ما هو سبيلنا في العالم العربي لكي لا تبقي إنجازاتنا الرياضية مجرد ظواهر تختفي بسرعة؟ إنه السؤال الذي يطرح نفسه في وسطنا الرياضي العربي، بعد أي تألق لافت.
أكيد أنه مرت معنا لحظات فارقة، تميزت بتألق لاعبين وفرق ومنتخبات في مختلف ربوع وطننا الكبير، وهذا لا يقتصر على صنف رياضي معين، لكن المؤسف هو فورة الحماس تخبو باعتزال جيل ونعود الى وضعنا الأول.
إن السؤال الذي طرحته في البداية من قبيل الأسئلة التي ينطبق عليها قول "نصف الجواب في السؤال"، لأنه يقدم لنا نصف الحل وهو البحث عن السبيل للقطع ما عيب قصر النفس.
المخرج في نظري هو البحث العلمي، الذي لم لنا مفر منه.
نحن لسنا أقل قدرة من الأمم الأخري والعيش على إيقاع ظواهر متميزة من حين لآخر وسط ركام الكبوات ليس قدرًا.
علينا إذن أن نقدر كفاءاتنا ونخضع ظواهرنا للبحث العلمي واستنساخ التجارب الناجحة ليدوم زمن تألقنا، وأيضًا لتفادي انقلاب أفراحنا بإنجازات رياضية الى صدمات بعد تكرار العثرات.
هذا المطلب عبرت عنه بعد تألق المنتخب المغربي في مونديال قطر وبلوغه المربع الذهبي.
وعدت للتعبير عنه بعد تألق أسود الأطلس، يوم السبت الماضي، ضد منتخب البرازيل، وإلحاقهم به أول هزيمة من طرف منتخب عربي بعد 24 مباراة.
لا مراء أن المنتخبات تتطلب توفر جيل متميز من اللاعبين، لكن هذا ليس مبررا لنعود الى زمن التواضع.
في عدد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية اصبح التألق متوارثا لأنهم أخضعوا العمل الناجح للبحث العلمي واستنسخوا تجاربهم إلى درجة أنها أصبحت تقليدا.
وهكذا يجري إخضاع كل إبداع أو حركة فنية مبتكرة من لاعب معين في لحظة معينة للتحليل ويجري تدريب الناشئين عليها لتصبح رصيدًا وطنيًا.
ولاحظنا ان كل من ساهم بمواهبه في صناعة الفرح والفخر يعامل على أساس انه رمز وطني ينبغي تقديره، لا طي صفحته بعد الاعتزال، إبعاده لأن بعض المسؤولين الرياضيين يخافون من بقائهم في الظل وراء النجوم السابقين فيبعدونهم لتخلو لهم الساحة وهم بفعلهم هذا يكونون جيلا من الرياضيين "الانتهازيين" ، الذين يستغلون مرحلة العطاء والنجومية للكسب بكل الطرق تفاديًا لمواجهة مصير من سبقوهم، إذ يجري تهميشهم.
إن مواصلة العمل والاجتهاد عبر البحث العلمي وتغيير أسلوب وفكر المسؤولين هو السبيل الذي يضمن الاستمرارية، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
رئبس تحرير صحيفة الصحراء المغربية