الخميس 2 مايو 2024

بيرم التونسى وأم كلثوم.. حبيبى يسعد أوقاته

محمد دياب

فن9-3-2023 | 16:49

محمد دياب

لحن زكريا أحمد "القلب يعشق كل جميل" غير أن اللحن لم يرق لأم كلثوم فرفضته ليسجله الشيخ زكريا بصوته لحساب إحدى الإذاعات الأجنبية
نظرت ام كلثوم إلى بيرم على أنه الشاعر الذي استطاع بقلمه أن يجعل أى موضوع صعب يلين ويتحول إلى فكرة مليئة بكلام القلب يرقص له
كثيرا ما كان الحديث بين فنان الشعب وسيده الغناء العربى يصل إلى درجة التراشق بالعبارات خفيفة الظل التي يتقبلها كل طرف من الآخر وهو غارق فى الضحك
بعد تصالح أم كلثوم وزكريا أحمد كانت الأغنية الخالدة التى توج بها الثلاثى بيرم وزكريا وأم كلثوم هذا التصالح في منولوج "هو صحيح الهوى غلاب"  الذى صاغه زكريا جميعه  في مقام الصبا.

فيما كانت أم كلثوم تستريح بعد وصلتها الثانية من حفل ليلة الخميس يوم الخامس من يناير 1961 دخل عليها الموسيقار محمد القصبجى غرفتها ليقول لها جملة واحدة كانت كفيلة بإصابتها بالوجوم :" بيرم مات ياثومة" وانسالت الدموع من عينيها، ليلتها بدلت الأغنية التى كانت قررت أن تقدمها في وصلتها الثالثة " يا ظالمنى" بأغنية "الحب كده" التي كتبها بيرم ولحنها السنباطي، وبينما كان جثمانه مازال مسجا على سريره في غرفته، كان صوت ثومة يصدح بأغنيته العذبة، ليسمعها الملايين عبر أثير الإذاعة "وبعد الليل يجينا النور وبعد الغيم ربيع وزهور" لتتحول إلى مرثيه لشاعر عاش في الوجدان ولازال.

37 أغنية كتبها بيرم التونسى لأم كلثوم على مدى عشرين عاما منذ العام 1941 وحتى وفاته في عام 1961  ثم عادت وغنت له بعد رحيله بعشرة أعوام أغنية واحدة هي "القلب يعشق كل جميل" من ألحان رياض السنباطى وهي أغنية صوفية كان كتبها بيرم فى الأربعينيات بعد آدائه لفريضة الحج، ولحنها زكريا أحمد لتغنيها أم كلثوم غير أن اللحن لم يروق لها فرفضته وسجله الشيخ زكريا بصوته لحساب إحدى الإذاعات الأجنبية، وكانت أم كلثوم محقة في حكمها على اللحن فلحن السنباطي للكلمات أجمل من لحن الشيخ زكريا. من بين هذه الأعمال هناك سبع أغنيات فقدت تسجيلاتها للأسف.

ولكن كيف تعرفت أم كلثوم على الزجال بيرم؟ شاعر العامية الذى قال عنه أمير شعراء الفصحى أحمد شوقى: "إننى لا  أخشى على اللغة الفصحى من شىء إلا من بيرم "!

تقول أم كلثوم في حوار لها مع الدكتور فكرى صالح أنها كانت تسمع عن بيرم التونسى وشعره  الذي كانوا يسمونه زجلا وقرأت له بعض أشعاره المنشورة في الصحف  في اواخر الثلاثينيات، وأنها طلبت من الموسيقار زكريا أحمد بحكم صداقته به أن يعرفها عليه وبالفعل تم التعارف في نهاية عام 1940  وطلبت منه أن يكتب لها خصيصا مجموعة أغنيات على أن يلحنها الشيخ زكريا أحمد.

