تناول مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تطورات الحرب الدامية بين القوات الروسية والأوكرانية وموقف الدول الغربية المناهض للعملية العسكرية الروسية الخاصة التي بدأت في أوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأشار المقال، الذي كتبته الصحفية فرانسيسكا إبيل، إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها من الدول الأوروبية حذروا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تصعيد نبرة التهديد باستخدام السلاح النووي بعدما أعلن عزمه على تخزين أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا والتي لديها حدود مشتركة مع شمال أوكرانيا.
ويضيف المقال أنه على الرغم من تحذير الدول الغربية لبوتين إلا أنها ما زالت ترى أن التهديد الروسي ليس بالخطورة الكافية التي تدعوها إلى تغيير استراتيجيتها النووية جراء ذلك التهديد.
وتستطرد الكاتبة أن حلف شمال الأطلنطي وصف تصريحات الرئيس بوتين بأنها "غير مسؤولة" مؤكدا في نفس الوقت أنه ليس هناك ما يدعو الحلف لتغيير سياساته الحالية، بينما قلل مسؤولون أمريكيون من أهمية التصريحات الروسية.
وتبرز الكاتبة في هذا السياق تصريحات جون كيربي منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي التي أعرب فيها عن اعتقاده أن تصريحات الرئيس الروسي لم تأت بجديد وأنه لا يرى أن هناك ما يدعو لتغيير الموقف الأمريكي بشأن الردع النووي.
وأشارت الكاتبة إلى أن الرئيس الروسي كان قد أعلن أول أمس أن روسيا وبيلاروسيا اتفقتا على نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا خلال العام الجاري وذلك بناءً على طلب من بيلاروسيا، موضحا أن تلك الخطوة لا تعد انتهاكا لالتزام موسكو بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية مشبها ذلك الإجراء بما تقوم به واشنطن من نشر أسلحة نووية في دول أوروبية.
وأوضح بوتين، كما يشير المقال، أن الاتفاق مع بيلاروسيا في هذا الخصوص لا يمثل أي انتهاك للالتزامات الدولية بشأن منع انتشار السلاح النووي، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه بحلول الأول من يوليو القادم سيكتمل بناء أول مخزن متخصص لتخزين السلاح النووي التكتيكي في بيلاروسيا، موضحا أن بلاده سوف تسهم في تحديث الطائرات البيلاروسية لتصبح قادرة على حمل الأسلحة.
ويتطرق المقال إلى الموقف الأوكراني من تلك التطورات حيث يلقي الضوء على تصريحات أمين مجلس الدفاع والأمن القومي الأوكراني أوليسكي دانيلوف التي اتهم فيها موسكو باستغلال بيلاروسيا نوويا وبالسعي لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
ويضيف المقال أن موسكو اعتادت، منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، على التهديد باستخدام السلاح النووي في الصراع المسلح بين الطرفين كرد فعل للموقف الغربي المعارض لها.
ويسلط المقال الضوء على موقف الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص حيث يشير إلى تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل التي وصف فيها تصريحات الرئيس الروسي بأنها تصعيد غير مسؤول وتهديد لأمن القارة الأوروبية بأسرها.
ويشير المقال في الختام إلى تصريحات صادرة عن وزارة الخارجية الألمانية تؤكد فيها أن تهديدات الرئيس بوتين تمثل محاولة جديدة من أجل الترويع النووي للدول الأوروبية.