مع دقات السابعة صباحا، ظهر جمال مدكور، المخرج السينمائي، والبكباشي محمد منير نور الدين، قائد "قطار الرحمة"، ومرافقيه؛ انتظارا للفنانين المرافقين للقطار، والذين بدأ توافدهم مبكرا رغم موجة البرد التي اجتاحت القاهرة صباح اليوم.
وحضرت الآنسة أمينة رزق، وهي ترتجف من شدة البرد، وقالت: "نفعل ذلك في سبيل الخير.. لأن الفنانين لم يعتادوا الاستيقاظ المبكر"، وقالت الفنانة ماري منيب: "طول الليل أدعو الله إني أصحى".
بعدها بقليل حضرت: ليلى مراد، وسعاد مكاوي، وهدى شمس الدين، وزهرة العلا، وليلى فوزي وأميرة أمير، فيما توافد الفنانون: حسين رياض، ومحمد كمال المصري، وكارم محمود، ومحمود شكوكو، وجلال حرب، وعزيز عثمان، وكمال الشناوي، ومحمد جنيدي، وحسن فائق.
وأخيرا وصل سلطان الجزار، وحسين الفار، يحيط بهما لفيف كبير من أبناء البلد، في هالة مرحة ضاحكة، وبدأ رصيف رقم 8 يزخر بآلاف من الجماهير.
مندوب الرئيس
وفي حوالي 8.40 دقيقة، وصل الصاغ مجدي حسنين، مندوبا عن رئيس الجمهورية، وحيا الفنانين، والصحفيين، ورجال الإذاعة، والمرافقين للقطار، وصافحهم فردا فردا، وقال لهم: "في سبيل الخير ما تفعلون وأنتم أمانة عندنا، وسنهيء لكم كل وسائل الراحة، والطمأنينة، وقد أنابني الرئيس، محمد نجيب عنه لكي أودعكم، ولولا شدة مشغولياته وتعبه لحضر بنفسه.
وبعد أن طاف القائمقام حسين حمدي بالقطار، وحيا رجال الجيش المرافقين للقطار، أخذ الصحفيون في التقاط الصور التذكارية، ثم تحرك القطار بين هتافات الجماهير لمصر البارة.. والناهضة.. وللجيش والشعب، وسط حركة دؤوبة للمصور السينمائي عبدالعزيز فهمي؛ لتسجيل رحلة القطار، منذ انطلاقها، كما سيسجل رحلته كلها سينمائيا .
فى دمياط
وعلى طول الطريق كانت جموع الأهالي تخرج لتحية قطار أهل الفن الذين كانوا يقابلون تحياتهم بمثلها، ولم يكن ضمن برنامج السير الوقوف أثناء الذهاب إلى دمياط في أي بلدة.
وقبيل الظهر وصل القطار إلى دمياط، وكانت دمياط كلها بشعبها، ورجالها الرسميون، فى انتظار موكب الرحمة من القاهرة.
جريدة الزمان : السبت 10 يناير 1953