حوار: محمد القاضى
أصبح منتخب مصر الوطنى أمام خيار وحيد يتمثل فى ضرورة التركيز فى مشوار المنافسة بقوة على الوصول إلى نهائيات كأس العالم القادمة فى روسيا ٢٠١٨، بعد نهائيات كأس الأمم الإفريقية أمام منتخب الكاميرون فى نهائى أمم الجابون ٢٠١٧، وأمام الجهاز الفنى تحدٍ كبير فى التأهل للمونديال، ولذا واجهنا أسامة نبيه المدرب العام للمنتخب وكاتم الأسرار داخل الجهاز الفنى، للتعرف على التفاصيل.
ما تعليقك على هتاف جماهير الأهلى ضدك في مباراة السوبر؟
من حق جماهير الأهلى أن تحزن فعلاً بسبب غياب كابتن الفريق الأحمر عن التواجد في نهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، ولكن الغريب أن يلقي كل جهاز المنتخب التحية فى ملعب خارج حدود بلدنا، إلا أنا فقط، على الرغم من أننى لا أملك اتخاذ قرار باستبعاد غالى؛ لأن القرار في يد مستر كوبر فقط، أما رأيى فهو استشارى فقط لا غير، والمهندس هانى أبوريدة طلب منى من ملعب أبو ظبي عدم الرد نهائياً على جماهير الأهلى، والتزام الصمت فقط.
كيف ترى المنتخب بعد الهزيمة فى النهائي الإفريقي؟
الحمد لله، فعلنا كل ما بوسعنا، وقدمنا كل شيء من أجل صالح هذا الفريق، منذ أن تولينا مهمة تدريب منتخب مصر، وهذا شرف كبير لنا جميعاً، وتحملناه وتحملنا ما لا يطيقه أحد من هجوم غير مبرر علي الجميع، وعلي فترات متباعدة وبدون أسباب محددة، ورغم كل هذه الضغوط التي تعرضنا لها جميعاً، إلا أننا نجحنا في تكوين فريق قوي، نجح في تصدر مجموعته في تصفيات كأس العالم بمونديال روسيا ٢٠١٨، ونجح في الوصول إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية، بعد غياب ثلاث بطولات متتالية، ثم تصدر مجموعته في بطولة الأمم بالجابون، والوصول إلى الأدوار المتقدمة حتي وصلنا إلى قمة البطولة، وخسرنا فى النهائي، فماذا نفعل بعد كل ذلك لكي يرضى عنا كل من يهاجموننا.
ومن يتحمل مسئولية الخسارة؟
لا أحمل أى فرد مسئولية الخسارة؛ لأن الجميع فى الجابون اجتهد من أجل الصالح العام، وكان هدفنا تكوين منتخب قوي يستطيع أن يحمل آمال هذا الشعب، ويصل إلى نهائيات كأس العالم، ويعود مرة أخري للتوييج ببطولة الأمم الإفريقية، وقد وصلنا لنهائي البطولة، وخسرنا في مباراة عانينا قبلها بكم كبير من الإصابات لا يطيقه أي جهاز فني.
وكيف ترى الهزيمة فى النهاية وخسارة بطولة؟
خسرنا بطولة مهمة كنا نتمناها من أجل إسعاد شعب مصر العظيم، والذي كان يطمح في إعادة أمجاد الجيل الذهبي لمنتخب مصر، بداية من أحمد حسن، ومحمد أبو تريكة، وحسنى عبد ربه، عمرو زكى، وعماد متعب، وغيرهم من نجوم تلألأت في سماء مصر وإفريقيا، علي مدار ٦ سنوات فازت خلالها مصر بثلاثية تاريخية لن تتكرر، وكنا نطمح في إعادة البسمة من جديد علي الجماهير، ولكن لم يحدث ويكفينا فخرا حالة الرضا لدي الجماهير، والمقتنعة تماما بما قدمناه خلال مشوارنا في بطولة إفريقيا.
