يُزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجوم خلف الستار، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت.
وتستكمل بوابة «دار الهلال» في رمضان 2023، ما بدأته من قبل برمضان 2021، حيث تواصل تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم يوميًا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري» ولنسافر معًا في سطورنا إلى رحلته وحياته بالمسرح، فقد ترك هؤلاء النجوم إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري.
واللقاء اليوم مع الفنان القدير.. شفيق نور الدين
يعد الفنان القدير شفيق نور الدين قامة فنية سامية وقيمة إنسانية راقية، وهو ينتمي إلى المبدعين الرواد بزمن الفن الجميل، ممثل قدير، ساهم في إثراء حياتنا الفنية بمشاركته في بطولة وأداء الأدوار الرئيسية فيما يزيد على 35 عملا فنيا ما يقرب من و60 مسرحية و100و60 مسلسلًا إذاعيًا، و150 فيلمًا مسلسل تلفزيوني وفي السطور المقبلة نبحر إلى رحلة في رحلته الفنية.
ابن المنوفية.. الفلاح الأصيل
ولد شفيق نور الدين في قرية «بجيرم» بمركز قويسنا بمحافظة «المنوفية» في 15 سبتمبر عام 1911، واسمه بالكامل: شفيق محمد نور الدين خميس.
البداية.. الانبهار بالفرق الجوالة
وبدأت هوايته لفن التمثيل من خلال انبهاره بعروض الفرق المتجولة التي كانت تزور قريته ثم محاولات تقليده لمجموعة الممثلين، وكان والده تاجر القطن يصطحب ابنه في رحلاته للقاهرة، حيث كانت طبيعة عمل والده تتطلب التنقل بين المحافظات المختلفة ثم بيع منتجه بالعاصمة، وكان كثيرا ما يحرص على اصطحاب ابنه معه ليكسبه خبراته وليرفه عنه أيضًا
وافتتن «شفيق» بتلك الرحلات وخاصة أنها تتيح له فرصة مشاهدة العروض المسرحية، التي عشقها منذ صغره، وانجذب بشدة إلى عالم المسرح وتأثر كثيرا بعروض الفرق المسرحية بالقاهرة والإسكندرية، فبادر بتأسيس فرقة من تلاميذ المدارس بالقرية وبإنشاء مسرحًا في قريته الصغيرة، حيث قام بتحويل جرن القرية إلى مسرح، ليمارس هوايته مع أصدقائه من خلاله ويلعب فيه دور الممثل والمؤلف والمخرج أيضا، بتقديم فصول مسرحية في المناسبات والأفراح.
مدرسة الفنون والصنايع
جاء «شفيق» في مطلع شبابه إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنايع وكان مولعا بالميكانيكا ولكنه اهتم بالتمثيل وأهمل الدراسة، ففشل فيها وتركها عام 1931، وقرر تنمية موهبته فالتحق بقاعة المحاضرات المسرحية بمعهد «عبد العزيز حمدي»، وهو أول معهد للتمثيل عرفته القاهرة.
بداية الرحلة لعالم الاحتراف.. من الكمبوشة
وبدأ شفيق نور الدين رحلته الفنية في عالم احتراف الفن عام 1925 من خلال العمل كملقن، بـ الكمبوشة، وهي المكان الذي جلس فيه لفترة طويلة تقارب15 عاما، وكانت البداية حينما عمل كملقن للعروض المسرحية ببعض الفرق مقابل راتب ثلاث جنيهات فقط، وأتيح له من خلال إتقانه لتلك المهنة فرصة الاقتراب من عالم بعض المبدعين بالفن المسرحي ومنهم سلامة حجازي، جورج أبيض، زكي طليمات وغيرهم، كما أتيح له أيضا فرصة العمل ببعض الأدوار الصغيرة.
وانضم شفيق نور الدين إلى فرقة «جورج أبيض» عام 1933، كما التحق بالفرقة القومية» بلا أجر، حتى عين بعد فترة ضمن مجموعة من الهواة بمكافأة شهرية قدرها ثلاث جنيهات، واستمر في عمله كملقن مع تمثيل بعض الأدوار الهامشية والثانوية الصغيرة حتى بداية أربعينات القرن الماضي.