ويؤكد الكاتب كمال سعد  صديق الشاعر في كتابه "أم كلثوم وزكريا أحمد أمام القضاء "على الواقعة نفسها، إذ  يقول :" إن ام كلثوم لم تقرر أن لم تقابل بيرم التونسي وجها لوجه إلا في نهايه عام 1940 كان بيرم قد عاد إلى مصر متسللا بعد سنوات المنفى في 18 أبريل 1938 وظل مختفيا حتى صدر قرار العفو عنه، وأن أول تعاون جمع بينها وبين بيرم كان في أغنية "أنا وأنت وأنت وأنا"  التي خرجت إلى النور في عام 1941  تلتها أغنية " الأحبه  إتنين إتنين وأنت يا قلبي حبيبك فين"  ثم أغنية  أخرى بعنوان " إيه أسمي الحب أنا ما أعرفشى" وأغنية " اكتب لي اكتب لي كتير" وكرت المسبحة بأغنيات "أنا ليه اتجاسر وأعاتبك" و "إيه أسمي الحب" و"يا قلبي ياما تميل بنظره" و "البدر أهه نور" والأغانى هذه جميعها من ألحان زكريا أحمد وجميعها بكل أسف تسجلاته مفقودة!.

لماذا لجأت أم كلثوم إلى شعر بيرم؟

يحلو للبعض وضع تفسيرات نمطية عن لجوء أم كلثوم الي شعر بيرم بعد نحو عقدين كان للشاعر أحمد رامي فيها الغلبة، طبيعي أن يحدث ذلك فقد دخلت معه أم كلثوم منذ العام 1924 في تجربة ومشروع كان الهدف منه الرقى بمستوى الشعر الغنائى، بعد سنوات الحرب العالمية الأولى وما تلاها من شيوع للأغاني الخليعة الماجنة، بل ويحلو لهؤلاء تخصيص حقبة الأربعينيات لشعر بيرم وحده مع أنه فعليا لم يحدث أن انصرفت أم كلثوم مطلقا عن شعر رامى منذ عرفته وحتى رحيلها، وأن أم كلثوم انتقلت بشعر بيرم من المرحلة الرومانسية مع رامى التي أفلت بنشوب الحرب العالمية الثانية  إلى مرحلة الشعر الشعبي الحسي مع بيرم، حسب الكاتبة الأمريكية فرجينيا دا نيلسون، وكأن شعر بيرم الغنائى لأم كلثوم لم يكن رومانسيا.

تورد الدكتورة نعمات أحمد فؤاد تفسيرا للجوء أم كلثوم إلى أشعار بيرم  في كتابها "أم كلثوم وعصر من الفن"  حيث تقول : "في الحرب العالمية الثانية عندما اثرت الطبقة الشعبية من التجارة والتوريد وتطلعت هذه الطبقة بحكم الثراء إلى حفلات أم كلثوم التقطت الظاهرة بالذكاء والتمست لأغانيها الكلمات الشعبية والروح الشعبية لترضي جمهورها الجديد، في تلك الفترة ومن هنا أقبلت على بيرم التونسى فارس هذا الميدان، والدارس يسترعى انتباهه أن الفترة من 1942 حتى 1950 أى سنوات الحرب العالمية وما تلاها عمرت بأغاني بيرم ومعظمها حظي بشهرة واسعة وما زال يتردد إلى اليوم، وبالطبع لحن هذه الأغانى كلها زكريا أحمد الذى كاد أن يكون مع بيرم ثنائيا فنيا آخر".

في الوقت الذى لن نستطيع فيه الحكم على الأعمال التي ذكرناها وفقدت تسجيلاتها، فإن ما بقى من أغنيات حفظتها لنا شرائط ماركونى النحاسية التي كانت تستخدمها الإذاعة في أربعينيات القرن العشرين، كان غاية في الروعة، ونذكرها هنا وجميعها من ألحان زكريا أحمد، وهي : "أهل الهوى يا ليل فاتوا مضاجعهم " و "الأوله فى الغرام"  "حلم" و "أنا فى انتظارك"  و"الآهات" التي تعد بمثابة  جوهرة التاج فيما قدمه  بيرم و زكريا لأم كلثوم، والتي حذر الشاعر كامل الشناوى أم كلثوم  من أن تغنيها بعد أن أخذت مشورته، بقوله :"اوعى ياثومة تغنى الأغنية دى هتخليكى في نظر الناس ندابه"  ويقصد بذلك الأبيات التي تقول فيها :"آه ياللى عمرت وأخليت آه ياللى أسست وهديت"، غير أن بيرم وزكريا  تمكنا لحسن الحظ من إقناع أم كلثوم بأن هذه اغنية رائعة وستلقى نجاحا كبيرا عند الجمهور وقد كسب رهانهما.

