عائشة راتب محامية وسياسية مصرية، عملت أستاذة في القانون الدولي بجامعة القاهرة وهي أول سفيرة مصرية خاضت معارك قضائية دفاعا عن حق المرأة في الالتحاق بسلك القضاء، وبمناسبة أن اليوم 10 مارس هو يوم الاحتفال بالقاضيات ، وذلك بعد إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم بوصفه يوم الإحتفال بهن ، نستعرض معكم في السطور القادمة ملامح من  مسيرة حياتها و أهم ما قمت به من إنجازات.

ولدت عائشة راتب عام 1928 في القاهرة لأسرة متوسطة الطبقة و مهتمة بالتعليم، درست الحقوق وتخرجت من جامعة القاهرة عام 1949 ثم ذهبت لفترة قصيرة إلى باريس لمواصلة تعليمها ومن ثم تلقّت درجة الدكتوراه في القانون عام 1955.

تخرجت في كلية الحقوق وكانت ضمن العشرة الأوائل،  ثم قرأت في الصحف أن مجلس الدولة يطلب مندوبين مساعدين و قدمت عائشة راتب للحصول على منصب قاضية في مجلس الدولة (أعلى هيئة قضائية في مصر) ورُفضت لكونها أنثى، وقال رئيس الوزراء وقتها حسين سري باشا أن وجود قاضية امرأة في ذلك الحين «ضد تقاليد المجتمع» ، فقامت برفع دعوى ضد الحكومة لانتهاك حقوقها الدستورية، وتعتبر قضيتها هي الأولى من نوعها في مصر.

خاضت راتب معركة قضائية أمام مجلس الدولة (القضاء الإداري) للطعن على قرار رفض تعيينها فيه بداعي أنها امرأة وأن وجودها في المجلس يتعارض مع تقاليد المجتمع المصري، لتخوض راتب أول معركة قضائية دفاعا عن حق المرأة في الالتحاق بسلك القضاء، انتهت بإصدار الدكتور عبد الرزاق السنهوري، رئيس مجلس الدولة في ذلك الوقت، حكما يؤكد فيه عدم وجود مانع دستوري أو شرعي أو قانوني، يحول دون تعيين المرأة في سلك القضاء، ولكن الدولة هي التي تحدد الوقت المناسب الذي تصبح فيه المرأة قاضية.

ورغم خسارتها لهذه القضية واعتراف رئيس مجلس الدولة حينها عبد الرزاق السنهوري بأنها خسرت القضية لأسباب سياسية وثقافية وليس بناءً على القانون المصري أو الشريعة ، إلا أن ما قامت به وبعد رأي السنهوري المكتوب ، شجع نساء أخريات أن يحذوا حذوها على الرغم من أنه لم يتم تعيين أي قاضية امرأة حتى عام 2003 عندما عٌينت  المستشارة تهاني الجبالي كقاضية.