خليل مطران ينقل شفيق نور الدين من «الكمبوشة» إلى الخشبة
وعين «نور الدين» بعد ذلك ملقنا بالفرقة القومية، فقد تحقق حلمه حينما أتاح له المخرج فتوح نشاطي فرصة الظهور على المسرح في دور صغير بمسرحية «مصر الخالدة»، ولتميزه في أداء الدور قدمه المخرج لمدير الفرقة في ذلك الوقت خليل مطران «شاعر القطرين» الذي وافق على نقله من «الكمبوشة» إلى خشبة المسرح.
وقد رأى المخرج فتوح نشاطي أن يسند له دور «الكاهن» في مسرحية «توت عنخ آمون» من إنتاج فرقة «المسرح القومي» عام 1942)، وبالفعل أدى الفنان شفيق نور الدين الدور ببراعة فائقة، ومنذ ذلك الحين بدأت مرحلة جديدة في مسيرته الفنية، وكانت إيذانا بأن يصبح ممثلا قديرًا وإحدى العلامات البارزة في المسرح القومي، خاصة بعدما انتقل إلى مساحة فنية جديدة وتوالت مشاركاته ببعض الأدوار المسرحية الرئيسة، ونجاحه في تحقيق شهرة كبيرة بعدما حظي على تقدير وإعجاب الجماهير العربية.
وانضم «نور الدين» رسميا إلى أسرة المسرح القومي منذ بداية أربعينات القرن الماضي، ولكن تألقه المسرحي الكبير قد تحقق فقط خلال فترة الخمسينات والستينات، تلك الفترة التي قدم خلالها مجموعة من أشهر مسرحياته ومن بينها: «شقة للإيجار»، «ملك القطن»، «القضية»، «قهوة الملوك»، «دائرة الطباشير القوقازية»، متلوف 71، حدث في أكتوبر، و مجموعة مسرحيات الكاتب سعد الدين وهبة ومنها: «المحروسة»، «السبنسة»، سكة السلامة»، «سهرة مع الحكومة»، وهي مجموعة المسرحيات التي تناول في أغلبها معاناة الفلاح المصري في عهد الإقطاع قبل الثورة يوليو 1952، وقام الفنان شفيق من خلالها بتجسيد شخصية الفلاح المطحون.
«الفنان الفلاح» و«زعيم الفلاحين»
وأطلق على شفيق نور الدين بفرقة «المسرح القومي» وكان أحد نجومه في عصره الذهبي ــ عدة ألقاب من بينها: «الفنان الفلاح» و«زعيم الفلاحين» لاعتزازه الكبير بأصله الريفي، وبالتقاليد والعادات الريفية التي لم يتخل عنها أبدًا.
وشارك في تكوين وتأسيس رابطة باسم «الفنانين الفلاحين»، وقد اختاروه لرئاستها، كما اختاروا الفنان حمدي أحمد لأمانة صندوقها وكانت الرابطة تضم في عضويتها كل من الفنانين: حمدي وعبد الله غيث، إبراهيم الشامي، أحمد الجزيري وآخرين.
وجسد شفيق نور الدين عدة أنماط مميزة، في الشخصيات التي قدمها وتميز في تشخيص بعض الأدوار المركبة، خاصة وأن بعده المادي شكله وملامح وجهه، كانت تجعله يبدو أكبر من سنه، ولعل من أهم الأنماط والشخصيات التي برع في تجسيدها هي شخصية: الموظف التقليدي المغلوب على أمره، الأب المطحون، الأب المصدوم في سلوك أبنائه، الفلاح الساذج، الفلاح الماكر، البخيل المقتر، أو المرابي البشع.
مشاركاته المسرحية
قضى شفيق نور الدين سنوات عيدة في العمل بالمسرح كممثل محترف ما يقرب من 40 عاما، شارك خلالها بعضوية بعض الفرق المسرحية المهمة ومن أهمها فرقة «المسرح القومي».
