صدمة ما بعد الزلزال، لا يزال يعاني منها عدد كبير ممن تعرضوا للهزة الأرضية المدمرة التي شهدتها تركيا قبل نحو شهر، إذ يواجه الضحايا صعوبات في التعامل مع الحياة ومخاوف من تكرار سيناريو الفزع,
وكانت المواطنة التركية عائشة غولهان جيلر، التي تعيش مع والدتها لطفية جيلر في منطقة إسالي بمقاطعة إرزين في هطاي، واحدة من الذين عانوا بشدة بسبب الزلزال، حيث عاشت أيامًا في خوف دائم، وبخاصة أن هطاي كانت واحدة من المحافظات التي تعرضت لأشد الأضرار التي سببها الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وكان مركزه كهرمان مرعش.
ليلة 14 مارس الحالي، استيقظت عائشة من نومها وهي تصرخ ظنًا أن هناك هزة ارتدادية، حيث ركضت مذعورة إلى شرفة المنزل وقفزت من الطابق الثاني.
ركضت والدتها خلفها في محاولة لتهدئتها ولم يخطر ببالها ما ستفعله ابنتها بنفسها، لتجدها أسفل المبنى على أرضية إسمنتية ملطخة بالدماء.
واستنجدت الوالدة بالجيران لنجدتها، وهرعت الطواقم الطبية إلى مكان الحادث في وقت قصير، نقلت المرأة المصابة إلى المستشفى بعد أن قدمت الإسعافات الأولية. على الرغم من كل التدخلات، لم يتمكن المسعفون من إنقاذ عائشة التي توفيت.
قالت الأم لطفيه جيلر لوسائل الإعلام المحلية، إن ابنتها كانت تخشى باستمرار من الزلازل. وتابعت تتحدث عما حدث: “كنا نقيم في نفس الغرفة في ذلك اليوم. كانت الساعة نحو 3.30 صباحًا يوم الثلاثاء. استيقظت ابنتي عائشة فجأة وهي تصرخ. قالت: “أمي، هناك زلزال، فلنخرج”. لم أستطع فهم ما حدث. عندما نظرت من الشرفة كانت ابنتي ميتة. ناديت الجيران وذهبت مسرعة إلى المكان الذي سقطت فيه ابنتي. وفقدت الوعي”.
الأم جيلر، عبرت عن احترام ابنتها للجميع، نافية وجود مشاكل مع عائلتها، وقالت “لقد كانت أيضًا شخصًا محبوبًا في وظيفتها. حدث ما حدث لابنتي مع زلزال 6 فبراير. ابنتي لم تنتحر، أعتقد أنها رأت زلزالاً في حلمها وقفزت مذعورة”.