السبت 18 مايو 2024

فى الغربة .. العيد ذكريات وحنين

4-9-2017 | 16:13

كتبت:نيرمين طارق

نحتفل فى العيد بكل مظاهره وطقوسه من ذبح للأضحية وسط تجمع أفراد الأسرة الواحد وتبادل التهانى مع الأهل والجيران وصلة الأرحام، بينما هناك كثيرون كان قدرهم مغادرة الوطن سعيا وراء الرزق أو طلب العلم، ليس أمامهم سوى الاشتياق إلى أيام كانت تجمعهم مع ذويهم، علهم يتمتعون بنكهة ذكريات جميلة يحنون إليها.. إنه العيد ولكن بنكهة الغربة

فى البداية يقول كريم محمود 30 سنة، محاسب يعمل في الإمارات:العيد عندى مرتبط بالذبح فى الشارع وتجمع الجيران لمشاهدة الأضحية، لكن هذا لا يوجد فى دبى، وكان الحل أن يفتح أخى الأصغر لى الكاميرا عند ذبح الأضحية حتى أشعر بمشاركتى لهم كل طقوس العيد كما تعودت قبل السفر.

أما أسماء خطاب 26 سنة فتؤكد أنه لا يوجد أى عيد فى الغربة لعدم الذبح فى الشارع، وأن الإحساس بعد صلاة العيد بالوحدة صعب جداً لأن أهل البلد يقفون بعد الصلاة للسلام وتهنئة بعضهم البعض بينما المغترب يقف وحيدا ليس له أقارب، وتهنئة الأهل فى التليفون مؤلمة جداً وتكفي كلمة "ياريتك معنا".

ويذكر خالد سمير، مهندس29سنة، يعمل في الكويت أن عيد الأضحى مرتبط بمائدته الخاصة التي تجتمع حولها الأسرة وترص فوقها أشكالا مختلفة من الأطعمة التي تتبارى الأسر في طهيها وعلى رأسها صينية الرقاق لكن للأسف كل هذه الطقوس لا مكان لها فى الغربة وبالتالى لا يشعر بالعيد بل يعتبره مجرد يوم أجازة عادى.

وتصف سارة طاهر مهندسة 27 سنة، مشاعرها خلال أيام العيد التى تقضيها بعيدا عن وطنها وأهلها قائلة:بعد تخرجى عملت فى القاهرة وكنت أسافر فى الأعياد للمنيا لقضاء هذه الأوقات الجميلة مع عائلتى، لكن فى إحدى المرات لم أتمكن من السفر بسبب نزلة برد شديدة جدا وطلبت وجبة من المطعم, وعندما رن جرس الباب توقعت أن الطعام الذى طلبته قد وصل ولكن فوجئت بأطباق فتة وكبدة ضانى من الجيران الذين أرادوا تخفيف آلامى لبعدى عن أهلي خلال تلك الأيام المباركة.

مناسبة مؤلمة

وتقول رانيا نبيل، أخصائية تسويق28 سنة: عندما كنت فى دبى كان العيد بالنسبة لى مناسبة مؤلمة جداً بسبب بعدى عن أسرتى لدرجة أنني تعرضت للإصابة بالأرتيكاريا وهى حساسية نفسية، وقمت بقطع تذكرة على حسابى لأعود لمصر فالعيد بعيدا عن العائلة مؤلم جداً.

أما مصطفى سعيد موظف خدمة عملاء 33 سنة، يعمل بالسعودية فيقول: عندما كنت أعمل فى مصر كان الحصول على أجازة العيد بالنسبة لى أمرا مهما جدا، لكن حالياً وأنا فى السعودية أذهب إلى العمل فى العيد لأن الهدف من الأجازة كان رؤية الأقارب وقضاء هذا الوقت.

ورغم صعوبة قضاء العيد فى الغربة إلا أن تجمع المصريين المغتربين لتبادل التهانى يشعرهم بالتواجد وسط الأهل، فيقول شريف شاكر صيدلي 30 سنة: يتجمع بعض المصريين المغتربين فى إحدى الحدائق أو أحد البيوت لتناول الفتة وإقامة كافة الطقوس المصرية الخاصة بعيد الأضحى ما يشعرنا أننا فى الوطن وليس فى الغربة.

 

الوحدة

وعن المشاعر التى تعترى الإنسان إثر قضائه أيام العيد بعيدا عن أهله ووطنه يقول د. جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية: يعانى المجتمع من اغتراب اجتماعى بسبب الظروف الاقتصادية التى جعلت المواطن يعمل فى أكثر من مكان حتى يلبى احتياجاته ما جعل الأسرة المصرية تتقبل سفر أبنائها للخارج من أجل تحسين مستوى المعيشة متحملين ابتعادهم عنهم في المناسبات المختلفة، وبالنسبة للشاب المغترب فالإحساس بالوحدة عنده أفضل من الناحية النفسية من احتياجه للمال فى الوطن حيث يتقبل هذا الإحساس مقابل تحقيق أهدافه.

ويقدم د. أحمد هلال استشارى الطب النفسى، روشتة للشباب لتخفيف شعورهم بالوحدة في العيد ويقول: على المغترب أن يتواجد بين مجموعات من أهل بلده حتى لا يشعر بالوحدة وإلا يستسلم للعزلة، وأن يبحث باستمرار عن أصدقاء جدد يمارس معهم نفس طقوس الأعياد التى كان يمارسها مع أسرته وأصدقائه فى بلده كما يجب أن يتذكر الهدف الذى سافر لتحقيقه لأن الرغبة فى تحقيق الهدف والحلم سبب كاف لمقاومة المشاعر السلبية، بالإضافة إلى التواصل مع الأصدقاء عبر وسائل الاتصال الحديثة والتى تشعر الأسرة بتواجد الابن بينهم رغم بعد المسافات.   

    الاكثر قراءة