وقام مع فرقة «المسرح القومي» بتجسيد عدد من الشخصيات الرئيسة والمحورية بعدد كبير من المسرحيات المتميزة ومنها شخصيات: أبو شوال بأوبريت «عزيزة ويونس»، البواب بمسرحية «شقة للإيجار»، عبد الموجود بمسرحية «الصفقة»، قمحاوي بمسرحية «ملك القطن»، الأستاذ منجد بمسرحية «القضية»، علي الطواف بمسرحية «عيلة الدوغري»، الشاويش صابر بمسرحية «السبنسة»، السائق بمسرحية «سكة السلامة»، القاضي ازدك بمسرحية «دائرة الطباشير القوقازية»، الإسكافي بمسرحية «الإسكافية العجيبة».
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية بالفرق المسرحية كالتالي:
فرق مسارح الدولة
الأربعينيات بالقرن الماضي.. توت عنخ آمون، خروف، بيت الطاعة (1941)، كلنا كده (1943)، عزيزة ويونس (1944)، راسبوتين (1945)، العشرة الطيبة (1946)، ثلاثة رجال وامرأة، حب موديل 48 (1947)، اللعب بالنار (1948)، أصدقاؤنا الألداء (1949)،
الخمسينيات.. شقة للإيجار (1950)، دم الأخوين (1951)، أم رتيبة، غروب الأندلس (1952)، مضحك الخليفة، المزيفون، صفقة مع الشيطان، الأيدي الناعمة (1954)، مقالب سكابان (1955)، ملك القطن، ابن عز
(1956)، جمعية قتل الزوجات (1957)، رجل الأقدار، قهوة الملوك (1958)، صنف الحريم (1959)،
الستينيات.. في بيتنا رجل (1960)، مأساة جميلة، القضية (1961)، المحروسة، السبنسة، عيلة الدوغري (1962)، تاجر البندقية، حلاق بغداد، كوبري الناموس (1963)، الفتى مهران، سكة السلامة (1965)، بير السلم، المهزلة الأرضية (1966)، حلاوة زمان (1967)، بلاد بره، دائرة الطباشير القوقازية (1968)،
السبعينيات.. متلوف 71 (1971)، الإسكافية العجيبة، غبي في الفضاء (1972)، حدث في أكتوبر، صلاح الدين الأيوبي (1973)، سهرة مع الحكومة (1979).
- «المسرح الكوميدي»: عزيزة (1964).
- «المسرح الحديث»: الناس والبحر (1966).
- «مسرح الحكيم»: يا سلام سلم الحيطة بتتكلم (1971).
- «الغنائية الاستعراضية»: العشرة الطيبة (1977).
المسرح مع كبار المخرجين
وتعاون شفيق نور الدين من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، نبيل الألفي، نور الدمرداش، كمال يس، كمال حسين، سعد أردش، كرم مطاوع، فاروق الدمرداش، حسين كمال، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد الغفار عودة، وذلك بالإضافة إلى المخرج الألماني كورت فيت بمسرحية «دائرة الطباشير القوقازية».
المشاركات السينمائية
شارك شفيق نور الدين بأداء بعض الأدوار الرئيسة المؤثرة وبعض أدوار البطولة الثانية في عدد من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها 150 فيلما، والحقيقة أن أغلبها أفلاما قيمة نجح من خلالها في تجسيد شخصيات درامية متميزة.
وتضم قائمة أفلامه السينمائية العديد من الأفلام المهمة والتي نجح في وضع بصمة مميزة فيها علامات خاصة، ومنها في فيلمي: «دهب» و«معبودة الجماهير» في دور «البقال»، وفي فيلم «مراتي مدير عام» بتجسيده شخصية مدير الإدارة، وفي فيلم عدو امرأة في شخصية مدير المنزل والخادم المخلص، كما تألق بشدة في دور «أيوب التاجر» مع شادى عبد السلام في رائعته «المومياء»، ومع المخرج توفيق صالح في فيلم «المتمردون»، هذا.
الأب الصارم
ورغم صغر مساحة دوره في فيلم «القاهرة 30» إلا أن تجسيده لشخصية الأب الذي صدم في أخلاقيات ابنه محجوب عبد الدايم يعد مشهدا من أهم المشاهد التي تبقى بالذاكرة وتدرس في تاريخ السينما المصرية.
