الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

في الذكرى الـ59 لإرسالها الأول.. إذاعة القرآن الكريم تاريخ طويل من العمل

  • 25-3-2023 | 19:26

إذاعة القرآن الكريم

طباعة
  • نور الدين نادر

تحل اليوم الذكرى ال59، على إنشاء إذاعة القرآن الكريم وبدء انطلاقها من مصر، وهي الأولى من نوعها بين إذاعات العالم التي تختص بشأن تسجيل وتفسير القرآن الكريم؛ ولم يقتصر دورها على بثّ تسجيلاتِ القرآن الكريم دقيقةِ الأحكام، متميزةِ الأداء، على حد ما وصفها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بل كان لها دور فعال مؤثر في ترسيخ الثقافة الإسلامية، وتصحيح المفاهيم الدينية." 

سبب إنشاء إذاعة القرآن الكريم

بدأ إطلاق أول إرسال لإذاعة القرآن الكريم في 25 مارس 1964، وكانت الإذاعة قد أُنشئت لأسباب عديدة، من بينها: استحداث البرامج الدينية، كالتفاسير، والسنة النبوية المطهرة،  لكن كانت الأسباب التي أدت لإنشاء إذاعة القرآن الكريم عديدة. 

عندما انتشر طبعة مذهبة من المصحف، بورق فاخر وتنسيق وإخراج متميز، ولكن اُكتشف أن بها تحريفات مقصودة في بعض السور، خاصة في سورة آل عمران، فيما يخص الآية 85: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، مع حذف كلمة "غير" ليتغير المعنى رأسًا على عقب. 

استنفار المؤسسات الدينية ودور الإذاعة في مواجهة تحريف القرآن

أثارت محاولات تحريف القرآن استنفار وزارة الأوقاف والشئون الاجتماعية التي كانت ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والأزهر الشريف ممثلًا في هيئة كبار العلماء في ذلك، وجاءت فكرة  مواجهة ذلك عبر خطوتين: 

الأولى تعني بوضع آليات لتوثيق القرآن الكريم، من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية، آنذاك،والثانية تكمن بتضافر الجهود والآراء، لبدء تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم عبر إذاعة القرآن الكريم، بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، على أسطوانات توزع نسخ منه على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، وكافة المراكز الإسلامية في العالم، باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه. 

تطور إذاعة القرآن

وزيادة ساعات إرسالها لـ24 ساعة يوميًا، كان لإنشاء إذاعة القرآن الأثر البالغ للحد من ظاهرة التحريف، لا سيما مع استمرار تسجيل أشهر قرائها، ومنهم: (عبد الباسط عبد الصمد، مصطفى إسماعيل، محمود خليل الحصري،  ومحمد صديق المنشاوي)، ومع تطور برامجها ومحتوياتها أدى لتغيرات واضحة في الشكل الإذاعي للبث. 

وفي عام 1966 أضيفت إلي الإذاعة برامج دينية بنسبة 5% من نسبة الإرسال ، ثم في عام 1967 سجلت ختمة مرتلة أخرى بصوت الشيخ محمود علي البنا، وبدأ الشكل الإذاعي فيها يأخذ منحنيات أخرى ويتطور من خلالها حتى عام 1974، إذ تمت إذاعة صلاة الفجر على الهواء مباشرة لأول مرة من مساجد القاهرة، ثم تم تقديم إذاعة لصلاة الجمعة على الهواء أيضا، بجانب برامج إذاعية تقدم الدين الإسلامي الصحيح إلى المستمعين أو غيرهم على مدى 20 ساعة إرسال متواصلة، واستمرت إلى يومنا هذا حتى أصبحت تدخل كل بيت مصري وغير مصري. 

وأصبحت إذاعة القرآن منذ عام 1977 تشارك البرنامج العام في إذاعة صلاة الجمعة، حيث يستمر الإرسال طوال يوم الجمعة ولا يتوقف، وبذلك دخلت فكرة الإذاعات الخارجية على الهواء إلى إذاعة القران الكريم.

وحرصت الإذاعة المصرية على تسجيل مصاحف مرتلة لعدد من القراء ومنهم أحمد نعينع، الشحات محمد أنور، محمود صديق المنشاوي وذلك في منتصف الثمانينيات ، وتقرر في مايو 1994 استمرار إرسال شبكة القرآن الكريم على مدار الـ 24 ساعة.

الاكثر قراءة