الجمعة 3 مايو 2024

عن هذين العظيمين أتحدث .. حجاب والقليوبي

14-2-2017 | 22:40

بقلم : أمينة الشريف

الشاعر الكبير سيد حجاب والمخرج الكبير محمد كامل القليوبي اثنان من أعز من عرفت في حياتي الصحفية .. الشاعر سيد حجاب والإنسان، نعم إنسان لأنه قلما يجمع واحد من بني البشر العبقرية في الإبداع، وأيضا العبقرية في كونه إنساناً لديه مقومات الحياة ويمتلك أدوات التعامل مع قسوتها وعنفها وبلادتها.. سيد حجاب..

كان مشرقاً تعلو وجهه بسمة كبيرة لو قسمت علي من يتقابل معهم لحصلوا على نصيبهم ومازال يتبقي منها الكثير واعتقد أن من كان يصادم الظروف القاسية التي نمر بها فى الحياة .. قد يحسده علي هذه الابتسامة ..الشاعر الكبير هو صديق لأبناء عمي الشيخ محمد إمام «مأذون المنيل والروضة سابقا».. يوسف وعايدة وصالح وبقية أخوتهم وعندما اشتغلت بالصحافة التبس عليه الأمر في لقب الشريف قال لي عندما قابلته أول مرة .. أنت قريبة يوسف وعايدة وصالح نحن أولاد عم .. هكذا أجبت رغم أنني لا أفضل أن أربط شخصي بآخرين.. حتي أبني نفسي بنفسي وكان رد فعله مفاجئاً كان سعيداً جداً وكأن من تجلس أمامه هي إحدي قريباته ومن دمه ولحمه..

فرح جدا أن يري فتاة صغيرة تشق طريقها في عالم المغامرة الصعب عالم الصحافة، وأثنى علىّ وطالبني بعدم الخضوع لأية ضغوط مهما كانت كما طلبني بالاستفادة من المعارف بالقراءة المستمرة والاتصال به دائما وليس فقط بغرض الأحاديث الصحفية. عندما ذهبت إليه في بيته في المعادي إبان ثورة 25 يناير كان يملؤه الحماس والفرحة والسعادة وكأنه فارس بنى حمدان الذي خلص البلاد من يد الاستعمار وعندما سألته عن المستقبل أجاب بتفاؤل كبير أن مصر لم ولن تخضع أو تموت أو تتواري أو تحتل الصفوف التالية ولكنها ستعود من جديد كما قرأ عنها وعرفها من الكتب والمراجع.

لن أزيد أكثر مما ذكره شقيقه الشاعر والمخرج شوقي حجاب عندما قال لي أن أفضل تكريم لسيد حجاب هو نشر مؤلفاته وكتاباته وكتبه وأقواله التي ذكرها في الأحاديث الصحفية والإذاعية والتليفزيونية حتي ينتفع بها الناس.

- والدكتور محمد كامل القليوبي عرفته بعدما عاد من بعثته إلي روسيا بعده سنوات كنت من أوائل من أجري معه حواراً صحفيا حول ما تعلمه وأدركه من فنون السينما هناك ويريد تطبيقه في مصر ولا أعرف لماذا لا يتم تنشيط فكرة البعثات الدراسية مرة أخري إلي دول العالم للاستفادة من العلم الحديث.

ومنذ ذلك الحين توثقت علاقتنا كان يحلم بتقديم سينما تعبر عن المجتمع بمشاكله وقضاياه وكان من أهم ما يحلم به هو إنشاء سينماتيك لمصر ومتحف سينمائي يضم كل ما هو مرتبط بالسينما المصرية وأتذكر أنه اقترح هذا في إحدي دورات مهرجان الإسماعيلية الدولي للسينما التسجيلية والقصيرة وتمت الموا فقة عليه وكما هي العادة ... لم ينفذ حتي الآن.

كنت أتحدث معه تليفونيا في الصباح قبل أن يذهب إلي معهد السينما الذي كان يترأس فيه قسم السيناريو والإخراج وقبل أن يتوجه إلي مؤسسة دار الهلال كان يحكي لي عن أشياء كثيرة ولا أنكر أنني استفدت منها حتي الآن، مواقف لأشخاص، معلومات عن فنانين وأماكن واقتراحات يجب تطبيقها هنا وهناك سواء في السينما أو غيرها من الفنون ... أخبرني رحمه الله أنه قام بالتسجيل مع بعض رواد الفن مثل الفنانة فاطمة رشدى وغيرها...

وكان يخطط في تقديمها سواء كتابا أو فيلما تسجيليا كما فعل مع محمد بيومي أول من صنع فيلما مصريا في الإسكندرية.. وكذلك فيلم «روزاليوسف» الذي سرد فيه حياة امرأة جاءت من لبنان إلي مصر وأصبحت ملء السمع والبصر بعدما أصبحت ممثلة وصاحبة دار نشر صحفية قادت العديد من المعارك الصحفية خاصة ضد الاستعمار الانجليزي وأذنابه ومازالت وعندما كان يختلط عليّ الأمر كنت أستعين به كصديق وإذا كانت لديه المعرفة في ذاك الأمر يزيدني أكثر مما كنت أتوقع وأطلب..

أخبرني ذات مرة أنه متفائل بي .. وتعجبت كيف ذلك قال لي عندما كان يدعوني لمشاهدة مونتاج أفلامه كنت أضحك علي بعض المواقف التي قد لا تكون كوميدية بالأساس ولكن طريقة تقديمها جعلتها كذلك.. وتفاءلت بنفسي أنا أيضا.. أخيراً كنت قد اتصلت به لأستفسر عن مهرجان شرم الشيخ للسينما الأوربية الذي كان يقام في الأقصر هل هو امتداد لما سبق أخبرني أن هذا المهرجان هدفه هو ذاته الذي كان يقام في الأقصر ولكن طالما يقدم في مدينة أخري فلابد أن يبدأ التسلسل من جديد وعرفت أيضا أنه اختير لترأس تحرير سلسلة ثقافية تصدرها إحدي مؤسسات وزارة الثقافة وأنها سوف تصدر عددها الأول قريبا لكن القدر كان أسبق .. وأطلب من وزارة الثقافة البحث عن وسيلة للانتفاع بمكتبته الثرية وان يتواصل مع ابنه الوحيد الذي يعمل مخرجاً في روسيا لترجمة هذه الاستفادة إلي الواقع .. رحم الله العزيزين وأسكنهما فسيح جناته.

    Dr.Randa
    Dr.Radwa