أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بعيد الأم، تلك المناسبة العظيمة التي نتخذها فرصة لتكريم الأمهات، وللتعبير عن امتنانهم وشكرهم لكل ما بذل من تضحيات وعطاء في سبيل إسعاد الأبناء، ومن خلال تلك المناسبة نتساءل عن ماهية الأمومة، وهل هي بالإنجاب أم بالتربية أم الاثنين معا...

يقول الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، أن مشاعر الأمومة لا تكمن فقط في الإنجاب والرضاعة ومراعاة الطفل من مأكل ومشرب، تلك العملية الفسيولوجية والغريزة الطبيعية التي تميز سائر الكائنات الحية، بل هي غرز القيم والمشاعر والتربية، لأن هناك نساء تملؤهن القسوة وتتفنن في الإهمال والتجرد من الإنسانية تجاه أطفالهن، وأخريات أدت بهن مشاكل أو ضغوط العمل إلي إهمال الأطفال عن غير قصد، ومع مرور الوقت صنعت فجوة كبيرة وفقدت السيطرة على الأطفال وعلى تربيتهم وتعليمهم، وأخريات تركن حمل التربية لمربيات حتى أصبحن أمهات بديلات تحملن أعباء الأولاد وتعلمهم القيم والأخلاق، فالأم الحقيقية ليست فقط من تنجب إنما التي تربي، وتعطف، وتقدم الحب والحنان دون شروط.

ويضيف أستاذ علم الاجتماع، أن مقولة الشاعر حافظ إبراهيم "الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعدت شعباً طيب الأعراق"، لم تأتي من فراغ ، فالمرأة إن لم تكن مجهزة لدورها كأم، فلا ننتظر سوى أسرة مفككة وأطفال مهملون، لأن تلك الأمومة تؤهلها بأن تمد صغيرها بكل أنواع العطاء من أجله، و دعم ثقته بنفسه من خلال تواجدها الدائم معه ومساعدته على تطوير مهاراته،  وخلق نوع من الترابط الأسري، لذلك على الأم أن تدرك مدى أهمية دورها  في تربية الأبناء، فهي المسئولة عن تشكيل شخصياتهم بكافة جوانبها الجسمانية، والنفسية، والعقلية، والروحية، فعليا أن تعي أن دورها تجاههم لا يقتصر على الإنجاب فقط.