الإثنين 10 يونيو 2024

أمال بيومى تكتب : رحل عاشق الكلمة ..رحل رفيق الروح

14-2-2017 | 19:55

عرفت سيد من ديوانه صياد وجنية، فأنا أعشق الشعر وكتبته في بداية حياتي. زملائي بالمعهد قرائي. كان ينادي الاصدقاء ليقرأ لهم كل جديد. فكثيرا ما ذهبنا لنسهر عنده ونسمع شعره بعد انتهاء العمل بالتليفزيون برفقة محىى اللباد وعدلي رزق الله وغيرهما من الفنانين من اصدقائه، كنت أعمل بالإخراج في برامج الأطفال التي هي تخصصي وكان اللباد وعدلي مشاركين بفنهما للأطفال.

الشعر له مذاق خاص حين يلقيه سيد حجاب، فقد كان صوته واداؤه يعطيان للكلمة الدفء.. قلت له يوما بعد زواجنا لابد أن تسجل اشعارك بصوتك على كاسيت وأنا سوف أتبنى هذا وأشرف عليه ولكن الأحلام والامنيات كثيرة والتنفيذ كان صعباً لأنه لم يتحمس أو يشجعني بالرغم من إني اقنعته أنه لابد ان يصل شعره للعامة الذين لا يقرأون ولا يكتبون. وبالتالي لا يشترون الكتب ولكنهم يسمعون ويشترون الكاسيت ولم يحدث. ولكني نجحت في إقناعه بكتابة الأغنية فهي تصل لكل الناس، وكان مترددا ولم يصرح بتردده، ولكننى كنت أشعر انه لم يرد أن يخسر نفسه كشاعر ويتحول إلي كاتب أغنية كما قال له أحد الاصدقاء، ولكني لم أيأس فالغنوة شعر.كانت - إذا اسعفتني الذاكرة غنت له عفاف راضي من ألحان محمد الموجي- طير يا حمام الدوح - ومن الطرافة أن سأله أخوه الأكبر عني -حلوة - ف رد عليه - لها جمال خاص.

قصة كفاح

لم يكن له دخل شهري وهذا كاف لرفض أي أسرة فكيف إذن يفتح بيتاً كما يقال ولكن شفع له وجود اخته سعاد وزوجة أخيه الأكبر فايزة مع أبي وكيل وزارة الصناعة فاطمأن وعلم انه من بيت طيب. وحين قابله دخل قلبه وأحبه كثيرا وكذلك أمي وعندما مات أبي بكي بشدة وقال ضهري انكسر.

كان بيت أبي لا يخلو من السهرات الفنية. فأبي عاشق للفن عازف للعود يغني القديم بصوته الجميل.فكان الفن والغناء والعود هى عاشق ومعشوق أبي وسيد.

كان يجمعني أنا وسيد حب الحرية. فنحن الاثنان لا نحب القيود. ولذلك لم أشعره يوما أنه مسئول عن بيت. تحملت مسئوليات كثيرة لأترك له حرية الطير فهو عصفور يحب الطيران ليلتقط رزقه وهو الكلمة. هذا الصياد لابد له من الحرية ليصطاد الكلمة الحلوة.

أنا من عشاق الكلمة. وكنت انتظر الصيد بلهفة. أحب ان يلقيها لاسمعها. لأن له اداء خاصا يضيف الي الكلمة حياة. وخصوصا الكلمة المغناة. حين تدمع عيناي أو ينشرح صدري يسعد. فقد كان يراقبني. حين قرآ لي قصيدة - ما تسرسبيش يا سنينا من بين ايدينا- بكيت ..أنها الحقيقة.. تثقل بنا الحياة فتتسرسب الأيام ولا نعيشها كما نحبها. ولكننا نكتشف اننا نعيش شقاءنا.

شريط الأطفال

بعد وجود ريم فى حياتنا صحيت من غفلة الزمان وقلت له. - معقول ريم يبقي أبوها شاعر ولا يكتب لها اغاني تسعدها- فنظر لي ولم يرد . فشغلت الزنانة وزنيت كما الناموسة، وكان يحب ريم جدا ويلاطفها وفرحان بها كأنها حلم تحقق. لعب معها وقال لي بعد كتابة الأغاني: مين منتج يرضي ينتج شريط أطفال؟

قلت له المنتج الذكي المحب للاطفال. لاحظ أننا لا نملك الا أغاني محمد فوزي ومين يلحن قلت عمار الشريعى كانت علاقتنا جديدة بعمار وكان في بداياته مثلنا، وذهبنا إلي عمار وكان متخوفا جدا من نجاح الشريط.. لكن ظهور محسن جابر المنتج الفنان أدخل السكينة عليهما.

مع وجود ابنتي ريم وعملي فى الاطفال الذي هو تخصصي كنت افتقد أغنية الطفل لم أجد أغنية لابنتي في طفولتها لاسعدها وهي تنام وهي تأكل وهي تلعب . ولابد أن يتربي الطفل علي سماع الكلمة الحلوة والموسيقي الجميلة لترقي مشاعره فهذا يساعد في بناء الشخصية المحبة التي تبني ولا تهدم. فنحن لا نحيا بالأوامر ولكنا نحيا بالمشاعر .

"نم قرير العين يا شاعر فقد أسعدت الملايين وأنت باق في مشاعرهم".