتى اليوم مازالت تلك المسرحية علامة في المسرح.

وعن التوقعات حول التناول الجديد لأعماله خاصة مسلسل "سره الباتع"  الذي حصل علي حقوق تقديمه المخرج خالد يوسف، من قصة ليوسف إدريس، قالت نسمة، إن خالد يوسف، مهووس بهذه القصة منذ عشرين سنة واشتراها منا ثلاث مرات، عاد بهذه القصة للعمل وهو متحمس لها جدا وانا ممتنة لأي انتشار لأعمال يوسف إدريس، وأتمنى أن يكون العمل جيداً.

الاكثر قراءة