سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على الاتفاق الذي توصلت إليه كل من السعودية وإيران أمس باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين من خلال وساطة صينية بعد قطيعة استمرت لمدة سبعة أعوام والذي سوف يتم بمقتضاه إعادة فتح سفارتي البلدين وتبادل السفراء.
ويشير المقال، الذي كتبه الصحفي باتريك وينتور، أن ذلك الاتفاق سوف يلقي بظلاله على البرنامج النووي الإيراني وكذلك حرب اليمن، موضحا أن الاتفاق يقتضي إعادة فتح سفارتي البلدين خلال شهرين من الآن.
ويوضح المقال، أن السعودية كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 2016 بعد قيام متظاهرين بالهجوم على البعثات الدبلوماسية في إيران اعتراضا على قيام الرياض بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
ويلفت المقال أنه بمقتضى تلك الاتفاقية سوف يلتقي وزيرا خارجية البلدين من أجل وضع الترتيبات اللازمة لتبادل السفراء بين البلدين، موضحا في نفس الوقت أن ذلك الاتفاق سوف تكون له أصداء كبيرة على الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية إلى جانب الحرب الأهلية التي تدور رحاها في الوقت الحالي في اليمن وهي الحرب التي يمكن وصفها بأنها حرب بالوكالة في اليمن بين كل من الرياض وطهران.
ويشير الكاتب إلى ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الطرفين أكدا التزامهما باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى إلى جانب تعزيز التعاون المشترك في المجالات الأمنية من خلال تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بين الطرفين عام 2001.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان التي يقول فيها أن عودة العلاقات بين السعودية وإيران إلى طبيعتها يطلق العنان لطاقات هائلة يتمتع بها البلدان لخدمة المنطقة والعالم الإسلامي، مؤكدا على سياسية بلاده بشأن حسن الجوار والتي وصفها بأنها تسير في الاتجاه الصحيح.
ويضيف المقال أن المحادثات بين كل من الرياض وطهران من أجل المصالحة استمرت سنوات عدة في العراق إلا أن المفاجأة أن البلدين توصلا لاتفاق نهائي بوساطة صينية.
ويرى الكاتب أن ذلك الاتفاق ينطوي على أهمية خاصة فيما يخص اتفاق إيران النووي مع الدول الغربية والجهود التي تبذلها واشنطن من أجل عزل إيران اقتصاديا لأن الاتفاق بين الرياض وطهران يفسح المجال بطبيعة الحال لاستثمارات سعودية واسعة في إيران.
ويتطرق الكاتب كذلك لإصداء ذلك الاتفاق على الحرب التي تدور رحاها في الوقت الحالي في اليمن حيث يوضح أنه في الوقت الذي تساند في الرياض الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تقوم إيران بمساندة جماعة الحوثي المتمردة وهو الأمر الذي تمخض عنه صراع دامي بدأ منذ ثمانية سنوات، إلا ان الاتفاق الذي توصل إليه البلدان سوف يمهد الطريق لوضع نهاية لتلك الحرب من خلال إجراء محادثات بين الأطراف المعنية.
ويضيف الكاتب في ختام المقال أنه في أعقاب التوصل لهذا الاتفاق فإن الرياض بات يحدوها الأمل الآن أن تتوقف طهران عن شن الغارات الصاروخية التي تشنها جماعة الحوثي من اليمن على المناطق الحدودية السعودية والقيام كذلك بدور إيجابي للوساطة بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي من أجل وضع نهاية للحرب الحالية في اليمن.