لماذا خسرنا البطولة الإفريقية رغم الوصول للنهائي؟
خسرنا لظروف كثيرة أهمها الإصابات المتتالية التي عانينا منها خلال مشوار البطولة بالكامل، فهل من الممكن أن تبدأ بطولة بإصابة الحارس الأساسي وقتها، وهو شريف إكرامي ثم يدخل الحارس الثاني أحمد الشناوي ويلعب لمدة ٢٠ دقيقة فيصاب إصابة بالغة تخرجه من البطولة نهائياً، فهل يعقل أن تلعب بعصام الحضري في مباراتين دون بديل له، ورغم ذلك كنا نؤدي بشكل قوي ثم تتوالي الإصابات بمحمد عبد الشافي ومحمد النني وأحمد حسن كوكا، وكانت الطامة الأكبر لنا هي اصابة مروان محسن بقطع بالرباط الصليبي، وهو أمر كان صعباً علي أي جهاز فني يعمل، ويريد الفوز بالبطولة فالمنتخب دخل المباراة النهائية دون رأس حربة واحد، وهو أمر صعب ومع ذلك كنا قريبين من التتويج، ولكن الكاميرون نجح في النهاية العودة والفوز بالبطولة.
ما أكثر الصعوبات التي واجهتكم خلال البطولة غير الإصابات؟
ملعب بورت جنتيه هو ملعب سيئ جداً وبشكل كبير، لقد تسبب هذا الملعب في إصابة عدد كبير من لاعبينا، هو شيء مزعج جداً، وقدمنا أكثر من شكوى لكي لا نلعب عليه، ونحن في النهاية الخاسرون سواء لإصابات لاعبينا أو لعدم التتويج بالبطولة، فإذا كانت الإصابات عاملا مهما فهذا الملعب هو العامل الأهم؛ لأنه هو الذي تسبب في هذا الكم من الإصابات ومن قبل أن تبدأ البطولة من الأساس.
هل تحمل اللجنة المنظمة مسئولية هذا الموضوع؟
نعم أحملها، لأنه كان عليها أن تري الملعب قبل أن يتم تجهيزه لاستضافة مبارايات مجموعة كاملة، فهو تسبب في خسارتنا لكل اللاعبين الذين أصابتهم لعنة الاصابات، وليس نحن فقط بل منتخب غانا ومنتخب اوغندا ومنتخب مالي، كل هؤلاء المنتخبات خسرت العديد من اللاعبين بسبب هذا الملعب فهو أسوأ ملعب لعبنا عليه مدار السنوات الماضية.
كيف تري الفترة المقبلة مع المنتخب؟
سوف نجتهد ونواصل العمل، فنحن الآن أمام منتخب مصري حائز علي الميدالية الفضية، وأعلم أن هذا لا يليق بمنتخب عظيم مثل منتخب الفراعنة، ولكن ها هو ماحدث وأمام منتخب هو متصدر مجموعته بتصفيات كأس العالم، وسوف نضم وجوها جديدة خلال الفترة القادمة لسد العجز فى بعض المراكز الشاغرة، كما نسعي أن نقدم أجندة استعداد قوية قبل أول المباراة القادمة، والتي سيخوضها المنتخب بشكل رسمي في تصفيات كأس العالم، والتي سنعمل علي حسمها بالفوز وتأكيد الوصول لنهائيات مونديال روسيا دون النظر لنتائج المنتخب الأخري، كما حدث خلال كافة التصفيات الماضية، وهو ما لا نرضاه نهائيا حتي نسعد هذا الشعب، وإذا سألت أي مواطن وقلت له أن تتوج ببطولة إفريقيا، أم تصل لكأس العالم، سوف يؤكد لك الوصول لكأس العالم بالطبع؛ لأنه حلم كل مصري هو أن يري نجومه في ملاعب أوربا وتبهر العالم بالأداء القوي كما حدث من قبل في كأس العالم ٩٠ وكأس العالم للقارات في ٢٠٠٩.
ماذا تريد أن تقول فى النهاية؟
أريد أن أقول للجماهير فى مصر على كافة الانتماءات والألوان، لا تحزنوا، فلاعبو منتخب مصر أبطال ورجال، وقدموا كل ما بوسعهم من أجل إسعادكم، وسنرد لكم هذا في الوصول إلى مونديال روسيا، وستفخرون بمنتخبكم كما عودناكم على البطولات ومنصات التتويج ستعود من جديد في أحضان المنتخب المصري العظيم وأبشركم بذلك.