السبت 18 مايو 2024

باحثون في الحركات الإسلامية: «الإلحاد» يحتضن المنصدمين في عقيدة الإخوان

1-9-2017 | 22:16

كتبت- خلود الشعار

 

ذهب متخصصون في شئون الجماعات الإسلامية والحركات والتنظيمات الجهادية، إلى أن استغلال اسم الدين في العمليات الإرهابية والمتطرفة ألقت بظلال سلبية وشوهت صورة الدين في الداخل والخارج، وأثرت أيضًا على المنضمون لتلك الجماعات وألقت بهم في غياهب التطرف الفكري والعقائدي ونزعت منهم الصبغة الدينية وتركتهم بلا هوية أو عقيدة، مؤكدين أن هناك خطة ممنهجة لاستغلال اسم الدين في نشر الفكر المتطرف والقيام بالعمليات الإرهابية التي تطال الأبرياء في شتى بقاع الأرض.

 

تشويه الإسلام

سامح عيد، الباحث في الشئون الإسلامية والجماعات المتطرفة، قال إن تشويه صورة الإسلام تتم على مستويان وهما الفكري والسلوكي، مؤكدًا أن المكتشف لحقيقتهم يصاب بالإنفصام ويصبح مترددًا بين العودة أو الاستمرار وكثير منهم يصبح بلا عقيدة ويؤمن بفكرة الإلحاد.

 

وأشار إلى أنه تم التلاعب بالإسلام على المستوي الفكري، فإن مصطلخ "التدين والدين" نشره الصحابة في صورة أخلاق حميدة، اما الدين فإن الناس متساوون في التقوى وغيرها، ولكن حدث تحول لها في عصر الأموي والعباسي وتم استغلال الدين في أغراض عسكرية.

 

وأضاف لـ"الهلال اليوم"، أنه تم إضافة كثير من المدونات التي أعطت الدين طابعًا عنيفًا، حيث كان يريدون استغلال الدين سياسيًا، لدفع الناس للغزو تحت شعار الدين، بدلًا من إعطاء المجاهدين أموالًا باهظة، مؤكدًا أنه تم الترويج لجهاد بأن تكون كلمة الله هي العليا، وبناء على هذه الصيغة الجديدة للتدين تم التوسع في الإمبراطورية الإسلامية وممارسة العديد من الأخطاء ونسبها للدين.

 

التحريف

وأضاف، أنه لتوثيق هذه الأفكار تم الكذب والتحريف في أحاديث الرسول صل الله عليه وسلم، والكذب بها على الناس، وتم صياغة تدين عنيف بشكل واضح وصريح، وكلها أمور بحاجة إلى مراجعة شاملة، مشيرًا إلى أن العنف الفكري تم تأسيسه قبل تواجد الإخوان في العصر الحديث، لافتًا إلى أن الإخوان والسلفيين صاروا على نفس النهج، لتثبيت هذه الروايات تحت ما يسمى بالنبوة، وكذلك السيرة المشكوك في صحتها.

 

وأشار إلى أن هذا المنتج الفكري الذي ضيغ في العصر الثاني والثالث الهجري تم تثبيته لاحقًا وإنتاجه وإعادة تأكيده من قبل الإخوان والسلفيين، فيجب مراجعة التراث بشكل جيد.

 

الإلحاد

وأشار إلى أنه لم تستطع جهة واحدة مواجهة هذا الفكر المتطرف، وأكبر دليل على ذلك ما تفعله داعش والذي يعتبر انطلاقه من هذا التدين الزائف الذي صنع لأغراض عسكرية وسياسية، حيث أنه يتم انتقاد داعش ولا يتم انتقاد جذورهم الفكرية التي تم تأسيسه خلال هذه العصور القديمة.

 

وأوضح، أن كافة هذه الأمور حينما يدركها المنضم لهذه الجماعات يصاب بالإنفصام الذي تجعله لا يستطيع الاستمرار ولا يستطيع العودة لما كان عليه، ومن ثمَ يلجأ إلى الإلحاد.

 

عناصر الإخوان

أما أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والحركات الجهادية، حمل جماعة الإخوان الإرهابية مسئولية تشويه الدين الإسلامي واستغلال العقيدة، وقال إن الإخوان عملت على تشويه صورة الإسلام في الغرب.

 

وأوضح لـ«الهلال اليوم» أن العناصرها التي انضمت للإخوان تم تجنيدها من الشباب وبعضهم اكتشفوا أنهم خدعوهم باسم الدين، مشيرًا إلى أنهم يستغلون بعض الأمور الدينية ويحرفونها لما يتماشي مع مصالحهم الشخصية.

 

الحيرة

وأضاف أن الإخوان سيتحركون وفقًا لتعليمات قياداتهم والفكر المترسخ بينهم منذ تأسيس جماعة الإخوان، مؤكدًا أن ما يحدث من قبل السلفيين والتنظيمات الإرهابية مثل داعش نتيجة تبادل الخبرات والمعلومات والفكر بينهم، ولكن اكتشاف حقيقتهم أدى إلى انسحاب عناصر منهم أصبحو محيرون بين الاستمرار والعودة وقفز بعضهم بين الملحدين.

    الاكثر قراءة