بقلم : سمر الدسوقى
هناك خلف قوتهن وتماسكهن، كان وما زال يكمن إيمان يظلله حب الوطن، هذا هو ما كنت أشعر به ببساطة في كل لقاء يجمعني بأم أو زوجة شهيد من شهداء الجيش والشرطة الذين قدمتهم الأسر المصرية كهدية للوطن، ورغم كونها هدية غالية إلا أنها لم تتردد أو حتى تفكر في تقديمها فداء له منذ اندلاع ثورتي يناير ويونيو، فرحيل الحكم الإخواني الغاشم وحتى الآن، حيث كانت وما زالت هذه التضحية مستمرة وبنفس راضية وبالأخص من أجل مواجهة الإرهاب الذي انطلق كفزاعة إخوانية غادرة مع رحيل العدوان الإخواني عن الحكم، فشهدنا عددا من العمليات الإرهابية الغادرة ـــ داخل سيناء أو خارجها ـــ التي استهدفت خيرة جنودنا وأفقدت ذويهم السند، ورغم هذا استمرت التضحيات، وفي كل كانت أمهات وزوجات الشهداء صابرات قانتات، فلا يمكنني أن أنسى السيدة إكرام حمدي والدة الشهيد الرائد هشام شتا، معاون قسم كرداسة الذي استشهد خلال الهجوم الوحشي على القسم إبان فض اعتصامي النهضة ورابعة، عن عمر يناهز الخامسة والعشرين عاما، ومع هذا كانت والدته في طليعة المشاركات بالتبرع في صندوق «تحيا مصر» في كل مرة كنت أدعوها لمشاركتي في هذا الحدث، مؤكدة على أن دعمها للوطن خير تخليد لاسم ابنها الشهيد، وبنفس الصورة لم تقل الزميلة والصديقة العزيزة الكاتبة الصحفية سامية زين العابدين والتي استشهد زوجها العميد أركان حرب عادل رجائي أمام عينيها وأمام منزلها في حادث اغتيال غادر، في قدرتها على الصمود والتضحية عن هؤلاء الأمهات، فخلال عدة لقاءات جمعتني بها لم يكن يعنيها سوى تأسيس كيان لدعم أسر الشهداء من قواتنا، وغيرهما الكثيرات ممن استطعن بقوة هذا الصمود أن يقهرن الإرهاب ويجعلنه يدرك من هن أمهات ونساء مصر، لذا كان الحرص الدائم من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على مساندتهن ودعمهن والالتقاء بهن شخصيا في كافة المناسبات، بل وتكريمهن وتكريم شهداء مصر، واليوم ونحن نحتفل بعيد الأضحى المبارك دعونا نجعل قائدنا ورئيسنا عبد الفتاح السيسي قدوتنا في هذا ونبدأ يومنا واحتفالاتنا بالعيد بتقديم التهنئة لكل أم وزوجة شهيد من جنودنا نعرفها، سواء من خلال الزيارة أو المعايدة الهاتفية، فلنجعلهن يشعرن أن مصر كلها أبنائهن وأنهن لم يفقدن عزيزا، أما هذه الطفلة التي كانت مجرد رقما من بين أكثر من 2 مليون طفل، كانوا يشكلون الأعداد الفعلية لأطفال الشوارع في مصر كما رصدتهم منظمة «اليونسيف» في آخر تقاريرها، تلك الطفلة التي عاشت لسنوات طويلة تعاني من مصير مظلم تنسجه الطرقات الضيقة والأزقة القاتلة لأحلام طفولتها وحقها في حياة كريمة، حتى كان مشروع «أطفال بلا مأوى»، ليعيد إليها روح الحياة مرة أخرى، بعد أن ظلت غيره من المشروعات النظيرة والتي وضعت لإنقاذها وغيرها من أطفال الشوارع لفترات زمنية طويلة حبيسة الأدراج، لا تجد الاهتمام الكافي أو التمويل اللازم للخروج للضوء، حتى وضعتها القيادة السياسية مؤخرا نصب أعينها، وفتح لها الرئيس عبدالفتاح السيسى باب أمل جديد، حيث تم اتخاذ قرار بتمويل هذا المشروع على سبيل المثال من صندوق «تحيا مصر» بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، بهدف دعم وتأهيل هؤلاء الأطفال من خلال تدريب عدد من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين للنزول لهم في أماكن تجمعهم في المحافظات المختلفة من خلال عدد من الوحدات المتنقلة والتعرف على مشكلاتهم الصحية والنفسية والتعامل معها، بل وإتاحة الفرصة لهم لممارسة عدد من الأنشطة الترفيهية، بجانب العمل في نفس الوقت على تطوير عدد من دور الرعاية الاجتماعية المخصصة لهم سواء من خلال العمل على تحسين البنية التحتية لها أو تدريب الكوادر البشرية العاملة بها، بهدف التعرف على مشكلات هؤلاء الأطفال ومحاولة حلها إما بإعادتهم لأسرهم أو إيداعهم في إحدى هذه الدور، وهو ما يجعلنا نحلم بما هو أكثر لهم ولمستقبلهم، فلنبدأ ونحن نعنى بتعليمهم، بغرس روح الانتماء والولاء في نفوسهم، بإرشادهم إلى تبجيل الوطن الذي عنى بحمايتهم من مصير مجهول، فلنبدأ بأن نقول لهم عيدكم سعيد أبناء وطننا الأعزاء، نحن منكم وأنتم منا ولن نترككم بمفردكم، بل سنبني جميعا وطننا هذا بسواعدنا وسواعدكم، وكل عام ومصرنا الجميلة بأمهات وزوجات شهدائها المضحيات، بأطفالها زهور المستقبل أينما كانوا بألف خير، كل عام ونحن نبني ونزرع خلف قائدنا ورئيسنا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كل عام وبلدنا سعيد وأحلى وأجمل.