تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، بطلب مناقشة عامة بشأن سياسة الحكومة لتعزيز الاستفادة من سياحة الصحراء التي تمثل 70% من مساحة جمهورية مصر العربية، لافتا إلى أن الحكومة المصرية إلى مضاعفة حجم السياحة الوافدة إلى مصر خلال 2023 لتصل إلى 15 مليون سائح أجنبي خلال عام 2023، مقابل 11.7 مليون سائح استقبلتهم البلاد العام الماضي بنسبة نمو 28%، وجاءت هذه التقديرات في ظل نمو الإقبال السياحي بنسبة 35% في أول شهرين من العام الجاري، وهو ما يتطلب فتح أسواق جديدة تجذب قطاع كبير من السائحين.
وقال "محسب"، إن السياحة الصحراوية أحد الأسوق الواعدة باعتبارها صناعة تخصصية عالمية تقدر بمئات البلايين من الدولارات كإنفاق مباشر بخلاف العائدات الأخرى غير المباشرة والوظائف التى توفرها تلك السوق الضخمة، وتتميز مصر بامتلاكها للتراث الطبيعى والحضارى والثقافى والمناخ المعتدل طوال العام وأصالة الشعب وتاريخه وتنوع المقاصد السياحية التى لا تدانيها مواقع أخرى فى العالم، مشيرا إلى أن السياحة الصحراوية هي رحلات يراعي فيها البعد البيئى، خاصة أنها تستهدف زيارة المناطق الطبيعية غير الممهدة من أجل الاستمتاع بمظاهر الطبيعة الخلابة.
وأكد عضو مجلس النواب، على ضرورة وجود استراتيجية لصون التنوع البيولوجى وحماية المحميات الطبيعية التي تشكل حجر الزاوية في هذه السياحة بجميع أنواعها بما تزخر به من تراث طبيعى وثقافى وجمالى فريد وتنوع متميز من الحياة البرية والبحرية والتكوينات الجيولوجية والتى يتم إدارتها بكوادر عالية المستوى وبمشاركة السكان الأصليين الذى هم جزء من عناصر الحماية البيئية المستديمة بتلك المناطق بالإضافة إلى ثراء ثقافاتهم وفنونهم التى نهتم بالحفاظ عليها.
وأوضح "محسب"، أن سياحة الصحراء تتطلب تدخل وزارة البيئة لإدارة وتنمية وتطوير المحميات الطبيعية كأصول رأسمالية للسياحة الصحراوية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مناطقها، حيث تتولي الوزارة إدارة وتنمية وتطوير تلك المحميات الطبيعية كأصول رأسمالية للسياحة وضمان لاستثماراتها واستمرار لعطائها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مناطقها، لافتا إلى أن عدد المحميات يقدر ب ٣٠ محمية طبيعية توازي ١٥ ٪ من مساحة مصر وهو ما يتطلب وضعها على الخريطة الاستثمارية بجمهورية مصر عام 2002.
وأضاف النائب أيمن محسب إن سياحة الصحراء أو المحميات الطبيعية لا تحتاج إلى إمكانيات مكلفة، فغالبا ما تفتقر للبنية الأساسية والخدمات، فقط تحتاج إلى توفير وسائل الراحة والعناية والإرشاد للزائرين وتقديم العون للمجتمعات المحلية علاوة على برامج التوعية والتثقيف البيئى، ودعم خبرات المرشدين السياحيين وتعريفهم بالنواحى العلمية البيئية وأساليب حمايتها، مشددا على أن سياحة الصحراء فى مصر تعتبر سياحة واعدة تزايد عليها الإقبال فى السنوات الأخيرة مع تنامى السياحة البيئية ومحبى السفر والرحلات ، ومع تطور إمكانيات ومعدات السفارى من عربات واتصالات وتوجيه بالأقمار الصناعية وتخييم وفنادق بيئية وخدمات جيدة.
وأشار "محسب" ، إلى أن سياحة الصحراء تتمتع بجاذبية خاصة لعشاق الطبيعة فى المحميات الطبيعية لما تضمه من نقاء وجمال أخاذ وكنوز جيولوجية وتكوينات جغرافية رائعة، وحفريات تسجل عصور التاريخ وتحكى سيرة الحياة التى انقرضت فى ماضى الزمان منذ ملايين السنين، وتروى عن الغابات التى اندثرت والأنهار التى جفت والبحار التى انحسرت ما قبل التاريخ الحديث، كذلك تشكيلات الجبال والوديان وحركة الغرود الرملية تثير شغف السائحين ، بالإضافة إلى الطيور والحياة البرية التي تجذب انتباه قطاع كبير من الزوار لما تعكسه من قيمة عالية علمية سياحية، تتميز مصر بامتلاكها لأكبر صحراء فى العالم.
ولفت إلى أن مصر بمساحتها المليون كيلو متر مربع جزء من صحراء شمال أفريقيا - أكبر صحراء فى العالم - والتى يقسمها وادى النيل إلى جزء غربى بنسبة 68% هى الصحراء الغربية، وجزء شرقى بنسبة 22% هى الصحراء الشرقية، وسيناء بنسبة 6%، وصحارى مصر لها تاريخ عريق على المستويين الدولى والوطنى، منذ العصر الحجرى وقوم عاد والفراعنة والفرس والإسكندر الأكبر وحملات الحرب العالمية الثانية ومعارك الحروب الحديثة، هى معقل للأديان ومسار العائلة المقدسة وممرات الحجيج، وتزخر بالكثير من المعادن والمناجم وحفريات الديناصورات والحيتان، وتضم الواحات الفريدة وينابيعها الغزيرة ومجتمعاتها الأصلية وتراثهم العريق ومنتجاتهم التقليدية، ومسجلاً بها آثار حياتهم ونباتاتهم وحيواناتهم وطيورهم.
وشدد على أن مصر تمتلك كنزا يمتاز بالكثير من الأسرار والغموض يجعلها موقع جاذب لرحلات المستكشفين والباحثين فى أعماق التاريخ، وفي ظل سعي الدولة المصرية نحو تنمية وتطوير القطاع السياحي من خلال تنوع المقاصد السياحية لابد من الاستفادة من كافة المميزات التى تتمتع بها مصر خاصة أن مصر من الدول التى تصلح لجميع أنواع السياحة وعلى رأسها سياحة الصحراء حيث تضم مصر الصحراء الغربية والشرقية وسانت كاترين وجبل موسى، والواحات الداخلة والخارجة والعين السخنة والصحراء البيضاء، فضلا عن الوديان والمياه، ومنطقة الجلف الكبير التي تعد نمطا من أنماط السياحة الصحراوية، وتشهد زيارة أعداد كبيرة من السياح، بالإضافة إلى كونها أحد أنواع السياحة الرائجة في فصل الشتاء.