وتحكى أم كلثوم عن واقعة مهمة وفارقة تخص أغنية "الاوله فى الغرام" تقول :" في سنه 1944 توفي ابن زكريا أحمد ورحت أعزيه، وكان في حاله حزن شديد ما يعلم بها غير ربنا، وبمجرد رجوعى للمنزل طلبت أشوف بيرم فقالوا لى إنه في إسكندرية، فأرسلت له رسالة سريعة وطلبت منه يكتب شعر زجل بطريقته بمناسبة وفاه ابن زكريا، رجع بيرم من الإسكندرية وفي أيده ورقة مكتوب فيها شعر أغنية "الأولى في الغرام" وذهبنا معا الي زكريا وكان ما يزال يعانى من صدمة فقد ابنه ولا يريد أن يتحدث، بدأ بيرم يقرأ كلمات الشعر ولما وصل إلى البيت الذي يقول: "حطيت على القلب إيدي وأنا بودع وحيدي / وأقول يا عيني إسعفيني وبالدمع جودي ياعين" هنا إنهار زكريا أحمد في البكاء وبكيت أنا وبيرم معه، ثم أمسك بعود وبدأ في تلحين الأغنية، وأظن في خلال ثلاثه أيام أتم اللحن، وقدرنا نحول طاقه حزنه الشديد، إلى طاقه إيجابية وهو شعر أنه عبر عن ألمه بإحياء ذكرى ابنه عن طريق هذه الأغنية التي أسعدت الجمهور".

يتبقى ثلاثة أعمال أخرى جمعت الثنائى بيرم وزكريا مع أم كلثوم في حقبة الأربعينيات وتعد من أغانى الحفلات الطربية، قدمت جميعها خصيصا للملك فاروق في عيدى ميلاده وجلوسه على العرش، وهي:  "يا مليكي الحسن سجد لك" و "في آوان الورد إبتدى حبى" وكلاهما يعد من مفقودات تسجيلات أم كلثوم، والثالثة هي أغنية  "حبيبي يسعد أوقاته" التي يعتقد الكثيرون أنها أغنية عاطفية أدخلت عليها أم كلثوم لاحقا بعض الكلمات لتجامل الملك فاروق عندما دخل الي حفلها في النادى الأهلى عام 1944 فجأة، ومنحها ليلتها نيشان الكمال ولقب صاحبة العصمة، في حين أن الأغنية في الأصل قدمت للملك فاروق في عيد ميلاده وكانت تحمل عنوان "يامليكي" فى الأغنيات الثلاث كان بيرم يمزج فيهم ما بين الأغنية العاطفية وأغنية المناسبة التي تمتدح الملك في عيده، فكانت الأغنية تبدأ بمذهب كلماته عاطفية وكذلك في غصنها "الكوليه" الأول وفي الغصن الثانى تأتي الكلمات التي تخص الملك واضحة وجلية، واستطاعت أم كلثوم مثلا فى "حبيبي يسعد أوقاته "  أن تخرج بها من طابعها الملكى وتجعلها عاطفية باستبدال جملة " والليلة عيد عالدنيا سعيد عز وتمجيد لك مليكي" ب " الليلة عيد عالدنيا سعيد وإنت حبيبي".

مداعبات بيرم لأم كلثوم

كان بيرم في نظر أم كلثوم هو الشاعر الذى استطاع بقلمه أن يجعل أى موضوع صعب يلين ويتحول إلى فكرة مليئة بكلام القلب يرقص له، حسب ما يؤكد الكاتب كمال سعد في كتابه "أم كلثوم وزكريا أحمد أمام القضاء" ويضيف سعد :" كان لا يطيب لبيرم أن ينادى أم كلثوم إلا باسم الدلع "ثومة" وكانت هى تموت في مداعبته فإذا هل عليها بمشيته المتميزة التي يعرفها كل من عاصر بيرم فإنها لا تستقبله إلا بعبارة "وصلت يا فالح" وكان يتقبل منها بيرم هذه العبارة وغيرها عن طيب خاطر ودون أية مضايقه فقد تعود معها على هذا النوع من المزاح سواء أثناء اللقاءات الشخصية أو المكالمات التليفونية وكثيرا ما كان الحديث بين فنان الشعب وسيدة الغناء العربى يصل إلى درجة التراشق بالعبارات خفيفه الظل التى يتقبلها كل طرف من الآخر وهو غارق في الضحك وكانت أم كلثوم تصيح فيمن حولها إذا ما ضعفت حيلتها أمام سيل الرماية بالألفاظ الذي يتدفق على لسان بيرم "ابعدوا عني الراجل المشاغب ده بتاع القرع السلطانى".

