الثلاثاء 21 مايو 2024

أولياء الله الصالحين (5-30)| الأمير ضرار الأسدي.. الصحابي الشجاع

صورة ارشيفية

ثقافة27-3-2023 | 17:56

عبدالله مسعد

تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض خلال أيام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الاولياء وفترة إقامتهم في مصر، ونستعرض اليوم: الأمير ضرار الأسدي.

أضرحة الأمير ضرار وإخوته "خوله" و"الناظر" بقرية (هــو) التى تبعد 15 كم جنوب مدينة نجع حمادي، تقول الروايات أن الأمير ضرار بن الأزور الأسدى، كان أحد أبطال صدر الإسلام، واشتهر بجهاده فى حروب الردة تحت قياده خالد بن الوليد، وأخته خوله بنت الأزور الأسدى، التى حاربت بشجاعة وسط الجيش الإسلامى فى حرب الروم متخفية، لإنقاذ أخوها من الأسر، وسميت بالفارس الملثم.

وكما تقول الروايات، إنه جاء هو وإخوته خوله والناظر إلى صعيد مصر، وبالتحديد إلى محافظه قنا، وماتوا فيها، واعتبرهم الناس من أولياء الله الصالحين، وبنو لهم أضرحة يتباركون بها فى قرية (هــو).

ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.

وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التى يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوى إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التى أراد الخديوى بنائها على الطراز الأوربى لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.

وعلى الرغم من رغبة الخديوى انذاك فى بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، والتى سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالى المنطقة المحيطة به.

وهناك أضرحة مشهورة فى القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر فى شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالى المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.