وشارك في الأفلام التالية:
بالأربعينيات بالقرن الماضي.. شارك في أفلام: أحب الغلط (1942)، من الجاني، طاقية الإخفاء (1944)، القرش الأبيض، البني آدم، ليلى بنت الفقراء، الأنسة بوسة (1945)، راوية، الخمسة جنيه، ضحايا المدينة، ملاك الرحمة (1946)، شادية الوادي، ضربة القدر (1947)، ليلى العامرية، رجل لا ينام (1948)، فاطمة وماريكا وراشيل، الليل لنا، المرأة شيطان، شارع البهلوان، هدى، نادية، مبروك عليكي (1949)، شاطئ الغرام، المليونير، ياسمين، أيام شبابي، أخلاق للبيع.
الخمسينيات.. أفلام (1950)، مشغول بغيري، وداعا يا غرامي، السبع أفندي (1951)، سلوا قلبي، ريا وسكينة، الأم القتلة، مسمار جحا، الأستاذة فاطمة (1952)، السيد البدوي، بلال مؤذن الرسول، بيت الطاعة، بائعة الخبز، ماليش حد، كلمة الحق، بنت الهوى، دهب، حب في الظلام، أنا وحبيبي، عائشة (1953)، قلوب الناس، اعترافات زوجة، أربع بنات وضابط، بنت الجيران، حدث ذات ليلة، قرية العشاق، الشك القاتل (1954)، نهارك سعيد، ثورة المدينة، بحر الغرام، درب المهابيل، ليالي الحب، عاشق الروح، قصة حبي (1955)، المفتش العام، القلب له أحكام، سمارة، هارب من الحب (1956)، بورسعيد، فتى أحلامي، ليلة رهيبة، طاهرة، غرام المليونير، لن أبكي أبدا، عشاق الليل، أنا وقلبي، لواحظ، الجريمة والعقاب (1957)، توبة، شباب اليوم، جميلة، سيدة القصر، امرأة في الطريق، هذا هو الحب، حبيبي الأسمر (1958)، إحنا التلامذة، حب ودلع، أم رتيبة، إسماعيل يس في الطيران، احترسي من الحب، لن أعود (1959).
الستينيات.. أفلام : جسر الخالدين، صائدة الرجال، حايجننوني، سامحني، بين السماء والأرض، لوعة الحب، العملاق،الناس اللي تحت (1960)، لماذا أعيش، إسماعيل يس في السجن، صراع في الجبل، غرام الأسياد، شاطئ الحب، الضوء الخافت (1961)، الحاقد، دنيا البنات، عبيد الجسد (1962)، المراهقان، أمير الدهاء (1964)، حب للجميع (1965)، مراتي مدير عام، الحياة حلوة، عدو امرأة، القاهرة 30، شياطين الليل (1966)، الليالي الطويلة، السيد البلطي، العيب، معبودة الجماهير، جفت الأمطار (1967)، المتمردون، نفوس حائرة (1968)، يوميات نائب في الأرياف، نادية، أبواب الليل، الناس اللي جوه، المومياء (1969).
السبعينيات.. هاربات من الحب(1970)، حسناء المطار (1971)، لعبة كل يوم (1972)، شلة المراهقين (1973)، التاكسي - فيلم قصير (1978).
تعاون مع كبار المخرجين
وتعاون شفيق نور الدين من خلال أفلامه مع نخبة من كبار المخرجين، لأكثر من جيل ومنهم : أحمد بدرخان، يوسف وهبي، نيازي مصطفى، حسين فوزي، صلاح أبو سيف، هنري بركات، عز الدين ذو الفقار، محمود ذو الفقار، أنور وجدي، حسن حلمي، إبراهيم عمارة، حلمي حليم، السيد بدير، توفيق صالح، فطين عبد الوهاب، عاطف سالم، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفى، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كامل التلمساني، حسن رضا، أحمد ضياء الدين، سعد عرفة، جمال مكور، سيف الدين شوكت، كمال عطية، سيد عيسى، خليل شوقي، جلال الشرقاوي، أحمد مظهر، شادي عبد السلام.
مشاركات شفيق نور الدين التلفزيونية
شارك شفيق نور الدين بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد من المسلسلات التلفزيونية على مدى ما يقرب من 20 عاما، منذ بدايات الإنتاج التلفزيوني عام 1961، ومنها: حمادة وعم شفيق، الزوبعة، الضحية، الرحيل، الساقية، الفلاح، العودة إلى المنفى، بنك القلق، القاهرة والناس، إصلاحية جبل الليمون، أصيلة، عيلة الدوغري، عيلة سي جمعة، نوادر جحا، رحلة عم مسعود.
