الأربعاء 22 يناير 2025

المعلم حنفى.. بطل الكوميديا يموت بالاكتئاب

  • 15-2-2017 | 10:14

طباعة

شخصية عُرفت فى تاريخ السينما المصرية بالشخصية الكوميدية، فكان يطلق عليه فى بعض الأحيان "الذراع الأيمن لإسماعيل ياسين" لمشاركته فى العديد من أفلامه.

"عبدالفتاح القصرى"، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، اشتهر بأدوار ابن البلد غير المتعلم، قدم شخصية خفيف الظل مدّعى الثقافة، كما قدم زعيم العصابة والوصولى، رغم كونه ابنا لأب ثرى يعمل فى تجارة الذهب، ودراسته فى إحدى المدارس الفرنسية، والتى كانت مفاجأة للبعض، فالجميع كان يعتقد أنه  لا يعرف القراءة والكتابة.

برغم ما كان الفن سببًا فى كثير من السعادة فى حياة القصرى، كان أيضا سببًا فى تعاسته، فبسبب الفن حُرم من ميراث والده، فأصبح الفن مصدر رزقه الوحيد.

"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، آية كريمة، تنطبق تماما على القصرى، الذى توقع كثيرون عدم إكماله العمل السينمائى بسبب حول إحدى عينيه، إلا أن ذلك كان سببا فى جعله من أشهر فنانين الكوميديا فى عصره.

ظل القصرى محبًا للفن، الذى أنهى حياته، ففى إحدى مسرحياته مع إسماعيل ياسين، صرخ القصرى بأنه لن يرى شيئا، فقد حل ظلام دامس، فالجميع توقع أنه يمثل جزءًا من المشهد، وبالفعل هذا كان المشهد الأخير للفنان على خشبة المسرح، فقد أصيب القصرى بالعمى.

كانت إصابته لحظة فارقة فى حياته، فقد ظل جالسا فى بيته، بمفرده حيث تركته زوجته التى تصغره بأعوام كثيرة، بعدما جعلته يتنازل عن ممتلكاته، لتهرب مع شاب قام بتربيته كابنه فى منزله، لتقضى الحكومة بعدها على ما تبقى منه، وهدمت له البيت الذى كان يسكنه، فاضطر للإقامة فى حجرة فقيرة جداً تحت "بير السلم" فى أحد البيوت الفقيرة بالشرابية، وأصيب بتصلب الشرايين بسبب الفقر والبرد وعدم الاهتمام، ما أثّر على مخه وأدى لفقدانه الذاكرة، ليموت بعدها.

ورغم أن القصرى كان علما من أعلام الفن المصرى طوال سنوات، لم يحضر وداعه الأخير سوى نجوى فؤاد فقط وثلاثة أفراد من المواطنين، بالإضافة إلى أسرته، الأمر الذى أثار جدلا كبيرا.