يا ليلة العيد أنستينا

بقلم: الموجى الصغير

دائماً ما نشعر بالمناسبات من خلال الأعمال الفنية إذا كانت السينما أو المسرح أو الاذاعة أو التليفزيون وإن كانت الأغنية هي الأسرع انتشاراً وتأثيراً وتجاوباً مع الجماهير للفرحة في أي مناسبة، والجماهير تحاول أن تجد أي شيء يسعدها أو يكون سبباً في فرحتها وبهجتها، وعندما تبحث عن الفرحة تكون دائماً الأغنية هي المعبرة عن هذه الفرحة من خلال المناسبات السعيدة وفي جميع الاتجاهات سواء كانت تعبيراً عن فرحة الانتصار أو من خلال المناسبات الوطنية والاحتفال بالأعياد في جميع اشكالها، ودائماً ما ينفعل الجمهور ويلتف حول أغاني الأعياد وأردت أن أذكر بعض الأغاني على سبيل المثال وليس الحصر التي كانت تعبر عن الأعياد والتي صنعها مبدعونا وسنجد أن هذه الأغاني محفورة في وجدان الجماهير في مصر والعالم العربي من المحيط إلى الخليج وإذا استرجعنا بعض أغاني الأعياد سنجد أغاني فلكلورية كانت تردد وتعبر عن فرحة العيد وخصوصاً عيد الأضحى فكانت توجد أغنية تقول كلماتها :

بكرة العيد ونعيد

وندبح الشيخ سيد

ونضربه بالخرزانة

ونحطه في الأروانة

وهذه الأغنية من أوائل الأغاني التي كانت تعبر عن عيد الأضحى وفرحة الأهل والأقارب بالخروف الذي كانوا يطوفون به الشارع والحارة وفي الريف وهم يرددون هذه الأغنية الفلكلورية التي سرعان ما انتهت إلى أن تطورت أغاني الأعياد التي قدم فيها مبدعونا أجمل الأغاني، ونذكر فيها أغنية جميلة كانت تعتبر من أغاني العيد الأولى التي قدمتها سيدة الغناء العربي كوكب الشرق السيدة أم كلثوم والأغنية هي الأجمل والأشهر في تاريخ الغناء العربي وتقول «يا ليلة العيد أنستينا» وكانت هذه الأغنية في فيلم "دنانير " هذا الفيلم هو ثالث فيلم مثلته السيدة أم كلثوم وذلك بعد أن تأسس ستوديو مصر عام 1934 بعد أن بدأ يساهم بنك مصر في صناعة السينما وأراد أن يستهل انتاجه الأول بأفلام السيدة أم كلثوم وكانت الأفلام هي بالترتيب فيلم " وداد " ثم فيلم " نشيد الأمل " ثم فيلم " دنانير" والذي غنت فيه السيدة أم كلثوم هذه الأغنية

يا ليلة العيد أنستينا

وجددت الأمل فينا

يا ليلة العيد

وبدأت السيدة أم كلثوم تردد هذه الأغنية في حفلاتها وتذاع من خلال الاذاعة المصرية بصفة دائمة في كل عيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى وكانت الأغنية من كلمات الشاعر الكبير أحمد رامي ألحان الموسيقار العملاق رياض السنباطي وتوجد أغنية أخرى للسيدة أم كلثوم بعنوان " يا بهجة العيد" كلمات أيضاً الشاعر الكبير "أحمد رامي" وألحان الموسيقار الكبير محمد القصبجي ولكن لم تنل النجاح التي حققته أغنية "يا ليلة العيد أنستينا" وتوالت الأعمال الغنائية المعبرة عن العيد حيث قدم الموسيقار الكبير فريد الأطرش أغنية هل هلال العيد وقد غناها أول مرة مع المطربة الكبيرة نور الهدى وهى من كلمات الشاعر الكبير محمود بيرم التونسي وألحان الموسيقار الكبير فريد الأطرش. وذاع صيتها ونجحت نجاحاً كبيراً وغنتها بعد ذلك بمفردها ثم قدمت أغنية "هلت أنوارك يا عيد" كلمات نزار الحر، ألحان ميشيل خياط ولكن لم يكتب لها النجاح مثل أغنية "هل هلال العيد" وقدم بعد ذلك المطرب حفني أحمد حسن من كلماته وألحانه "يوم العيد" ثم قدم مبدعونا أكثر من أغنية للعيد حيث قدمت المطربة فاطمة علي أغنية "من سنة فاتت" كلمات عبد الرازق الحسيني ألحان رضا حمدي وقدمت أيضاً أغنية بعنوان "غنوة حلوة" كلمات عبد الرحمن الشرقاوي ، ألحان الموسيقار الكبير أحمد صدقي وقدمت أيضاً "عيد الحبايب" كلمات محمد رخا وألحان كامل أحمد علي وقدمت المطربة عصمت عبد العليم أغنية "كل عام وأنتم بخير" كلمات عبد اللطيف البسيوني ألحان عبد الرءوف عيسى. ثم قدمت المطربة الكبيرة سعاد مكاوي أغنيتين ، الأولى بعنوان "عيد السعادة والهنا" كلمات علي سليمان ألحان الموسيقار الكبير سيد مكاوي والثانية بعنوان "عيدنا النهارده " كلمات محمد الفيومي ألحان محمد قاسم وتوالت الأعمال المعبرة عن العيد حيث قدم المطرب الكبير اسماعيل شبانة أغنية "العيد" كلمات فؤاد السيد وألحان محمد اسماعيل كما قدمت حورية حسن أغنية بعنوان "العيد" كلمات حسن السوهاجي ألحان محمد الشاطبي ، كما قدمت المطربة مها صبري أغنية " نورت يا عيد " كلمات محمد عفيفي وألحان الموسيقار الكبير منير مراد وتوالت أغاني العيد حيث قدم الموسيقار الكبير محمد الموجي أغنية بعنوان "عيد الأضحى" كلمات الشاعر الكبير عبد العزيز سلام وغناء حسني الموجي وهو شقيق الموسيقار محمد الموجي الذي لم يستمر طويلاً في الغناء وسافر إلى العمل في الكويت وهو الذي غنى مع السندريلا سعاد حسني استعراض صغيرة على الحب يا عم يا صياد ، واستمرت الأعمال الغنائية التي تعبر عن العيد ثم جاءت أغنية الفنانة الكبيرة "صفاء أبو السعود" بعنوان "أهلاً بالعيد" كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد ألحان دكتور جمال سلامة وكانت هذه الأغنية هي الأبرز في الفترة الحديثة وبعدها انتج العديد من الأعمال الغنائية التي تعبر عن العيد إلى يومنا هذا ولكن ستظل في وجداننا أغنية "يا ليلة العيد أنستينا" وأغنية "هل هلال العيد" وأغنية "أهلاً بالعيد" هي الأغاني الأشهر في كل الأعياد.. وكل عام ومصرنا دائماً بخير وأتمنى من الله أن تكون كل أيامنا أعياداً.

وأقول إيه .. رحم الله عمالقة الفن المبدعين وأتمنى عودة زمن الفن الجميل.