الخميس 23 مايو 2024

نجوم وعروض الموسم المسرحي (2)

3-9-2017 | 15:00

بقلم: د.عمرو دوارة

الإبداعات الموسيقية للشقيقين الموهوبين محمد عزت وحاتم عزت تؤكد حقيقة قوة تأثير الجينات الوراثية وعلاقتها وتأثيرها على الإبداع الفني، فبرغم اختلاف بعض السمات الشخصية بينهما وأيضا استقلالية الشخصية الفنية لكل منهما إلا أن هناك كثيرا من الصفات التي تجمع بينهما ولعل من أهمها وأوضحها: دماثة الخلق والهدوء وعشق الفنون وخاصة الموسيقى، مع حرص كل منهما أيضا على توظيف التطور الموسيقي مع الاحتفاظ بالنغمات الشرقية الأصيلة، كذلك يتمتع كل منهما أيضا بحس درامي قوي، يتضح جليا بتميزهما في مجال المسرح الغنائي. وخلال هذا الموسم المسرحي شارك كل من الشقيقين في إثراء المسرح المصري بألحانه وإبداعاته، حيث شارك الشقيق الأكبر محمد عزت في تلحين وتقديم الرؤية الموسيقية لعرض "كأنك تراه" لفرقة مسرح الطليعة، في حين شارك الفنان حاتم عزت في تقديم الرؤية الموسيقية وتلحين أغنيات عرض "العسل عسل".

ما أجمل أن تتفجر الموهبة مبكرا وخاصة في سن الطفولة، فتنجح في لفت الأنظار إليها مما يتطلب ضرورة رعايتها وصقلها بالتدريب المستمر. وكم كانت سعادتي وأنا أتابع عروض هذا الموسم حينما جذب انتباهي تميز وتألق كل من الطفلتين إنجي إيهاب الخشن في عرض "وكأنك تراه"، وفرح شادي في عرض "سنوايت"، حيث تمتلك كل منهما حضورا محببا وصوتا معبرا وقدرة وشجاعة مواجهة الجمهور، وذلك بالإضافة إلى مهارة تقمص الحالة المسرحية، ومن المفارقات أن كل منهما تنتمي إلي أسرة فنية نجحت في كشف موهبتها مبكرا، فالأولى ابنة الموسيقار المتميز إيهاب الخشن والثانية ابنة المخرج والممثل المتميز شادي سرور .. فكل التمنيات الطيبة بمستقبل زاهر لكل منهما.

المخرج المسرحي محسن رزق مخرج مسرحية الأطفال المتميزة سنو وايت من جيل الشباب الذي أثبت قدراته الفنية خلال الألفية الجديدة. والحقيقة أن "محسن" قد استطاع أن يلفت الأنظار إليه منذ تقديمه لأول عرض من إخراجه بمسارح الدولة، وبالتحديد عرض "دعاء الكروان" لفرقة مسرح الشباب (عام 2007)، ثم أكد نجاحه بعد ذلك بتقديم بعض العروض الجماهيرية ومن أهمها: "أنا الرئيس" لفرقة المسرح الكوميدي عام 2015، و"حارة العوالم" 2016 لإحدى الفرق الخاصة. جدير بالذكر أن الفنان الشاب محسن رزق قد سبق له تحقيق ذاته وإثبات موهبته سواء كمؤلف إذاعي أو كسيناريست، خاصة بعدما نجح في تكوين ثنائي فني مع الفنان الكوميدي سامح حسين، فقدما معا مجموعة من المسلسلات الناجحة ومن بينها: "عبودة ماركة مسجلة"، "القبطان عزوز"، "اللص والكتاب"، "الزناتى مجاهد" و"حاميها وحراميها"، وإن كان فيلم "عسل أبيض" لسامح حسين وأحمد راتب ولطفي لبيب يعد من أهم أعماله الفنية.