وشارك بعدد من السهرات والتمثيليات التلفزيونية ومنها المعذبون في الأرض (قصة خديجة)، ولدي، منى.
مشاركات شفيق نور الدين بالإذاعة
ساهم شفيق نور الدين في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يزيد عن 30 عاما، شارك خلالها ببطولة عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية والدينية، حيث تميز بإجادته لفن الإلقاء بصوته الهادئ الرصين ومخارج ألفاظه السليمة مع التزامه الدقيق بجميع قواعد النحو، وذلك بالإضافة إلى إجادته التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس كفاءة تمثيله باللهجة العامية.
ومن المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التي شارك في بطولتها:
الطاقية الشبيكة، الولد الشقي، مذكرات المعلم شعبان، المماليك، ليلة الفرح، أبو الحسن العبيط، اللهم إني صائم، ميكروب الحب، في سبيل الحرية، راجل مغرور، حكاية الدكتور مسعود، أرض الجزيرة، بيتي بيتك، خضرة الشريفة، وذلك بخلاف مشاركته ببعض البرامج الدرامية المهمة ومن بينها: حديث الذكريات، وشخصيات تبحث عن مؤلف (ومن بينها حلقة الملقن)، وأيضا البرنامج الكوميدي الشهير «ساعة لقلبك» الذي جسد من خلاله شخصية «الفلاح».
الحياة الشخصية
تزوج شفيق نور الدين مرة واحدة وذلك من إحدى قريباته في بداية دخوله المجال الفني وأنجب ستة أبناء، ــ أربع بنات وولدين ــ ولكن في تلك الفترة وبالتحديد في أوائل الثلاثينات كان المسرح يعاني من أزمات اقتصادية، فاضطر للعودة مرة أخرى إلى القرية للعمل مع والده في تجارة القطن، وافتتح محلا صغيرا لبيع الألبان والعيش لتوفير دخل مناسب لأسرته، وظل على هذا الحال لمدة عام ونصف تقريبا.
وله ابن وحيد نجح في اقتحام مجال الفن بإصراره وهو الفنان نبيل نور الدين، وترتيبه الرابع بين أشقائه والابن الأول بعد ثلاث بنات، وهو الوحيد من بين أشقائه الذي نجح في إقناع والده بضرورة الالتحاق بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد «العالي للفنون المسرحية».
وتخرج نبيل نور الدين في المعهد، وعين عضوًا بفرقة «المسرح القومي»، وإن كان لم يشارك والده مسرحيًا إلا من خلال قيامه بتجسيد دور صغير في مسرحية «الإسكافية العجيبة»، وذلك خلال فترة دراسته بالمعهد.
التكريم والجوائز
نال الفنان القدير شفيق نور الدين على الكثير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير ومن أهمها حصوله على التكريم من الزعيم جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1958 والذي منحه شهادة الجدارة ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وحصل على شهادة تقدير على مجمل أعماله من الرئيس أنور السادات في عيد الفن.
وحصل شفيق نور الدين على درع «المسرح القومي» في ذكرى الاحتفال باليوبيل الذهبي للمسرح عام 1986، وأيضا تم إطلاق اسمه على الشارع المؤدي لمسقط رأسه في المنوفية، وغيرها من مظاهر التكريم وفي هذا الصدد يجب التنويه كذلك إلى حصوله على عدد من الجوائز المهمة في السينما ومن بينها جوائز عن أدواره بأفلام: «جفت الأمطار»، «أمير الدهاء»، «شياطين الليل».
رحيل وإبداع باق
رحل الفنان شفيق نور الدين عن عالمنا في 13 فبراير عام 1981 عن عمر يناهز 70 عامًا.، ولكنه غادر الحياة جسدا فقط وترك أثره بعد مسيرة حافة بالإبداع، والإخلاص، والعشق للفن، واحترام الجمهور، وساهم بكل ما قدمه في إثراء مسيرة الفن المصري والعربي.
شفيق نور الدين يشارك في مسرحية القضية بالمسرح القومي
شفيق نور الدين يشارك في مسرحية السبنسة بالمسرح القومي