قال الدكتور أسامة السعيد الباحث في الشؤون الدولية، إن تخصيص الأمم المتحدة يوما عالميا لمكافحة الإسلاموفوبيا خطوة صحيحة لكنها ليست كافية لمواجهة خطاب الكراهية المتنامي الذي يتخذ من الإسلام والمسلمين هدفا لاستخدامه في صراعات سياسية.
وأضاف السعيد خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أنه يجب اتخاذ المزيد من الإجراءات والتحركات من الدول الغربية أو الدول الإسلامية أو المنظمات المعنية، لأن الأمر أكبر من مجرد احتفالية تنظم لمدة يوم واحد في العام بينما تستمر جرائم كراهية الإسلام بقية العام.
ولفت إلى أن هذا القرار تأخر كثيرا، لأن ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين، قديمة ومتغلغلة في كثير من المجتمعات نتيجة إساءة فهم الإسلام والمسلمين وضعف الفهم والمعرفة بهذا الدين، وانتشار صورة نمطية سلبية عن أتباع هذا الدين، وتكريس خطاب عنصري تجاه المسلمين.
وأوضح أن أحداث 11 سبتمبر قد تكون فاقمت هذه الظاهرة، لكن في تقديري الشخصي هذه الظاهرة هي رواسب متراكمة من العصور الوسطى، نتيجة صراعات دينية أثرت على المفهوم الغربي لطبيعة الإسلامة.
ذكر أيضا أن من أهم أسباب انتشار الإسلاموفوبيا، هيمنة فكر استشراقي يقوم على الصور النمطية واستخدام نماذج منحازة، كما أشار إدوارد سعيد في كتابه المهم "الاستشراق" بأن هناك مناخج فكرية منحازة ضد المسلمين وضد الشرق عموما تعتمد على ترويج صور نمطية.
كما أشار السعيد أن كلمة "إسلاموفوبيا" نفسها تحمل خلطا قد يقرن الإرهاب بالإسلام، وهو قد يكون باعثا على ارتكاب ممارسات متطرفة ضد الإسلام والمسلمين، فالربط بين أي دين وبين الإرهاب هو خلط خاطئ، فأي دين يدعو للسلام وتقدير حياة الإنسان بينما الإرهاب يدعو لسفك الدماء وإرهاب كل المخالفين في الرأي أو العقيدة.