وعقب عودة أم كلثوم من رحلتها للعلاج خارج مصرعام 1949، استقبلها بيرم بقصيدة خفيفة الظل داعبها فيها قائلا :"يا مرفهة عن جميع الناس وتعبانى / وفي حاره السد والسيده فضحاني / يقولوا آدي مؤلف دور يا هجرانى / الناس بتجينى على صوتك ونعم الصيت / قالوا عليه بطاقه ولا كارت فيزيت / يفتح رموز الكنوز ويسخر العفاريت / ويوظف الخيبانين ويبرأ الجاني /هجمت علي الجيران ما بين نسا ورجال/ يكلفوني ياثومة كل أمر محال / ينقضي ياسمع الشتم والتأليس بوداني / أشرب أنا كل ده وأجري أهنيكي / وأحتفل برضه ويا اللي إحتفل بيكي / وإسال الله من قلبي يخليكي/ ولا يحوجك للأطباء والسفر تاني".

بيرم وأم كلثوم فى السينما

في بداية عام 1942 وعند عرض فيلم "عايدة" للمخرج أحمد بدرخان لاحظت أم كلثوم الملل الذى أصيب الجمهور بسبب طول زمن عرض أوبرا "عايدة" بعد تمصريها فى الفيلم وتقديمها في فصلين، فقامت بحذف الفصل الأول من الأوبرا أو الأوبريت وأضافت للفيلم ديالوج غنائى كتبه لها بيرم ولحنه الشيخ زكريا ليكون أول تعاون فى السينما بين بيرم وثومة، وهو ديالوج "إحنا إحنا وحدنا" الذى غنته أم كلثوم بمشاركة المطرب إبراهيم حمودة، ويعد الديالوج الغنائى الوحيد فى مسيرة أم كلثوم، وينسب هذا الديالوج على سبيل الخطأ، إلى الشاعر أحمد رامى نصا ولحنا إلى القصبجي وذلك لأن بيرم وزكريا لم يكن لهما أغنيات في الفيلم منذ البداية، وكانت تيترات الفيلم قد طبعت سلفا ولم يتم تغيرها بعد التعديل الذي أدخل على أغنيات الفيلم.

أما في فيلم سلامة الذى أخرجه توجو مزراحى وعرض فى عام 1945 فكان لبيرم نصيب الأسد، فقد تولى مهمة كتابة السيناريو والحوار للفيلم، ليس هذا وحسب بل أسندت إليه أم كلثوم مهمة كتابة جميع أغنيات الفيلم ما عدا واحدة فقط هى " قالوا أحب القس سلامة" التي كتبها على أحمد باكثير ولحنها رياض السنباطى.

يعود ذلك لتمكن بيرم من الكتابة باللهجة البدوية، فكتب ست أغنيات وضع ألحانها جميعا الشيخ زكريا أحمد هى : "عن العشاق"  "فى نورما حياك" "غني لي شوى"  "الفوازير قوللى ولا تخبيش يازين"  "برضاك يا خالقى" و أخيرا "عين يا عينى بالدمع وافينى"

في آخر أفلام أم كلثوم "فاطمة" الذي أخرجه أحمد بدرخان وعرض في عام 1947  توزع شعر بيرم على الثلاثة ملحنين الكبار فى مسيرة أم كلثوم لأول مرة، في خمس أغنيات فقام محمد القصبجي بتلحين أغنيتى "نورك يا ست" و "يا صباح الخير يا اللى" وقام السنباطى بتلحين أغنية "ظلمونى الناس ظلمونى" فيما انفرد الشيخ زكريا بتلحين أغنيتى "نصرة قوية"  و"لغه الزهور"  ومنحت ثومة لرامى والسنباطى في الفيلم نفسه أغنيتي "أصون كرامتى" و"هقابله بكرا".