يحسب للفنانة المتألقة مروة عبد المنعم حرصها على المشاركة بالعروض المسرحية وخاصة عروض الأطفال، فقد سبق لها المشاركة في بطولة عرض "الجميلة والوحش" من إخراج محمود حسن عام 2013، وهذا العام تتألق بالمشاركة في بطولة مسرحية "سنو وايت". والحقيقة أنها بخلاف تمكنها من مفرداتها الفنية تتمتع بوجه طفولي بملامح بريئة، وتمتلك حضورا محببا، وذلك بالإضافة إلى امتلاكها لمهارات المشاركة في الغناء والاستعراض، مما يؤهلها إلى تحقيق التواصل مع الطفل وكسب ثقته وتعاطفه مع الشخصيات التي تقوم بتجسيدها. وأعتقد مخلصا أنها لو حرصت كل عام على تقديم عرض جديد - على نفس المستوى - فسوف تحقق لنفسها مكانة خاصة في عالم مسرح الأطفال فتتربع على عرشه بجدارة، وبالتالي يصعب منافستها فيه بعد ذلك.

الفنانة القديرة نعيمة عجمي نموذج مشرف ومثال يجب أن يحتذى للفنان حينما يكتشف مناطق قوته ويؤكدها، فقد سبق لها أن نجحت في تصميم الديكورات والملابس لعدد كبير من المسرحيات، ولكنها اكتشفت من خلال ممارستها الفنية والتجربة العملية وبموضوعية شديدة أن مجال تميزها الأكبر هو تصميم الملابس، خاصة وأن هذا المجال قد أصبح برحيل الفنان القدير عبد الغني أبو العينين (1929 - 1998) خاليا تماما وفي انتظار من يستطيع سد هذا الفراغ الكبير الذي تركه. والحقيقية أن الفنانة المتميزة نعيمة عجمي قد استطاعت بموهبتها ودراستها ودأبها وضع بصمة رائعة في هذا المجال، وذلك عندما سبرت جميع أغواره واكتسبت خبرة معرفة نوعية ومواصفات الخامات المختلفة ودرجات ألوانها وأسعارها، وقد توجت إبداعاتها في هذا المجال بحصولها على عدد من الجوائز الأولى ببعض المهرجانات الدولية. ويستطيع المتذوق لفن تصميم الملابس أن يستمتع بتلك التصميمات الرائعة التي قدمتها وأشرفت على تنفيذها بمسرحية "سنو وايت"، فبالتأكيد سوف ينبهر بجمال التصميمات وجمال وروعة الألوان وثراء الخامات ودقة التنفيذ، ولا أكون مبالغا إذا قلت إن تلك الملابس البديعة تعد من أهم عوامل نجاح هذا العرض.

الوجوه الجديدة لا تعني فقط أنها في بداية الطريق، ولكن قد يعني أنها قدمت نفسها أخيرا بصورة جديدة لفتت من جديد الأنظار إلى قدراتها الفنية، أو بمعنى آخر قد أتيحت لها أخيرا فرصة لفت الأنظار وإثبات الذات والتألق، ومن بين الممثلين الذين أثبتوا نجاحا وتميزا خلال عروض هذا الموسم كل من الفنانين: أحمد زايد، وائل شاهين، حبيبة (بمسرحية"العسل عسل")، طارق صبري، هند عبد الحليم، محمد ناصر، هايدي رفعت (بمسرحية"يوم أن قتلوا الغناء")، رامي الطمباري، دعاء رمضان، محمد خالد، نورا القاضي (بمسرحية "اترك أنفي من فضلك")، أحمد الجوهري، محمد عبد الله، نادين أشرف، نسمة عادل (بمسرحية "الطقوس")، زياد هاني، عائشة تامر، منصور سالم (بمسرحية "سينما 30")، محمد عبد الصبور، شريهان قطب (بمسرحية "عيد ميلاد ماريونيت"، مصطفى حجاج، محمد سلامة، خالد إبراهيم (بمسرحية "سنو وايت").

برزت خلال هذا الموسم المسرحي أسماء مجموعة من المخرجين الشباب الذين أثبتوا موهبتهم وجدارتهم الفنية وقدرتهم على المشاركة الإيجابية في تطوير مسار المسرح المصري وفي مقدمتهم كل من الفنانين: إسلام إمام (اترك أنفي من فضلك)، تامر كرم (يوم أن قتلوا الغناء)، محمود جمال (سينما 30)، عمر الشحات (لعبة العراف)، كما برزت من الأجيال السابقة أسماء كل من الفنانين: إميل شوقي (العسل عسل)، سعيد سليمان (شامان)، أكرم مصطفى (واحدة ست).