تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".
ونستعرض خلال ايام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الاولياء وفترة إقامتهم في مصر.
ونستعرض اليوم محطات رحلة ابن دقيق العيد
هو الشيخ تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المالكي والشافعي المصري، ويُعتبر أحد أهم وأبرز العلماء والدعاة والفقهاء في عهد المماليك خلال القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي
الشيخ تقي الدين حاز على المذهبين المالكي على يد والده أحد علماء المالكية في بلدة قوص التابعة لمحافظة قنا في صعيد مصر، ثم سافر إلى القاهرة فأخذ العلم عن الإمام عز الدين بن عبد السلام الشافعي.
وقد ولد في عرض البحر أثناء ارتحال والديه لحج بيت الله الحرام، وعقب وصولهم للحج أخذه والده فطاف به، كما طلب من الله أن يجعله أحد العلماء، ومرت الأيام حتى سافر نجله الشيخ إلى القاهرة لطلب العلم كما سافر إلى دمشق، وهناك لازم علماءها، ثم عاد عقب ذلك ليصبح مفتي قضاة المالكية رغم أن عمره لم يتجاوز الـ 37 عامًا، وفي آخر أيامه تولى منصب قاضي قضاة البلاد، وتوفي يوم الجمعة الموافق 11 صفر عام 702 هجرية، حيث أقيمت له جنازة مهيبة مشهودة، ودفن في سفح جبل المقطم بشرق القاهرة بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والمعرفة.
له العديد من المؤلفات في شتى المجالات والعلوم فمنها إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، و شرح عمدة المطرزي في أصول الفقه، كما أن كتابه الإلمام الجامع لأحاديث الإحكام يُعتبر ضمن أشهر مؤلفاته حيث وقع في 20 مجلدا، ومؤلفات أخرى شهيرة منها الاقتراح في معرفة الاصطلاح في علوم الحديث ، شرح الأربعين النووية.
ضريح الشيخ علي يقع على اليمين داخل معابد الكرنك في الجهة الجنوبية، والضريح مكون من قبتين ويصل مساحة المقام 10م × 8 م تقريبا، كما يُعتقد أن المكان ضريح مشهد أو رؤية خاصة كانت لأحد الأولياء كما أن الموقع الأصلي لمدفن الشيخ على بن دقيق العيد يقع في القاهرة.
ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.
وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التى يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوى إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التى أراد الخديوى بنائها على الطراز الأوربى لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.
على الرغم من رغبة الخديوى انذاك فى بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، والتى سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالى المنطقة المحيطة به.
هناك أضرحة مشهورة فى القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر فى شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالى المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.