من العاطفى إلى الوطنى

بعد الخلاف الذي نشب بين زكريا أحمد وأم كلثوم على حقوق مالية له في ذمتها وذمة الإذاعة المصرية حسب إدعائه، في بداية الخمسينيات ووصل إلى ساحات القضاء، انقطعت على إثره العلاقة الفنية بينهما فتوقف عن التلحين لها فى الفترة من 1947 وحتى 1960 أى طوال ثلاثة عشر عاما، قل تعاون أم كلثوم مع بيرم الذي شكل طوال حقبة الأربعينيات ثنائيا فنيا مع أم كلثوم على غرار الثنائي رامي والسنباطى، غنت أم كلثوم فقط خلال هذه الفترة أغنيتين عاطفيتين لبيرم لحنهما السنباطي هما  "شمس الأصيل"  في عام 1955 و"الحب كده" فى عام 1959، لكن هذه الفترة حفلت بمجموعة من الأغانى الوطنية، لم يكتب بيرم لأم كلثوم مثلها في حقبة الأربعينيات بلغت نحو سبع أغنيات قدمت في مناسبات وطنية مختلفة لحنها جميعا الموسيقار رياض السنباطي ماعدا واحدة فقط ، كانت أولها أغنية  "ياجمال يامثال الوطنية" التى كانت أول عمل تتغنى فيه أم كلثوم باسم جمال عبد الناصر، غنتها ابتهاجا بنجاة ناصر من حادث محاولة اغتياله في ميدان المنشية عام 1954 في مدينة الإسكندرية، تقول فيها :" ياجمال يامثال الوطنية / أجمل أعيادنا المصرية بنجاتك يوم المنشية ".

الأغنية نفسها عادت وغنتها بعد أن بدل بيرم في كلماتها، لتقدم فى الاحتفال برئاسة جمال عبد الناصر للجمهورية في عام 1956 لتصبح  :"ياجمال يامثال الوطنية / أجمل أعيادنا المصرية برياستك للجمهورية".

ثم عاد بيرم وكتب  بمناسبة انتخاب ناصر مجددا رئيسا للجمهورية العربية المتحدة، بعد قيام وحده مصر وسورية في عا م 1958  أغنية : "بعد الصبر ماطال نهض الشرق وقال / حققنا الآمال برياستك ياجمال" .

في العام 1955 كتب بيرم وغنت أم كلثوم بمناسبة عيد ثورة يوليو أغنية "فرحه الوادى "أو "ياسلام على عيدنا ياسلام" وبعد هزيمة العدوان الثلاثى على مصر  في عام 1956 كتب لها بيرم  "صوت السلام هو اللى ساد واللى حكم" .

وبعد عودته العام 1958 من زيارة للاتحاد السوفيتي عقب حضوره مؤتمر دول عدم الانحياذ فى بريونى في يوغوسلافيا حضره الأقطاب الثلاثة ناصر ونهرو وتيتو، كتب بيرم لثومة  "بطل السلام عاد بسلامة "  ثم عادت وغنت له العام 1960 "بالسلام إحنا بدينا بالسلام" وذلك بعد خطابه التاريخى فى الأمم المتحدة في نيويورك ومناداته للسلام بين الأمم ووجه الدعوة إلى الرئيس الأمريكى أيزنهاور والزعيم الروسى خرتشوف للاجتماع فورا من أجل السلام وطالب بضم الصين إلى الأمم المتحدة، لحنها محمد الموجي وكتبها بيرم التونسى نهاية العام 1960 وليس العام 1963 كما ورد في موسوعة محمود كامل وإيزيس فتح الله عن أم كلثوم التى تعج بالأخطاء للأسف، وتنسب الموسوعة أيضا لحن الأغنية  إلى رياض السنباطي وليس الموجى.

في العام 1960 تصالحت أم كلثوم وزكريا أحمد في المحكمة بطلب من القاضى الذي كان ينظر في القضية، وكان ثمرة هذا التصالح الأغنية الخالدة التي عاد بها الثلاثي مجددا بيرم وزكريا وأم كلثوم في منولوج "هو صحيح الهوى غلاب"  الذى قدمته أم كلثوم في حفل ديسمبر من ذلك العام ، وصاغة زكريا جميعه في مقام الصبا، في الخامس من يناير  1961 رحل الشيخ زكريا أحمد وتبعه رفيقه الموسيقار زكريا أحمد في الشهر التالي من العام نفسه وتحديدا في الرابع عشر من فبراير، لتنطوى صفحة مشرقة من صفحات الغناء العربى.

Dr.Randa
Dr.Radwa