تزامنا مع احتفال المصريين بعيد اﻻضحى المبارك، واﻻستمتاع بالعطلة في الحدائق والمتنزهات والسينمات، هناك من يواصلون الليل بالنهار لخدمة الجميع، دون أن يعرفوا للراحة طعما، فالعيد بالنسبة إليهم يعني بذل جهد أكبر في العمل، وإعلان حالة الطوارئ، تتمثل مكافآتهم في أن تمر المناسبة بسلام.
«الهلال اليوم» تجولت بين المستشفيات، ومرافق الإسعاف والمطافئ، لتتفقد طبيعة أعمالهم، فهم جنود معلومة يرابطون في خدمة الوطن والمواطن خلال العيد.
الواجب والمسئولية
الواجب والمسئولية هما الشعور المشترك، بين جميع العاملين بالمهن التي ﻻ تعرف الراحة في العيد، خاصة أن رفع حالة الطوارئ، ومنع الإجازات ومواصلة الليل بالنهار، هو اﻷمر الطبيعي، لعملهم خاصة خلال أيام العيد والمناسبات القومية.
رجال الإسعاف في الصدارة
داخل مرفق إسعاف القاهرة تجولت «الهلال اليوم»، لرصد استمرار العمل على قدم وساق، ومواصلة الليل بالنهار، خلال أيام العيد دون كلل أو ملل، فسيارات الإسعاف كاملة العدد، وعلى أتم اﻻستعداد؛ لإنقاذ المريض، إسعاف الجريح.
«ده واجبنا وطبيعة عملنا»، بهذه العبارة بدأ محمد عبدالله المشرف على مرفق إسعاف قطاع القاهرة، حديثه عن طبيعة عملهم خلال أيام عيد، مؤكدا أن العيد بالنسبة لمرفق الإسعاف هو مجهود إضافى وعبء زائد على العاملين بالمرفق، وانتشار مكثف أمام الحدائق، والمتاحف، والمتنزهات، لإنقاذ أي حاﻻت طوارئ، قد تحدث أثناء احتفال المواطنين بعيدهم.
وأضاف أنه تم قبل أيام من حلول العيد، رفع حالة الطوارئ القصوى، ومنع الإجازات نهائيا.
وعن طبيعة اليوم وعدد حاﻻت المصابين، الذين تم إسعافهم في ثاني أيام العيد، قال أحد العاملين بالمرفق: «اليوم كان طبيعيا، حيث نقلت منذ الصباح الباكر، عدد من حاﻻت الغسيل الكلوي لأن حاﻻت مرضى الغسيل الكلوي ﻻ تسمح بتأخير، أو إجازات».
وتابع: «أسعفت طفلا كان يلهو داخل مركز شباب الجزيرة وسقط من فوق إحدى اللعبات، ليصاب بكسر في الذراع، وتم انقاذه وعمل اللازم بالمستشفى».
معهد ناصر خلية نحل
ولم يختلف المشهد كثيرا داخل أروقة مستشفى معهد ناصر، فتجد الأطباء، والممرضين، والمسئولين بالمستشفى يعملون كخلية نحل، على أتم الاستعداد لاستقبال أي حالات طارئة، أو حوادث، غير مهتمين بإجازة العيد.
ويقول الدكتور أحمد عبداللطيف، نائب مدير مستشفى معهد ناصر، إنه تم وضع خطة للعمل منذ يوم الوقفة، تضمنت إلغاء الإجازات، والراحات للأطباء، تضمن وجود الأخصائيين، والمستشارين، ونواب المستشفى، ومديري الأقسام، وطاقم التمريض، بجانب توفير الأمصال والمستلزمات الطبية.
مطافئ العتبة.. استعداد دائم
وخلال جولتنا انتقلنا لمقر الحماية المدنية بالعتبة، ورصدنا حالة الاستنفار الأمني، والاستعدادات القصوى؛ لتلقي أي بلاغات وسط حالة من اليقظة بين الضباط والأفراد، الذين عبّروا عن سعادتهم بوجودهم بمقار عملهم خلال أيام العيد.
وأكد اللواء علاء عبد الظاهر، مساعد وزير الداخلية للإدارة العامة للدفاع المدني، أنه تم وضع خطة تضمنت إلغاء إجازات الضباط والأفراد بالإدارة، وإعلان الحالة "ج"، ورفع درجة الاستعداد بجميع مراكز العاصمة.
ولفت إلى توجيه تعليمات دائمة، بسرعة التحرك فور تلقي البلاغات، والتعامل معها، وفق الخطة التي تضمن انتشارا واسعا في أوقات قياسية، مشيرا إلى أن الأمر ينطبق على خبراء المفرقعات، الذين ينتشرون بجميع الميادين والمحاور الرئيسة إضافة إلى تعيين خدمات خاصة بمحيط المنشآت الهامة والحيوية والمواقع الشرطية والمراكز التجارية الشهيرة والمتنزهات العامة.
وأكد أحد رجال المطافئ، أنه يحرص على العمل خلال العيد؛ لأنه يؤدي واجبه الوظيفي.