نوالي في سهرات شهر رمضان نشر طرائف ومواقف نجوم الفن وما تعرضوا له من حوادث أثناء تصوير الأفلام، وذلك بسبب إصرارهم على الصيام، فهو الفريضة التي تهذب النفوس وثوابها كبير عند الله .. من مجلة الكواكب عدد 1 مايو 1956 الموافق 20 رمضان نسعدكم بذكريات الفنانة هدى سلطان في الشهر الكريم.
روت هدى أنها كانت تقوم بدورها في فيلم "حميدو" ، وكانت تصور أحد المشاهد في البحر مع البطل فريد شوقي، ثم تأتي العصابة لتخطفها ثم تلقي بها بعيدا بين الأمواج .. فتظل هدى تكافح الموت والأمواج حتى تأتي سفينة تنتشلها من الغرق فتجد فيها منقذها بطل القصة فريد شوقي.
كان المشهد يجري تصويره في شهر رمضان، وكان اليوم شديد الحرارة ، ورفضت هدى أن تفطر وأصرت أن تحافظ على صيامها رغم تبرع العديد من الزملاء بالفتاوى التي تبيح الإفطار .. وكان المشهد يقتضي أن تظل هدى تصارع الموج وتستغيث وهي توشك على الغرق ولا أحد يستمع إلى استغاثتها، وقد حرص نيازي مصطفى مخرج الفيلم على إجراء عدة بروفات لهدى سلطان على ذلك المشهد حتى تأكد من براعتها في الأداء .
وبدأ التصوير الحقيقي ومضى المشهد في طريقه المرسوم وأخذت هدى تمثل الغرق، وترفع صوتها بالإستغاثة .. وفجأة شعرت بدوار شديد وصداع مؤلم بسبب الصراخ والصيام، وبدأت تفقد قدرتها على حفظ توازنها وخارت قواها وبدأت تشعر فعلا بأنها ستغرق .. وبدأت تصرخ بشدة فزعا من الموت والغرق الحقيقي، لكن كل من كان على المركب الذي يحمل الكاميرا اعتقدوا أنها تمثل المشهد ببراعة .. لكن من حسن حظها أن إنسان واحد فقط أدرك الموقف وعرف أن هدى تغرق بالفعل، وكان هذا الإنسان هو "عسكري الإنقاذ" الذي جلبه نيازي مصطفى، وكان بجانبه على ظهر المركب، وأدرك بخبرته الفنية أنها في خطر فسارع بإنقاذها، غير عابئ بتهديد المخرج وصراخه بأن العسكري سيفسد المشهد .
قفز العسكري إلى الماء وبسرعة أنقذ هدى وعاد بها إلى المركب، وهنا عرف الزملاء الحقيقة، فذعروا ووجموا .. أما المخرج فلم يرد .. وفقط قال " يعزيني اننا صورنا المشهد حقيقيا، لا أثر فيه للتمثيل .. أما هدى سلطان فقد تم استدعاء الطبيب لها ليطمئن علىها ، وكتب لها على دواء تتناوله بسرعة لينعش القلب ويعيد إليه نبضه الطبيعي .. وهنا فقط اضطرت هدى إلى الإفطار.