تحرك جديد من الحكومة المصرية نحو الطاقة النووية، وفقًا لما أكده المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، اليوم الثلاثاء، باكتمال عقود المحطة النووية بالضبعة، ومراجعتها فى مجلس الدولة وتمت الموافقة عليها.
وفيما يخص الرئاسة، فوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، الدعوة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش أعمال قمة "بريكس"، المنعقدة بمدينة شيامن الصينية، لحضور الاحتفال الذي سيقام بمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة، وهو ما رحب به بوتين، على أن يتم الاتفاق على موعد الزيارة بين الجانبين.
وفي هذا السياق، قال فاليري كاريزين، مدير عام المشروعات التعليمية بشركة روس أتوم الروسية الحكومية للطاقة النووية، إن الحكومة المصرية افتتحت في يوليو الماضي، المدرسة الثانوية الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية بمنطقة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح، وهو الموقع الذي سيشهد إقامة أول محطة نووية في مصر.
وأضاف كايزين، اليوم الثلاثاء، أنه تقدم للالتحاق بالمدرسة عدد هائل من الطلبة اقتربوا من 2000 طالب خلال الأسبوع الأول فقط من فتح باب الالتحاق، وذلك على الرغم من الشروط العديدة للقبول ومن بينها الحصول على شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسي "الإعدادية" بمجموع فائق.
ويُعد هذا الإقبال الكبير على الالتحاق بالمدرسة الجديدة دليلاً قاطعاً على الاهتمام غير المسبوق من الطلبة المصريين بقطاع الطاقة النووية وفرص العمل به.
وطبقاً للتقديرات الأولية، فإنّ عدد الكوادر المطلوبة للعمل في محطة الضبعة النووية يصل بشكل مبدئي إلى 7000 كادر متخصص لتشغيل المحطة وتقديم كافة الخدمات المرتبطة بذلك، هذا إلى جانب عدد أكبر من المصريين المؤهلين لتنمية قطاع الطاقة النووية للأغراض السلمية في السوق المحلي.
ولهذا السبب، أصبح التعليم والتدريب المتخصص في مجال التكنولوجيا النووية ذا أهمية إستراتيجية ليس فقط بالنسبة لقطاع الطاقة النووية المصري، ولكن لتنمية مستقبل مصر على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وأكد مدير عام المشروعات التعليمية بشركة روس أتوم، أن المدرسة الثانوية الفنية لتكنولوجيا الطاقة النووية بمنطقة الضبعة هي أول مؤسسة تعليمية في المرحلة الثانوية تتخصص في التعليم والتدريب النووي، إلا أنّ هناك عدد من الدورات التدريبية المتخصصة الأخرى في المناهج النووية والمتاحة للطلبة المصريين، معظمها تحت إشراف روس أتوم الروسية، الشريك النووي لمصر في مشروع محطة الضبعة النووية.
ومن ناحية أخرى، قامت الجامعة الوطنية للبحوث النووية (معهد موسكو لهندسة الفيزياء)، وهي من أهم الجامعات ضمن كونسورتيوم روس أتوم التعليمي والذي يضم عدداً من الجامعات الروسية، بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع جامعة الإسكندرية لزيادة التعاون العلمي والتدريبي بين مصر وروسيا من أجل اعداد الكوادر المصرية المتخصصة في المجال النووي، وتسهيل التبادل العلمي بين البلدين في هذا المجال، ودعم الأبحاث النووية المصرية الروسية على مستوى التعليم العالي.
وبالفعل، هناك برنامج للزمالة يمنح الطلبة المصريين إمكانية التخصص الرئيسي في العلوم النووية (مثل الفيزياء والهندسة وغيرها)، والعديد من الفرص لاستكمال تعليمهم في إحدى جامعات كونسورتيوم روس أتوم للتعليم الجامعي.
وبالإضافة للمناهج النووية، يحصل الطلبة المشاركون في هذه البرامج على دورات تعليمية في اللغة الروسية بما يسهل تواصلهم وتعاونهم مع المتخصصين الروس القائمين على تنفيذ انشاءات محطة الضبعة النووية.